موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أهميته في الكتاب والسنة

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى: (حق المخلص أن لا يرى إخلاصه ولا يسكن إليه، فمتى خالف ذلك لم يكمل إخلاصه، بل سماه بعضهم رياء) (١).

هذه الأقوال والعبارات المتنوعة في الإخلاص ترجع إلى مقصد واحد وهو أن ل يكون للنفس حظ في عمل من الأعمال التعبدية، الجسمية منها والقلبية والمالية، وأن ل يرى إخلاصه.

أهميته في الكتاب والسنة:

لما كان قبول الأعمال موقوفا على وجود الإخلاص فيها، أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسّلام بالإخلاص في عبادته تعليما لهذه الأمة فقال: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصًا لَهُ اَلدِّينَ} [الزمر: ١١] وقال: {قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر: ١٤]. وقال عز وجل: {فَاعْبُدِ الله مُخْلِصًا لَهُ اَلدِّينَ} [الزمر: ٢].

كما أمر الله تعالى خلقه أن تكون جميع عباداتهم القولية والفعلية والمالية خالصة له تعالى، بعيدة عن الرياء فقال: {وما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ} [البينة: ٥].

وأوضح الحق سبحانه أن السبيل إلى لقاء الله تعالى يوم لقيامة لقاء رضى وإنعام هو العمل الصالح الخالص لوجه الله، السليم من ملاحظة الخلق فقال: {فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠].

وجاءت الأحاديث الشريفة توجّه العبد إلى الإخلاص في جميع

__________

(١) الرسالة القشيرية ص ٩٥ - ٩٦.

أعماله وتحذّره أن يقصد بعبادته ثناء الناس ومدحهم وتبين أن كل عمل لم يتصف بالإخلاص لله تعالى فهو مردود على صاحبه، وتوضح أن الله تعالى لا ينظر إلى ظاهر أعمال العبد، بل ينظر إلى ما في قلبه من النوايا والمقاصد، لأن الأعمال بالنيات، والأمور بمقاصدها.

وقد سمى الرسول صلّى الله عليه وسلّم الرياء شركا أصغر تارة، وسماه شرك السرائر تارة أخرى. وأخبر أن الله تعالى سوف يتبرأ من المرائي يوم القيامة، ويحيله إلى الناس الذين أشركهم في عبادته.

وهذه بعض الأحاديث الشريفة التي تبين أهمية الإخلاص وتوضح هذه المعاني المذكورة:

١ - عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أ رأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ما له؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا شيء له، فأعادها ثلاث مرات، ويقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا شيء له، ثم قال: إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه (١).

٢ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم (٢).

٣ - عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: من صام يرائي فقد أشرك، ومن صلى يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك (٣).

__________

(١) رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد.

(٢) رواه مسلم في كتاب البر والصلة.

(٣) رواه البيهقي كما في الترغيب والترهيب ج ٢/ص ٣١.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!