موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الثانية والثلاثون ** | ** الثالثة والثلاثون

الثانية والثلاثون: أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده، فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها. قال تعالى: {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} [الحشر: ١٩].

الثالثة والثلاثون: أن الذكر يسيّر العبد وهو في فراشه وفي سوقه وفي حال صحته وسقمه، وفي حال نعيمه ولذته، وليس شيء يعم الأوقات والأحوال مثله، حتى إنه يسيّر العبد وهو نائم على فراشه، فيسبق القائم مع الغفلة، فيصبح هذا وقد قطع الركب، وهو مستلق على فراشه، ويصبح ذلك القائم الغافل في ساقة الركب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وحكي عن رجل من العباد أنه نزل برجل ضيفا، فقام العابد ليله يصلي، وذلك الرجل مستلق على فراشه، فلما أصبحا، قال له العابد:

سبقك الركب. فقال: ليس الشأن فيمن بات مسافرا وأصبح مع الركب، الشأن فيمن بات على فراشه وأصبح قد قطع الركب.

وهذا ونحوه له محل صحيح ومحل فاسد، فمن حكم على أن الراقد المضطجع على فراشه يسبق القائم القانت، فهو باطل، وإنما محله أن هذا المستلقي على فراشه علق قلبه بربه عز وجل، وألصق حبة قلبه بالعرش، وبات قلبه يطوف حول العرش مع الملائكة، قد غاب عن الدنيا وما فيها، وقد عاقه عن قيام الليل عائق من وجع أو برد يمنعه عن القيام، أو خوف على نفسه من رؤية عدو يطلبه، أو غير ذلك من الأعذار، فهو مستلق على فراشه؛ وفي قلبه ما الله تعالى به عليم. وآخر قائم يصلي ويتلو، وفي قلبه من الرياء والعجب وطلب الجاه والمحمدة عند الناس ما الله به عليم، أو قلبه في واد وجسمه في واد، فلا ريب أن



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!