المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
الحكم العطائية
للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري
مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري
أنت حر مما أنت عنه آيس، وعبد لما أنت له طامع.
أنْتَ حُرٌّ مِمَّا أنْتَ عَنْهُ آيِسٌ، وَعَبْدٌ لِمَا أنْتَ لَهُ طَامِعٌ.
أي أنت حر من كل شيء أنت عنه أي منه آيس لأن اليأس من الشيء دليل على فراغ القلب منه وذلك عين الحرية منه كما أن الطمع في الشيء دليل على الحب له وفرط الاحتياج إليه وذلك عين العبودية له . وقوله لما أنت له أي فيه طامع . فالطامع عبد واليائس حر . كما قيل: .
العبد حر أن قَنِعْ والحر عبد أن قَنَعْ .
فاقنَع ولا تطمع فما شيء يشين سوى الطمع .
وقوله: ( إن قنع ) في آخر المصراع الأول بكسر النون بمعنى رضي والثاني بفتحها بمعنى سأل وقوله: ( فاقنَع ) بفتح النون أمر من القناعة . وما ألطف قول بعضهم: .
اضرع إلى الله لا تضرع إلى الناس واقنع بعز فإن العز في اليأس .
واستغن عن كل ذي قربى وذي رحم إن الغني من استغنى عن الناس.