موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

صورة ما كتبه السيد على بن السيد محمد المعروف بكلاه زاده الديار بكري المكي رحمه الله تعالى

 

 


الذين ارسلهم الله بالحق ولزم علينا الإيمان بهم وتصديقهم فالاضافة لأدنى ملابسة. وطلب جميع مكتوبات الشيخ أحمد وقابل الأقوال التي في ورقة السؤال مع مكتوبات المرحوم فوجد بعضها غير موافق لها بسبب التحريف وترك بعض الألفاظ وزيادة اخرى التى ارتكبها هذا الظريف فكتب الرسالة وبين فيها اصطلاحات السادات النقشبندية ومقاصد الشيخ أحمد رحمه الله تعالى واراد بذلك اظهار وارد بذلك اظهار الحق فإن اتباع الحق أحق ولينحل الاشكال وليرتفع القيل والقال فعرب الألفاظ الفارسية إلى العربية واحسن واهتم واتقن وارتفع من أله الحق سوء الظن بل رجع الكفر على من تجرأ بتكفير المسلم وندم كثير ممن كتب على السؤال المذكور ولازم الندم رجاء أن يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم التوبة الندم لما ظهر لهم أن مبنى الأمر على الهوى والغرض والبهتان الذي فهم من الزيادة والنقصان والتجرأ الذي لا يليق بالمسلم فعله بل لا يقبله انسان قال صلى الله عليه وسلم من آذى مسلما فقد آذاني فكيف يكون حال من تجرأ على التحريف وقوله عليه الصلاة والسلام اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم وقوله عليه الصلاة والسلام من حسن إسلام المرأ تركه ما لا يعنيه فظهر الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا فينبغي لحكام تلك الديار أن يخرجوا منها من هو مثل هؤلاء المتجرئين بل يجب أن يؤد بهم بحسب ما يقتضي اقوالهم وافعالهم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين قال ذلك وكتبه افقر عباد الله الغني محمد ابن حسن الحسيني شيخ الحرم المكي عفى الله عنهما وعن المسلمين اجعين

(صورة ما كتبه السيد على بن السيد محمد المعروف بكلاه زاده الديار بكري المكي رحمه الله تعالى)

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

رب ليس الهدى غير هداك ولا آلاء إلا آلاك نحمدك اللهم يا مفيض الأنوار ويا مزين قلوب العارفين بالأسرار افض علينا انوار رحمتك ويسرلنا الوصول إلى كمال معرفتك وهب لنا منك محبتك وصل على محمد لسان حجتك وعلى آله واصحابه خير بريتك وعلى أوليائك المرتاضين المتمسكين بشريعة خير خليقتك بجلال عزتك وكمال رأفتك (أما بعد) فانى لما وقفت على المكتوبات الفارسية التي كتبها شمس فلك الإرشاد وبدر اوج الطريقة والسداد ومحور دائرة الفضائل والكمالات والرشاد القطب الرباني والغوث الصمداني المرحوم المقدس المبرور الأوحدي العارف بالله تعالى الشيخ أحمد السرهندي الفاروقي النقشبندي قدس سره العزيز ومعربها الذي عربه العمدة العلامة والزبدة الفهامة الفاضل الأكمل والمحقق الاجل العارف باصطلاحات السادات الصوفية والعالم بقواعدها المرضية محمد بيك وعين الله ترعى لسانا عربه فأحسن واجاد وبنانا نقله إلى البياض من السواد واتقن وامعن وافاد وشرح وفصل وبين ما هو المراد جعل الله تعالى عمله مبرورا وسعيه مشكورا وجزاءه في الدارين جزاء مرفوعا فبعد ما أوضح المعرب الفاضل وبين ما هو المراد من مكتوبات الشيخ الكامل وصرح بأنه لا مخالفة في مكتوبات الشيخ للشرع الشريف قطعا لا اصلا ولا فرعا لقيتها منطوية على الحقائق من الفوائد المرموزة مشتملة على الدقائق من الفرائد المكنوزة متزنة بميزان الشريعة الغراء ممتلئة بلوائح تعجز عن ادراكها القوى لأنها معبر عنها بلسان السادات الصوفية ومحرر على اصطلاحات مشارب تلك الطائفة العلية لا لغو فيها ولا تأثيم إلا قيلا صوابا ومقالا كخالص التبر مذابا فياله من كتاب فاخر تعقد عليها الخناصر وقد تصدى بعض مبغضي الطريقة النقشبندية والشيخ المذكور لجميع الترهات وعرب بعض مواضع من

