موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

من مراسلات الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


--نقدم خطابى لحضرة الامام الاكرم والمقام الاقدس الاعظم رائس السهام، ورافع الاعلام، فسح اللّه له المدى، واقفه فى المرتدى فى ظاهر الردا، وقد كنا عرفناهم فى ذلك الخطاب المذكور بحقائق ما وراء الستور، ومعولنا فى هذا الكتاب ان يكون من الحكمة لا من فصل الخطاب كتاب ربانية لا رهبانية وسادة  لا عبادة وجمع لا فرق وحقيقة لا حق.

فأول ما به نفاتحك ما يغاديك ويراوحك وهو السر لاكبر، والنور الابهر الذى حاز مسراه ما لا يذكر، وقد بعثناه نحوك بريدا، ورميناك به سهما شديدا، فكأنى بوجود مرآك، ينادى من بالعراق لقد ابعدت مرماك، انه لقد جاوز بالمطلع تنزيها وتشريفا وتلقينا المصطنع تنبيها وتصريفا، فكيف لا يبعد هذا المرمى، وغاية ان يكون من نبه اشار وأومى، والاشارة نداء على رأس البعد، فكيف يعبر عنها بعد مع انها عقائل الاشراك وحبائل الاشراك، لكن التعريف يستدعى ما قلنا فليقف الواقفون عندما جردناه، وربما بلغ البريد الخبر وظن انه الحق الاشهر، فقال لا مقام غاية الكمال، ول سبيل الى هذا القول بحال، الا ان يكون علما لا وصفا ولا عرفا لا عرفا لقد صدق الصادق فى مبينه حيث قال، وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً ، الى قوله، بِيَمِينِهِ ، اليس هذا حصول الملك فى يدا لاقتهار وتحقير الملك باخذ الاقتدار لئن كانت اسرار اسرار الازل اشرف وارد لقد ابصرناها كالحجر الجامد، ورضى اللّه عن ابى يزيد حيث قال انت المراد والمريد ليت شعرى اين كان حيث لا اين ولا مكان كما قيل.

ظهرت لمن ابقيت بعد فنائه فكان بلا كون لانك كنته
لا ذا بنية  و سر لا اينية وحقيقته لاهوتية وكنا نسهب الخطاب فاقصرنا وما صفر الوطاب.

 و هذى اشارات العيون مخبره واسرار اسرار القديم منوره
اتينا بها فى صفحة الطور درة معطلة الاحياء غير مصوره
و الى هذا ادام اللّه ايامكم ونشر فى موكب الوحدانية اعلامكم فموصله اليكم خديمكم الصالح والعقل الراجح الحاج ابو محمد بن الاديب الشاطبى وكنا قد سألنا رب العزة فى الاطلاع على مقامه والاشراف على مناهجه واعلامه، فاوقفنا على ما سألناه، واسعفنا فى ما طلبناه، واخبرنا ان له الى الحضرة الفردانية انقطاعا قديما، وانخناسا مرعيا كريما وكان مكرما لديها، ومقربا فى كل حالة اليها للذى كانت قد بلته من همته وعنايته ونهضته فيما تقلد واكتفى به وهو متغير الوصف والذات جار فى كل ما يفعله الى ما يقع بالاغراض والارادات، وقد أم جنابكم الرفيع وحماكم المنيع، وظلكم الوريف المريع، متراميا على معارفكم قاصد البارع لطائفكم، لما عاينه من بركات سلطانكم، وعميم احسانكم، على من انقطع اليكم وامتنانكم، حتى ملأ القلوب والاسماع وحتى ارتاحت الهمم للشوق الى ذلك  البقاع، ولم يزل مسبحا ممجدا ومتهما بطيب ذكركم ومنجدا، فخاطبناكم اكرمكم اللّه لتلحفونه  رداء الاجمال، وتخلعون  عليه برد الجلال والجمال، حتى يتميز فى جملة عبدانكم، ويرتسم بجميل فضلكم فى ديوان احسانكم، وعند ما تخبرونه تحمدونه وشكرنا يوافيكم على ما تشيرون به فى جانبه وتفعلونه مرددا موصولا فى كل الاحيان مجددا، والسلام.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!