موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الخلاصة

وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت (١).

وقال أبو المواهب الشاذلي رحمه الله تعالى: (عبادة المريد مع محبته للدني شغل قلب وتعب جوارح، فهي وإن كثرت قليلة عند الله تعالى).

٢ - العلم بأن وراءها دارا أعظم منها قدرا، وأجل خطرا، وهي دار البقاء، قال تعالى: {قُلْ مَتاعُ اَلدُّنْيا قَلِيلٌ والْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اِتَّقى} [النساء: ٧٧]. ولذا وجهوا أتباعهم للإعراض عن الدنيا، والتطلع إلى الحياة الآخرة، إلى الجنة ونعيمها والرغبة في الله تعالى، فساروا سيرة الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم في التضحية والإيثار ومجاهدة النفس ومغالبة الهوى دون أن تستهويهم زخارف الحياة الزائلة.

وكان شعارهم قول بعضهم:

لا تنظرنّ إلى القصور العامرة واذكر عظامك حين تمسي ناخرة

وإذا ذكرت زخارف الدنيا فقل لبيك إنّ العيش عيش الآخرة

٣ - العلم بأن زهد المؤمنين في الدنيا لا يمنعهم شيئا كتب لهم، وأن حرصهم عليها لا يجلب لهم ما لم يقض لهم منها، فما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم.

الخلاصة:

وصفوة القول: الزهد مقام رفيع لأنه سبب لمحبة الله تعالى، ولذا دعا إليه الكتاب والسنة، وأشاد بفضله أئمة الدين، قال الإمام الشافعي

__________

(١) رواه مسلم في كتاب الزهد.

رحمه الله تعالى: (عليك بالزهد، فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الناهد) (١).

ولذلك فإن السادة الصوفية قد تحققوا بالزهد وتدرجوا في مراتبه التي أشار إليها ابن عجيبة بقوله: (فزهد العامة: ترك ما فضل عن الحاجة في كل شيء، وزهد الخاصة: ترك ما يشغل عن التقرب إلى الله في كل حال، وزهد خاصة الخاصة ترك النظر إلى ما سوى الله في جميع الأوقات إلى أن قال: والزهد سبب السير والوصول؛ إذ لا سير للقلب إذا تعلق بشيء سوى المحبوب) (٢).

وقد وصف الإمام النووي رحمه الله تعالى هذه الفئة الصالحة من الأمة فقال:

إنّ لله عبادا فطنا ... طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليس لحيّ سكنا

جعلوها لجّة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا (٣)

***

__________

(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير ج ٤/ص ٧٣.

(٢) معراج التشوف لابن عجيبة ص ٧ - ٨.

(٣) رياض الصالحين للإمام النووي ص ٣.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!