المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
متى آلمك عدم إقبال الناس عليك ، أو توجههم بالذم إليك ، فارجع إلى علم الله فيك , فإن كان لا يقنعك علمه فيك بك , فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم .
مَتَى آلمَكَ عَدَمُ إِقْبَاِلِ النَّاسِ عَلَيْكَ ، أَوْ تَوَجُّهُهُمْ بِالذَّمِّ إِلَيْكَ ، فَارْجِعْ إِلَى عِلْمِ اللهِ فِيكَ , فَإنْ كَانَ لا يُقْنِعُكَ عِلْمُهُ فِيكَ بك , فَمُصيبَتُكَ بِعَدَمِ قَنَاعَتِكَ بِعِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ مُصِيبَتِكَ بِوُجُودِ الأَذَى مِنْهُم .
يعني متى أوجعك عدم إقبال الناس عليك بالمدح أو آلمك توجههم إليك بالذم فارجع إلى علم الله فيك فإنه هو الذي يعلم ظاهرك وخافيك فإن كنت عنده مخلصاً في أعمالك فلا تغتم لذم الذامين وإن كنت عنده ممقوتاً فلا تغتر بمدح المادحين فإن كان لا ينفعك علم الله بك بل نظرت إلى ما من المخلوقين فمصيبتك الحاصلة لك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم لبعدك عن رب العالمين .
فلا ينبغي للمريد أن يكون مطمح نظره إلا إلى مولاه فلا يفرح إلا بإقباله عليه ولا يحزن إلا لإعراضه عنه والعياذ بالله.