[8]فصل في طبائع الكواكب والرأس والذنب

واعلم أنَّ زحل : بارد يابس جداً ، وهو أرضي سوداوي نحس أكبر، مذكر نهاري ، لونه أسود . والمشتري : حار رطب ، هوائي دموي ، سعد أكبر، مذكر نهاري، لونه أبيض مائل إلى الصفرة . والمريخ : حار يابس جداً ، وهو ناري صفراوي ، نحس أصغر، مذكر ليلي، لونه أحمر وأبيض كمد . والشَّمس : حارة يابسة ، جرمها نحس، وهي بنظر سعد تكون سعدة ، وهي مذكرة نهارية ، لونها نارنجي نير . والزهرة : باردة رطبة ، وهي سعدة أصغر، مؤنثة ليلية، لونها أبيض صاف . وعطارد إذ خلّى وطبعه يكون مزاجه بارداً يابساً، وإذا مازج كوكباً من الكواكب ، يأخذ مزاجه ، فيكون مزاجه كمزاجه . فلو كان ذلك الكوكب مذكراً نهارياً يكون هو أيضاً مذكراً نهارياً ، ولو كان مؤنثاً ليلياً، يكون مؤنثاً ليلياً . وإذا لم يمازجْ كوكباً ، يكون مزاجه كمزاج البرج الذي وجد فيه ، وكذلك يكون سعودته ونحوسته، يعني إذا مازج كوكباً سعداً يكون سعداً ، وإذا مازج كوكباً نحساً يكون نحساً، وكذلك إذا وقع في مقام مسعود من منطقة البروج يكون سعداً ، فإذ وقع في مقام منحوس  يكون نحساً . والقمر مزاجه الخاص ، بارد رطب، وهو مائي بلغميّ ، سعد أصغر ، مؤنث ليلي، متلون المزاج ، لونه أخضر مائل إلى البياض ، مع قليل صفرة .

ومزاجُ كلِّ واحد من الكواكب الثابتة إنما يكون على مزاج كوكب أو كوكبين من المتحيرة ؛ مثلاً مزاج بعضها يكون على مزاج زحل والزهرة ، وبعضها على مزاج المريخ، وبعضها على مزاج زحل وعطارد ، وبعضها على مزاج زحل والمشتري  . والرأس حار رطب كمزاج المشتري ، سعد، وهو يزيد ما يمازجه من السعد . والذنب بارد يابس كمزاج زحل ، وهو ينقص ما يمازجه من السعد .