المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
أكرمك بكرامات ثلاث : جعلك ذاكرا له ولولا فضله لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك ، وجعلك مذكورا به ، إذ حقق نسبته لديك وجعلك مذكورا عنده فتمم نعمته عليك .
أَكْرَمَكَ بكَرَامَاتٍ ثَلاَث : جَعَلَكَ ذَاكِراً لَهُ وَلَوْلا فَضْلُهُ لَمْ تَكُنْ أَهْلاً لِجَرَيَانِ ذِكْرِهِ عَلَيْكَ ، وَجَعَلَكَ مَذْكُوراً بِهِ ، إِذْ حَقَّقَ نِسْبَتَهُ لَدَيْكَ وَجَعَلَكَ مَذْكُوراً عِنْدَهُ فَتَمَّمَ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ .
يعني أن الله تعالى أكرمك أيها المؤمن بثلاث كرامات جمع لك فيهن أنواع الفضائل والمبرات . الأولى: جعلك ذاكراً له بلسانك وقلبك ووجه حلاوة ذلك إليك ولولا فضله لم تكن أهلاً لجريان ذكره عليك .
والثانية: جعلك مذكوراً به عند الناس بأن يقال: هذا ولي الله وذاكره إذ حقق نسبته - أي خصوصيته - لديك وهي ما أظهره من أنوار الذكر والطاعة عليك .
والثالثة: جعلك مذكوراً عنده فتمم نعمته عليك بمزيد الإكرام ومنتهى الفضل والإنعام
وفي الحديث القدسي: " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " .
وقال صلى الله عليه و سلم: " ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " آه . والعندية هنا عندية مكانة - أي شرف - لا مكان تعالى الله عن ذلك.