المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق ، والعارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق.
الزُّهَّادُ إِذَا مُدِحُوا انْقَبَضُوا لِشُهُودِهِمُ الثنَاءَ مِنَ الخَلْقِ ، وَالْعَارِفُونَ إِذَا مُدِحُوا انْبَسَطُوا لِشُهُودِهِمْ ذَلِكَ مِنَ المَلِكِ الحَق.
يعني: أن الزهاد الذين هم في غيبة عنه تعالى إذا مدحهم المادح انقبضوا خوفاً من الاغترار القاطع لهم عن الله لشهودهم الثناء صادراً من الخلق . والعارفون الحاضرون مع ربهم إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق لأنهم لا يشاهدون معه غيره بل يقولون ألسنة الخلق أقلام الحق وهذا محمل قوله صلى الله عليه و سلم: " إذا مدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه " . ولذا كان المصنف يمدح شيخه المرسي فيقع عند المدح موقعاً عظيماً . وصاحب هذا المقام إذا ذمه أحد لا يجد في نفسه عليه ولا يؤذيه لعدم شهوده الذم صادراً منه.