المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك.
رُبَّما دَخَلَ الرِّياءُ عَلَيْكَ مِنْ حَيْثُ لا يَنْظُرُ الخَلْقُ إلَيْكَ.
يعني: أن الرياء كما يدخل في عملك - أيها المريد - إذا عملته بحضرة الناس وهو الرياء الجلي يدخل عليك إذا عملته وحدك . وعلامته أن تقصد بعملك توقير الناس لك والمسارعة إلى قضاء حوائجك وأن تغضب على من قصر في حقك الذي تستحقه عند نفسك وربما تتوعده بمعاجلة العقوبة له من الله تعالى . فمن شاهد من نفسه شيئاً من هذه العلامات فليعلم أنه مراء بعمله وإن أخفاه على سائر المخلوقات . وهذا هو الرياء الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل ولا يسلم منه إلا العارفون الذين غيب الله نظرهم عن رؤية الخلق بما أودعه في قلوبهم من نور اليقين فلا يرجون من الخلق منفعة ولا يخشون منهم مضرة . فأعمال هؤلاء خالصة وإن كانت بين أظهر الناس .
قال بعض العارفين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي فكأنه ينبت فيه على لون آخر . فتنبه لذلك والله يتولى هداك.