موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


16 - جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى ** | ** 17 - ابن عابدين رحمه الله تعالى

ترتجى الرحمة بذكرهم، ويستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنّا بهم) (١).

١٦ - جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:

وقال العلامة المشهور جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تأييد الحقيقة العليّة: (إن التصوف في نفسه علم شريف، وإن مداره على اتباع السنة وترك البدع، والتبرّي من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليم لله، والرضى به وبقضائه، وطلب محبته، واحتقار ما سواه .. وعلمت أيضا أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع، فوجّه أهل العلم للتمييز بين الصنفين ليعلم أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملت الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أر صوفي محقّقا يقول بشيء منها، وإنما يقول بها أهل البدع والغلاة الذين ادّعوا أنهم صوفية وليسوا منهم) (٢).

١٧ - ابن عابدين رحمه الله تعالى:

وتحدّث خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين رحمه الله تعالى في كتابه المسمى مجموعة رسائل ابن عابدين الرسالة السابعة [شفاء العليل وبلّ الغليل في حكم

__________

(١) كتاب معيد النعم ومبيد النقم ص ١١٩ للإمام تاج الدين عبد الوهاب السبكي المتوفى سنة ٧٧١ هـ.

(٢) تأييد الحقيقة العلية ص ٥٧. للعلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ هـ.

الوصية بالختمات والتهاليل] عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات، من قبل أشخاص تزيّوا بزي العلم، وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال: (ولا كلام لنا مع الصدّق من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلة رديّة، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن أقواما يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإنهم قوم قطّعت الطريق أكبادهم، ومزّق النصب فؤادهم، وضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة لحالهم، ولو ذقت مذاقهم عذرتهم في صياحهم .. وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد، أجاب العلامة النحرير ابن كمال باشا لما استفتي عن ذلك حيث قال:

ما في التّواجد إن حقّقت من حرج ... ولا التمايل إن أخلصت من باس

فقمت تسعى على رجل وحقّ لمن ... دعاه مولاه أن يسعى على الرّاس

الرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إلا من الإله، ولا يشتاقون إلاّ له؛ إن ذكروه ناحوا، وإن شكروه باحوا، وإن وجدوه صاحوا، وإن شهدوه استراحوا، وإن سرحوا في حضرات قربه ساحوا. إذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إراداته، فمنهم من طرقته طوارق الهيبة فخرّ وذاب، ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرّك وطاب، ومنهم من طلع عليهم الحبّ من مطلع القرب فسكر وغاب. هذا ما عنّ لي في الجواب، والله أعلم بالصواب.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!