موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

من مراسلات الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


--كتبه الى بعض الفضلاء فى جواب كتاب كتبه يسأل فيه عن بعض الاحوال فكتب اليه رضى اللّه عنه يقول.

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

ورد كتاب المولى يسأل وليه عن شرح ما رأى انه به اولى ليكون فى ذلك بحكم ما يرد عليه وان وليك لما اراد النهوض فى طريقه، والنفوذ الى ما كان عليه فى تحقيقه، اعترضت الوكيل، عقبة كؤد، حالت بينه وبين الشهود، والبلوغ الى المقصود، والتحقق بحقائق الوجود، فخفت ان تكون عقبه القضاء لما كشفته من المضاء فرايتها صعبة المرتقى، حائلة بينى وبين ما اريده من اللقاء، فوقفت دونها فى ليلة لا طلوع لفجرها، ولا اعرف ما فى طيها من امرها، فطلبت حبل الاعتصام، والتمسك بعروة الوثقى عروة الاسلام، فنوديت بان الزم الطلب ما بقيت فعلمت بان هذا الخطاب فى صورة مثالية متخيلة، فى حضرة خيالية، وان علاقة تدبير الهيكل ما انقطع، وحكمه فيه ما ارتفع، فاستبشرت بزوال افلاسى، عند ردى الى احتباسى فنظمت ما شهدت وخاطبت وليى فى نظمى ببعض ما وجدت، فاذا نظر وليى اليها، فليعول عليها وليحذر من الامن من مكر اللّه فانه فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ ، فاسمع هديت بما به على لسانى نوديت فليتدبر وليى ما سطرته. . .  

فيما ذكره ولياخذ عبره من البصر لبصيرته ومن سره فقد آن ان يجىء زمان المحو وقد علمت لما اوجدك ورتبة الكمال الذى اشهدك، وما طلب منك الا ما يقتضيه وجودك، ويقضى به شهودك، فان انصفت فقد عرفت، وان تعاميت بعد ما اراك ما قد رأيت فقد وهنت، فاشد المقالة، سوال الا قالة، والسلام فسر بورود الكتاب عليه، وامعن بالنظر فيه واليه فاورثه التفكر فيه، علمه كانت سبب حلته، وسرعة نقلته، فما بقى الا اياما ودرج وعلى اسنى معراج الى مقصوده عرج، والسلام والحمد للّه رب العالمين   



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!