المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى، فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه.
لا يَعْظُمِ الذَنْبُ عِنْدَكَ عَظَمَةً تَصُدُّكَ عَنْ حُسْنِ الظَّنِّ باللهِ تَعالى، فإنَّ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اسْتَصْغَرَ في جَنْبِ كَرَمِهِ ذَنْبَهُ.
لما أفهم كلامه أن الندم على المعصية حياة القلب أشار بهذا إلى أن المراد الندم الذي لا يؤدي لليأس من رحمة الله تعالى . فالمطلوب أن تكون خائفاً راجياً فالخوف يحملك على التوبة من الذنب والرجاء يطمعك في القبول . فإن من عرف ربه باللطف والفضل والامتنان استصغر في جنب كرمه ذنبه أياً كان . قال الله تعالى: { أن اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ( 48 ) النساء . ولله در القائل: .
ذنوبي أن فكرت بها كثيرة ورحمة ربي من ذنوبي أوسع .
هو الله مولاي الذي هو خالقي وإنني له عبد أذل و أخضع .
وما طمعي في صالح قد عملته ولكنني في رحمة الله أطمع.