المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك ، فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده .
إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الشَّيْطَانَ لا يَغْفُلُ عَنْكَ ، فَلاَ تَغْفُلْ أَنْتَ عَمَّنْ نَاصِيَتُكَ بِيَدِهِ .
يعني إذا تيقنت - أيها المريد - بالأدلة القطعية أن الشيطان لا يغفل عن إغوائك ومحاربتك من كل جهة كما قص الله تعالى ذلك بقوله { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } ( 17 ) الأعراف . قال ابن عباس: من بين أيدهم أشككهم في آخرتهم ومن خلفهم أرغبهم في دنياهم وعن أيمانهم أشبه عليهم أمر دينهم وعن شمائلهم أزين لهم المعاصي وأحقق لهم الباطل . فلا تغفل أنت عن مولاك الذي ناصيته بيدك أي قدرته وذلك بتحقيق عبوديتك له وتوكلك عليه واعتصامك به والتجائك إليه . فإن الله تعالى يكفيك شره . كما قال سبحانه: { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا } ( 87 ) النساء { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا } ( 65 ) ا لإسراء
قال بعض العارفين: الشيطان منديل هذه الدار يعني يمسح به أقذار النسب وهي نسبة الشرور وأنواع المعاصي والفساد إليه أدباً مع الله تعالى . وهذا سر إيجاده كما قال تعالى: { وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أن أَذْكُرَهُ } ( 63 ) الكهف . وقال تعالى: { هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ } ( 15 ) القصص . وأما أن له حولاً وقوة يضر بها أو ينفع فلا آه .
وفي الحديث: " أن إبليس قال: وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله عز و جل: وعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني " .
وقال ذو النون المصري: أن كان هو يراك من حيث لا تراه فإن الله يراه من حيث لا يرى الله فاستعن بالله عليه.