موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ابن قيم الجوزية ** | ** فخر الدين الرازي

ابن قيم الجوزية:

قال ابن قيم الجوزية: (ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك صدئ، فإذ ذكر جلاه. وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة، والذنب؛ وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر. فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكما على قلبه، وصدؤه بحسب غفلته. وإذ صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه؛ فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل، لأنه لمّا تراكم عليه الصدأ أظلم فلم تظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه. فإذا تراكم عليه الصدأ، واسودّ، وركبه الران فسد تصوره وإدراكه فل يقبل حقا، ولا ينكر باطلا، وهذا أعظم عقوبات القلب. وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره.

قال تعالى: {ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِن واِتَّبَعَ هَواهُ وكانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: ٢٨] (١).

فخر الدين الرازي:

قال العلامة فخر الدين الرازي في تفسيره عند قوله تعالى: {ولله الْأَسْماءُ الْحُسْنى} [الأعراف: ١٨٠]: (إن الموجب لدخول جهنم هو الغفلة عن ذكر الله تعالى، والمخلّص من عذاب جهنم هو ذكر الله تعالى،

__________

(١) الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن قيم الجوزية المتوفى سنة ٧٥١ هـ ص ٥٢.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!