المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار .
الفِكْرَةُ سَيْرُ القَلْبِ فِي مَيَادِينِ الأَغْيَارِ .
يعني أن الفكرة المأمورين بها إنما هي سير القب - أي جولانه - في مشاهدة الأغيار - أي المخلوقات الشبيهة بالميادين في الاتساع - قال تعالى: { قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ( 101 ) يونس . ونحو ذلك من الآيات الدالة على التفكر والنظر في عجائب المخلوقات . وأما التفكر في ذات الله فإنه منهي عنه لأنه لا تحيط به الفكرة .
فإذا تفكر العبد في وجود المخلوقات هداه ذلك إلى وجود موجدهم وهذا تفكر العامة . وإذا تفكر في الدنيا وقلة وفائها للطالبين ازداد تباعداً عنها وهذا تفكر الزاهدين . وإذا تفكر في الحسنات وما يترتب عليها فعلها وازداد رغبة فيها أو في السيآت وهو ما يترتب عليها تركها ظاهرها وخافيها وهذا تفكر العابدين التجار . وإذا تفكر في توارد النعم ازداد محبة في المنعم بها وهذا تفكر العارفين الأحرار.