موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الحكمة الإلهامية

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو لإسحق الحكيم الرومي

وفيه مقدمة طويلة في الرد على الفلاسفة، خصوصًا منهم أرسطوطاليس وابن سينا، ثم في تكفير من قال بوحدة الوجود من الصوفية، أما باقي الكتاب فهو على أربعة فنون: فـ1ـي أحوال تعم الأجسام، فـ2ـي أحوال العناصر وما يتكون منها من الحيوانات والنباتات الخ، فـ3ـي حقائق الأفلاك وحقائق الكواكب وكيفياتها وخواصها، [فـ4ـي الالهيات]؛ ويبدو أنه من تأليف بعض الحكماء من موالي الروم، في عهد السلطان سليمان القانوني (926 هجري -974/1520 هجري -1566)، وقد اعتنق والده الإسلام

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[13] فصل في البيوت الأثني عشر :

واعلم أنَّ الفلاسفة قد قسَّموا منطقة البروج إلى اثني عشر قسماً ، وسموا كلَّ قسم بيتاً. فأول البيوت الاثني عشر ومبدؤها هو الطالع : وهو البرج والدرجة التي تطلع في كل وقت من المشرق . وهو يدل على الحياة والنفس والجسد والعمر، ومبدأ كل أمر، والمعاش والسَّعادة والشَّقاوة . ومن الأعضاء : يدل على رأس المولود ووجهه . والبيت الثَّاني : يدل على بيت المال والمعاش والأعوان والسخاء والبخل والأكل والشَّرب . ومن الأعضاء : يدل على العنق وأطرافه والحلقوم . والبيت الثَّالث : يدل على الإخوة والإخوان وسائر الأقرباء ، والتَّحويل من مكان إلى آخر، وعلى الضَّيافات، وبحث العلوم ، وتحصيل الأشياء وكيفيتها . ومن الأعضاء : يدل على الأيدي . والبيت الرابع : يدلُّ على الآباء والأمهات والأملاك وعواقب الأمور، ودفن المال ، وعلم أحوال الآباء . ومن الأعضاء : يدل على الصَّدر والثدي والمعدة . والبيت الخامس : يدل على الأولاد والأفراح والهدايا والرسل وبيت المال وإرسال الرسول وأحواله وخير الملبوسات وشرها . ومن الأعضاء : يدل على الظهر ومواضع الحجامة . والبيت السادس : يدل على العبيد والخدام والدواب الصغار والإبل ومعرفة الأمراض ومدتها وصحة المرضى ، وعلى فقد الأشياء . ومن الأعضاء : يدل على البطن والسَّرة . والبيت السَّابع : يدلُّ على الشَّركاء والخصماء والأزواج والنكاح والخصومة والظفر والهزيمة ، ووجد المسروقات والمفقودات وعدم ذلك . ومن الأعضاء : يدل على السرة والمقعد . والبيت الثَّامن : يدل على الخوف والموت والميراث ووصول المكروه . ومن الأعضاء : يدل على آلات الشَّهوة والمقعد والرحم والمثانة . والبيت التَّاسع : يدل على السَّفر والعلم والدين والاعتقاد والطاعة وتحصيل العلوم ، وعلم التَّعبير، وعلى الرأي والتَّدبير واللطف والطبع والعقل والفراسة وعلم الغيب ، والغناء  والفقر، وكيفية كل واحد من المذكورات . ومن الأعضاء: يدل على الفخذ . والبيت العاشر: يدل على السلطان والسلطنة والجاه والحكومة والشغل والعمل والعزم ، ومعرفة كيفية كل واحد من المذكورات . ومن الأعضاء : يدل على الركبتين ومفصليها . والبيت الحادي عشر : يدل على الرجاء والأصدقاء ، والخصماء ، والسعادات والمودة ، وبيت المال والوزراء والخلفاء والنائبين ، والعشق وأحواله ، والذين يظهرون الصداقة كذباً ، ومعرفة أحوال كل واحد من المذكورات . ومن الأعضاء : يدل على السَّاق . والبيت الثَّاني عشر : يدل على الأعداء والشَّقاوة والدواب الكبار والاستدانة وأداء الدين ، والحبس ، والخلاص ، والعمر ، والتَّهمة ، والحسد ، ومعرفة الخير والشَّر ، ومعرفة كيفية كل واحد من المذكورات . ومن الأعضاء : يدل على الأقدام .

واعلم أنَّ للكواكب قوى ذاتية وقوى عرضية ، فمن قوى ذاتية الكواكب أنْ يكونَ في بيته أو شرفه أو مثلثته أوحدّه أو وجهه مستقيماً . وأن يكونَ العلويان مشرقيين، والسفليان مغربيين ، وأن يكون الكوكب المذكر في برجٍ مذكرٍ، والكوكب المؤنث في برجٍ مؤنث ، وأنْ يكونَ زائداً في المسير وصاعداً في الأفلاك . وأما القوى العرضية للكواكب فهي التي تحدث بسبب الطالع ، وذلك بأنْ يكونَ في أحد أوتاد الطالع من الأوتاد الأربعة ، وأقواها الطالع ، ثمَّ العاشر ثمَّ السَّابع ثمَّ الرابع .فنسبة الكواكب السَّيارة إلى اثني عشر برجاً كنسبة الأرواح إلى أجسادها . فكما يتأثر الروح بتأثر جسده والجسد بتأثر روحه ، كذلك يتأثر كلُّ واحد من الكواكب السَّيارة بتأثر ما وجد فيه من البروج . وكذلك يتأثر البرج بتأثر الكوكب الذي وجد فيه ، وذلك في السعودة والنحوسة والحرارة والبرودة وغير ذلك من أحوال البروج والكواكب . فمنسوبات الكواكب السَّيارة والبروج من الحيوانات والنباتات والمعدنيات وأحوال المذكورات وغير ذلك مما يكون في عالم العناصر مذكورة في كتب علم النجوم . وكلُّ صغيرٍ وكبيرٍ مما كان ويكون في عالم العناصر والأفلاك وعالم الأرواح والملائكة مسطور في اللوح المحفوظ . فالله تعالى ، ما كان في عالم العناصر ويكون ، إنما يخرجه من القوة إلى الفعل على وفق ما كان مكتوباً في اللوح المحفوظ . وذلك بتسيير الكواكب السَّيارة وتمزيج بعضها ببعض ، وتمزيجها بالكواكب الثَّابتة .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!