كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
فلما مات الملك العزيز ابن الملك العادل في دمشق قال الشيخ محي الدين ابن العربي في الديوان الكبير يرثيه:[1]
طلبتْ ذلولُ[2] عزيزها لتذيله |
|
عن ظهرها، كرماً به، فأجابا |
رؤيته ليلة القدر (ليلة الجمعة 19 ربيع الأول 631/1233)
يذكر الشيخ محي الدين في الديوان الكبير أنه رأى ليلة القدر ليلة التاسع عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وستمائة، فقال في ذلك شعرا:[4]
ما ليلة القدر إلا ذات رائيها |
|
وهي الدليل على الخير الذي فيها |
وليلة القدر هي الليلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم وسميت بهذا الاسم لأنها ليلة ذات قدر عظيم فقد فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي وجعلها خيراً من ألف شهر، وقيل سمّيت بهذا الاسم لأنّ الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، كما قال تعالى في سورة الدخان: ((فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [4])).
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه". وقد وردت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بعض الأحاديث أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع
[1] الديوان: ص224.
[2] الذلول صفة للأرض.
[3] الجنادل جمع جندل وهي الحجارة.
[4] الديوان: ص264.