المكتوبات وغيرها وبدل وحرف بالنقص والزيادات فيا ويل من غير وبدل وحرف وغوى في بيداء التعدي وتعسف وتكلف ويا خسران من تجرأ عليه باطالة لسان الاعتراض الناشئ عن التعصب والعناد ويا طغيان من تصدى عليه بالتكفير المنبعث عن دنآءة النفس وادعاء التعين والانفراد ولئن سلم عدم التغيير والتحريف فبمجرد عدم وصول احد إلى غور مكتوب من المكتوبات التي كتبت على اصطلاحات خفية لقوم موقوفة على السماع لا يلزم أن يكون في نفس تلك المكتوبات شيء من الخطأ والزلل والاعوجاج فهلا يمكن أن يكون الخطأ في الناظر إليها من قصور الفهم وقلة التأمل وسائر الموانع في المزاج لأن العقول متفاوتة بمراتب إلى العاشر وكذا القوى والحواس والمشاعر فكثيرا ما يقع للانسان إنه مرة يعلم ويصل إلى غور شيء من الجلى والخفى ومرة يصل إلى الخفى ويتوقف في الأمر الجلى وفهمه لا يفى فهكذا علم المخلوق العاجز فمرة يفتح عليه باب الوصول ومرة يظهر له حاجز واما العلم بكل شيء والاحاطة بحقيقته في كل زمان وفي كل حال فذا في حيز الامتناع لأنه من شأن عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال فالمنصف المتأمل العالم إذا لم يصل إلى حقيقة معنى وغوره من المعاني المقصودة في العبارات الخفية وتعسر عليه العثور فهو لا يخطئ قائلها بل يحمل على نفسه الخطأ والقصور فيستمد ممن عنده مفاتيح الغيب وبيده مقاليد الأمور ولا يتكلف في حمل الكلام على أمر بعيد من مخالفة الشرع وايجاب التكفير الشديد والتكفير أمر عظيم لا يتجزأ عليه إلا من هو غافل أو جاهل لئيم قال في البحر والذي تحرر أنه لا يفتى بتكفير مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره اختلاف ولو رواية ضعيفة انتهى وإذا تقرر هذا فكيف من تجرأ وأطال لسان الاعتراض على الأولياء المتجردين عن جلابيب ابدانهم المنخرطين في سلك المجردات الواصلين إلى بحر الحقيقة الخائضين في لجة بحر الوصول إلى توحيد الذات العالمين الثابتين على الصراط المستقيم العالي حالهم وشأنهم ولسانهم عن مخالفة الشرع القويم وقد وقف على تلك المكتوبات ومعربها علماه مكة المرشفة زادها الله تعظيما وتشريفا وتلقوها بحسن القبول في الملفوظ والمدلول بيض الله وجوه اعمالهم وساعدهم بالطافه الخفية في حالهم ومألهم فاقتفيت صدورنا الفضلاء اعزهم الله بحرمة الانبياء بالاقبال والامضاء علما مني بأني لست من عداد هؤلاء الكرماء ولكن لا بأس بأن يقتضى بهم ميلا ومحبة وطفيليا لاعزتنا الاجلاء فعلى الحكام وولاه الامور أن يسعوا في تأديب أمثال هؤلاء المنجرئين بالسعي الموفور وإن لا يخلوهم في ضلالهم القديم بل ينبغي أن يهتموا في التأديب والزجر بالاهتمام والعظيم حتى ينقطع القيل والقال بين الآحاد وينسد باب التعصب والتجرأ وينعدم الفساد والله سبحانه يقول الحق وهو يهدي السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل قاله تراب اقدام الفقهاء وخادم محافل العلماء العبد الفقير إلى الله تعالى الصمد السيد على ابن محمد المعو كلاه زاده جعلهما الله من الفائزين بالحسنى وزياده حامدا ومصليا ومحسبلا ومحوقلا ومهللا والحمد لله رب العالمين، ومنها ما كتبه العلامة الشيخ مرشد الدين بن أحمد المرشدي تغمده الله بغفرانه ورحمه الله سبحانه مع اسلافه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى (وبعد) فيقول الفقير إلى ربه الغني مرشد الدين بن أحمد المرشدي الحنفي العمري اني وقفت على الرسالة المعربة من الفارسية لشيخ الطريقة والحقيقة العلامة المرحوم المقدس المبرور الشيخ أحمد الفاروقي النقشبندي والمعرب لها العلامة والعمدة الفهامة الشيخ محمد بيك بين

