الكشف في القرآن الكريم

الزماني والمكاني، لذلك كان صلّى الله عليه وسلّم يستوي عنده في الرؤية القرب والبعد:

يقول أنس رضي الله عنه: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زيدا، وجعفر وابن رواحة، ورفع الراية إلى زيد، فأصيبوا جميعا، فنعاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الناس قبل أن يجيء الخبر، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، وإن عيني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تذرفان، ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة، ففتح له (١). قاله صلّى الله عليه وسلّم يوم غزوة مؤتة.

الكشف في القرآن الكريم:

قال الله تعالى في حق إبراهيم خليل الله عليه السّلام: {وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ اَلسَّماواتِ والْأَرْضِ ولِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: ٧٥].

وكذلك ما أخبر الله عز وجل عن الخضر عليه السّلام، حين صحب موسى عليه السّلام في المسائل الثلاثة:

الأولى: انكشف للخضر أن السفينة التي ركبها مجانا في طريقهم عبر البحر، سيأخذها ملك غاشم ظلما، فخرقها ليعيبها ولينقذها من شر ذلك الغاصب مكافأة للمعروف بالمعروف: {أَمَّا اَلسَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}

[الكهف: ٧٩].

الثانية: كشف له عن الغلام؛ إن بقي حيا فسيقتل أبويه في كبره،

__________

(١) رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجنائز وكتاب المناقب.