المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه ، والواصلون لهم أنوار المواجهة ، فالأولون للأنوار ، وهؤلاء الأنوار لهم ؛ لأنهم لله لا لشىء دونه {قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون} .
اهْتَدَى الرَّاحِلُونَ إِلَيْهِ بَأَنْوَارِ التَّوَجُّهِ ، وَالْوَاصِلُونَ لَهُمْ أَنْوَارُ الْمُوَاجَهَةِ ، فَالأَوَّلُونَ لِلأَنْوَارِ ، وَهَؤُلاَءِ الأَنْوَارُ لَهُمْ ؛ لأَنَّهُمْ للهِ لاَ لِشَىْءٍ دُونَهُ {قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} .
أي اهتدى السالكون السائرون إلى الله تعالى بأنوار التوجه أي الأنوار الناشئة من العبادات والرياضات التي توجهوا بها إلى حضرة الرب فإن الله تعالى يقول: { وَالَّذِينَ جَاهدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } ( 69 ) العنكبوت . والواصلون إلى الله تعالى لهم أنوار المواجهة أي التقرب والتحبب . فالأولون عبيد للأنوار لاحتياجهم إليها في الوصول إلى مقصودهم . وهؤلاء أي الواصلون الأنوار لهم لأنهم لله لا لشيء دونه عملاً بإشارة قوله تعالى: { قُلْ اللَّهُ } أي توجه إليه ولا تمل إلى أنوار ولا غيرها { ثُمَّ ذَرْهُمْ } أي اتركهم { فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } . فإفراد التوحيد بعد فناء الأغيار هو حق اليقين . ورؤية ما سوى الله خوض ولعب.