كلام صاحب الرسالة ورد على من حرفه فظهر على احسن الوجوه فجزاه الله سبحانه خير الجزاء يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وقد وقف على الرسالة المعربة علماء مكة المشرفة فكتبوا عليها بعد أن تأملوا كلامه وفهموه وتبين لهم بطلان قول من تكلم على صاحب المكتوبات وتجربه فنقول اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ورنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه فوجب على كل من كان بيده القلم والسيف ان ينصر الاسلام والمسلمين يؤيد أولياء الله تعالى فهم في الحقيقة هم العلماء العاملون وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما ومنها ما كتبه شيخ الاسلام مفتي الأنام بمدينة الرسول عليه السلام مولانا السيد اسعد أسعد الله تعالى حاله في الدارين صاحب الفتاوى الأسعدية كتبه أول مرة في أوائل رجب سنة ثلاث وتسعين والف. بسم الله الرحمن الرحيم رب زدني علما وفهما وكد من امتلأ قلبه حسدا وظلما الحمد لله الذي فتح على قلوب أوليائه أنوار اليقين ومنح من اختص من اصفيائه بفيوضات يعجز عن فهم معانيها كثير من المتكلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله واصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين (وبعد) فقد شاع في الاقطار الحجازية ذكر سؤال ورد من الهند فيه كامات غامضة خفية ثم بعد مدة عرض على لا كتب عليه بالرد على قائله وهو رجل اسمه أحمد السرهندي فإذا فيه كلمات بعيدة المعنى ركيكة العبارة والمبنى واخبرت انه معرب من الفارسية ولا يؤمن أن تكون الترجمة غير مطابقة للواقع خصوصا مع تظاهر حامله بعداوة تامة بلا مدافع فلم ينشرح صدري للكتابة على مالم يقع عندي فيه تحقيق ولعلمى بأن للمشايخ اصطلاحات اتفقوا عليها لا تظهر أسرارها إلا باعلامهم أو بنور التوفيق قال العلامة ابن عباد في شرح الحكم العطائية أن كلام الأولياء منوط على أسرار مصونة وجواهر حكم مكنونة لا يكشفها الأهم ولا يتبين حقائقها إلا بالتلقي عنهم فلذلك رددته بغير كتابة عليه ثم جعل يعرضه على كل غبث وسمين فيكتبون عليه ما لا يفهمون ويتكلمون بما لا يعملون فيما لا يعملون ولكن سيجزون به يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم جاءني بعض الإخوان واخبرني بحقيقة المكتوبات وأحسبه صادقا لصلاح ظاهره وافادني أن فيه زيادة ونقصان اخرجت المكتوبات عن موضعها وإن لم يكن في جميعها بل في مجموعها ورأيت تأويلات حضرة الشيخ محمد فرخ شاه عند ذكر الملاحمة من المكتوبات الرابع والتسعين من الجلد الثالث من المكتوبات قال وقد استشكل تلك بعض المعاندين بإنه إذا كان حصول الخلة والولاية المحمدية له صلى الله عليه وسلم موقوفا على توسط واحد فرد بعد ألف سنة يلزم منه أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن حبيبا ولا خليلا وهو خلاف الحديث فإنه صلى الله عليه وسلم سمى نفسه حبيبا وخليلا وجوابه ما قال الشعراني في العهود والمواثيق إذا بلغك عن صوفي ما يخالف الشرع فأحمله على سبعين محملا فإذا لم تقنع بذلك نفسك فأرجع إليها باللوم وقل لها يحتمل كلام اخيك سبعين محملا ولا تحملنه على محمل واحد وقد اجاب رحمه الله بنفسه عن هذه الاشكال وغيره في التنبيه في آخر المكتوب وافتتاحه مسوق لبيان وجه اتباع الحبيب لملة ابراهيم الخليل عليه السلام لقوله تعالى ثم اوحينا إليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا ومقصوده أن الولاية الابراهيمية بمنزلة السلم للعروج إلى الحقيقة المحمدية فأمر صلى الله عليه وسلم باتباعه ليحصل له بواسطة الاتباع مناسبة بالولاية الابراهيمية وتكون معراجا للعروج إلى الحقيقة المحمدية التي هي المقام الأعلى فوصل صلى الله عليه وسلم من ذلك الطريق

