المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان , وفكرة شهود وعيان ، فالأولى لأرباب الاعتبار، والثانية لأرباب الشهود والاستبصار .
الفِكْرَةُ فِكْرَتَانِ : فِكْرَةُ تَصْدِيقٍ وَإيمَانٍ , وَفِكْرَةُ شُهُودٍ وَعِيَانٍ ، فَالأُولَى لأَرْبَابِ الاعتبار، وَالثَّانِيَةُ لأَرْبَابِ الشُّهُودِ وَالاستِبْصار .
يعني أن الفكرة التي هي السير في ميادين الأغيار فكرتان: إحداهما أرفع من الأخرى لأنها تختلق باختلاف السالكين والمجذوبين ففكرة السالكين: فكرة تصديق وإيمان - أي فكرة ناشئة عن أصل التصديق الذي هو الإيمان - والقصد بها الزيادة فيه بالاستدلال بالأثر على المؤثر . وأما فكرة المجذوبين: ففكرة شهود وعيان - أي فكرة ناشئة عن المشاهدة والمعاينة بعين البصيرة - فيستدلون بالمؤثر على الأثر . فالأولى لأرباب الاعتبار - أي المستدلين بالآثار - وهم السالكون . والثانية لأرباب الشهود والاستبصار - أي المستدلين بالمؤثر على الأثر - وهم المجذوبون .
واعلم أن المجذوب سلك الطريق مسرعاً إلى الله واطلع على المقامات التي كابد مشقتها من سواه خلافاً لمن قال: إن السالك أتم من المجذوب لأن السالك عرف الطريق والمجذوب ليس كذلك .
لأن المجذوب طويت له الطريق ولم تطو عنه فهو كمن طوبت له الطريق إلى مكة . والسالك كمن سار إليها على أكوار المطايا . كذا حققه بعض العارفين والله تعالى يجعلنا من الواصلين . وهذا آخر الحكم وما بعده مكاتبات لبعض إخوانه ومناجاة لمن والاه بمزيد النعم .
انتهى ولله الحمد مساء الأحد 24 / 9 / 1403 ه 5 / 6 / 1983 م.