موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مقدمة

مقدمة

تبين لنا في الباب السابق أهمية التصوف ومنزلته في تكوين الشخصية المسلمة المتكاملة، وأنه التطبيق العملي للإسلام، وأنه يهتم بإصلاح ظاهر العبد وعمارة باطنه، وتقويم خلقه، وتصحيح عباداته ومعاملاته.

وإن السادة الصوفية لا يكتفون بأن يوضحوا للناس أحكام الشرع وآدابه بمجرد الكلام النظري، ولكنهم بالإضافة إلى ذلك يأخذون بيد تلميذهم ويسيرون به في مدارج الترقي، ويرافقونه في جميع مراحل سيره إلى الله تعالى، يحيطونه برعايتهم وعنايتهم، ويشملونه بعطفهم وحنانهم، ويوجهونه بحالهم وقالهم، وينهضون به بعلو همتهم وعظيم صدقهم؛ يذكرونه إذا نسي، ويقوّمونه إذا انحرف، ويتفقدونه إذا غاب، وينشطونه إذا فتر ... وهكذا يرسمون له المنهج العملي الذي يمكنه به أن يتحقق بأركان الدين الثلاثة: الإيمان والإسلام والإحسان.

إن الصوفية أرباب أعمال وأحوال لا أرباب دعاوي وأقوال، فما أسهل الكلام والتعليم، وما أصعب العمل والتطبيق!

وها نحن نعرض في هذا الباب أهم الطرق العملية التي يطبقها رجال التصوف للوصول إلى رضاء الله تعالى ومعرفته، وما هذا المنهج العملي

إلا تطبيقا لكتاب الله تعالى، واقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبأصحابه الكرام رضوان الله عليهم.

إن الصوفية لم يبتدعوا منهجا، ولم يبتكروا أسلوبا، ولكنهم ساروا متبعين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم قولا وعملا وأخلاقا.

***



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!