إلى مقامه الاعلى واحتظ من تلك الولاية في ممره بقدر الاجمال كما يدل عليه قوله فبالضرورة كان الخروج من هنالك والدخول في محيط الدائرة دلالة صريحة على انه صلى الله عليه وسلم في عين المركز الاقرب إلى ذات الحق تعالى وغاية الأمر أن ظهور تفصيل كمالات المحيط مشروط بالشروط المذكورة وقوله قدس سره ما لم يتيسر الوصول لجميع المقامات الابراهيمية لا يتيسر الوصول للحقيقة المحمدية مأول بأنه ليس المراد بلفظ الحقيقة عين المركز المعبر عنه بالملاحة بل المراد المركز بجميع كيفياته وخصوصياته ويحتمل أن يكون ظهور بعض دقائق دقائق ذلك المقام منوطا بحصول جميع مراتب المحيط ولا محذور في ذلك لأن أصل ذلك المقام الذي لا أقرب منه في مراتب القرب الإلهي ثابت له صلى الله عليه وسلم حيث اتضح أن مقام المحبوبية والملاحة حاصل له صلى الله عليه وسلم وكذا هو محيط بطريق الاجمال بالمحيط الذي هو الصحابة والخلة فتحقق أنه صلى الله عليه وسلم متحقق بكل من مقامى الخلة والصحابة والمحبوبية والملاحة لا كما فهمه المعاندون فقالوا أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن له مقام المحبوبية والخلة إلا بعد ألف سنة إلا يرى ما في آخر المكتوب المنبئ لسر الصلاة المنطوقة حيث كتب فيه أن ولاية الخلة تمت له صلى الله عليه وسلم ولم يكتب انه حصل له انتهى من كشف الغطاء عن اذهان الاغبياء لحفيده فرخشاه وكذلك رأيت تأويل مقام الصديقية وكونها عرض رؤيا لا غير وباب التأويل لكلام الأولياء مفتوح ولا خير في الحكم بكفر مسلم فكيف بولي من أولياء الله تعالى أسأل الله العصمة والهداية إلى سواء الطريق وقد صدر عن الأولياء من الكلام المشكل ما هو أعظم من ذلك فتلقاه العلماء رضي الله عنهم

بالقبول خلفا عن سلف من غير التفات إلى اشكال ظاهرة مع علمهم بحقيقته وما يقتضيه نظرا إلى كمال أحوالهم لا إلى ظاهر أقوالهم والله تعالى اعلم كتبه الفقير إلى الله تعالى السيد اسعد الحنفي المدني المفتي السلطان غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

