موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الخلاصة

الخلاصة:

إن من يعمر باطنه بالصدق والإخلاص، تجري حركاته وسكناته على حسب ما في قلبه؛ فيظهر الصدق في أحواله وأقواله وأعماله، لأن من أسرّ سريرة ألبسه الله رداءها.

قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى: (حقّ على كل من فهم عن الله تعالى أن يلازم الصدق في الأقوال، والإخلاص في الأعمال، والصفاء في الأحوال، فمن كان كذلك لحق بالأبرار، ووصل إلى رضاء الغفار) (١).

فعليك أيها المريد أن تكون صادقا في أقوالك لأن الكذب من صفات المنافقين. قال عليه الصلاة والسّلام: آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذ ائتمن خان (٢).

وكن صادقا في طلب الوصول إلى الله تعالى، فالمقاصد العالية لا تنال بالتشهي، لذلك قيل: (لا ينال الوصول من كان في قلبه شهوة الوصول) بل يناله بالجد والاجتهاد.

وعمّر قلبك بالصدق لتنبعث منه الهمة والنشاط في سيرك إلى الله تعالى.

__________

(١) شرح رياض الصالحين لابن علان ج ١/ص ٢٨٤.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان، ومسلم في كتاب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال المناوي في شرح هذا الحديث: (النفاق ضربان: شرعي: وهو إبطان الكفر وإظهار الإيمان، وعرفي: وهو أن يكون سره خلاف علانيته، وهو المراد هنا). فيض القدير شرح الجامع الصغير ج ١/ص ٦٣.

وتحقق بالصدق إن قلت يا الله فالصدق وجهه مقبول

وعليك بالصدق في عهدك مع مرشدك ودليلك إلى الله تعالى حتى يكون ذلك عون لك على ترقيك وسرعة وصولك.

وكن صادقا في موافقتك لربك أمرا ونهيا وفي اتباعك لرسوله صلّى الله عليه وسلّم حتى تتحقق بالعبدية لله تعالى، فهي أمنية السالكين لربهم في جميع مراتبهم ومقاماتهم.

***



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!