المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
كتاب حقائق عن التصوف
للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي
أهمية التصوف
أهمية التصوف
إن التكاليف الشرعية التي أمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين: أحكام تتعلق بالأعمال الظاهرة، وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه، وأعمال تتعلق بقلبه.
فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواه؛ فالأوامر الإلهية هي:
كالصلاة والزكاة والحج ... وأما النواهي فهي: كالقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر ...
وأما الأعمال القلبية فهي أيضا: أوامر ونواه؛ أما الأوامر:
فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ... وكالإخلاص والرضا والصدق والخشوع والتوكل ... وأما النواهي: فكالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور والحقد والحسد. وهذا القسم الثاني المتعلق بالقلب أهم من القسم الأول عند الشارع - وإن كان الكل مهمّا - لأن الباطن أساس الظاهر ومصدره، وأعماله مبدأ أعمال الظاهر، ففي فساده إخلال بقيمة الأعمال الظاهرة، وفي ذلك قال تعالى:
{فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا ول يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
[الكهف: ١١٠].
ولهذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف على إصلاح قلبه وشفائه من