(ومنها ما كتبه مولانا المفتي المذكور ثانيا في صفر سنة ١٠٩٤ اربع وتسعين وألف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حمى حوزة أوليائه بصيانه علماء الدين وصمى واصمى من سعى في اطفاء نور الولاية بقهره المتين واعز من أعز دينه الشامخ العماد الراسخ الاصول السامي الأوتاد والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على سيدنا محمد الذي رفع مقامه وشفعه في الخلائق يوم القيامة وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين خصوصا أوليائه العاملين (أما بعد) فإنه لما رفع إلى السؤال الذي ورد من الهند لكتابتي عليه في اوائل رجب المرجب سنة ١٠٩٣ ثلاث وتسعين وألف فامنتعت عن ذلك كما ذكرته قبل ذلك ثم عرض على ثانيا في أواخر شهر صفر الخير سنة ١٠٩٤ اربع وتسعين وألف مرات متعددة وجعل حامله يلتمس مني الكتابة عليه بكل حيلة ويتوسل لذلك بكل سبب وسيلة فامتنعت غابة الامتناع لأمر الهمني اياه ربي بلا تكلف ولا اصطناع ثم ورد المدينة المنورة رجل هندي من اتباع الشيخ أحمد السرهندي اسمه الشيخ جلال الدين البطحي وعرب بعض كلمات ما في السؤال للشيخ أحمد السرهندي فأفادني هو وغيره ممن اثق بعلمهم وديانتهم أن السؤال المذكور على خلاف ما في نفس الأمر ووافق ظني الواقع والحمد لله وعرضها على فتأملتها ورأيتها

حرية بالقبول بل جديرة بأن تكون تاجا على رأس المكاتبات والنقول فكتبت عليها بالتحسين وجدير بأن تحسن بل واني لمثلي أن يقول للحسن انت الحسن ولكن لما كانت نصرة الأولياء من أعظم القربات وأقوى المثوبات أحببت أن اتشبه بأهل الصالحات لعل الفيض الإلهي يشملني ببركتهم أنه ولى المكرمات فكتبت ما هو اعلاه ثم في سلخ جمادى الثانية سنة اربع وتسعين وألف ارسل إلينا من مكة المكرمة تعريب الشيخ محمد بيك وتأييد شيخ الإسلام مرجع الخاص والعام والاستاذ الكامل العالم الفاضل الناصر لدين الله تعالى والناصر لعباد الله الشيخ شهاب الدين أحمد البشبيشي المصري فقام شكر الله تعالى سعيه للانتصار على ساق وداعا بذلك أهل العناد والشقاق والشيخ الكامل النحرير الفاضل بقية أهلى الخير والصلاح الراقي على مراقي العلم والفلاح الشيخ عبد الله العباسي الشافعي ومولانا شيخ الاسلام ببلد الله الحرام العالم المحقق والفاضل المدقق اكليل رؤس الافاضل وواسطة عقد المحررين ذوي الفضائل عبد الله افندي عتاقي زاده غفر الله ذنبه ومن الحسنى زاده والشيخ الصالح الجهبذ الفالح المفيد الناصح أخي في الله ومحبي لله الشيخ حسن بن محمد مراد التونسي والشيخ العالم ذو الفضائل والمكارم المتلقى للعلوم عن الاساتذة الأكارم الشيخ قاسم سنجقدار وغيرهم من فحول علماء بلد الله الحرام فلا يحتاج إلى ذكرهم بعد ذكر شيخ أم القرى وقد قيل كل الصيد في جوف الفرا فلما رأيت ذلك لاح لي سر قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه في معالم التنزيل بقول الله عز وجل من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة واني لا غضب لأوليائي كما يغضب الليث للجرو الحديث ودعاني مقلب القلوب ان اقتفى آثارهم وانى أقول وفي قولهم الدليل الأعظم وفيهم البحر المتلطم وعند مقالتهم تلقى عصى التسيار وما وراء عبادان دار والله يقول الحق وهو يهدي السبيل كتبه الفقير إلى ربه القدير اسعد الحنفي ثم المدني حامدا مصليا محو قائلا مهلا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين ثم انتهى ما تعلق به المرام من كلمات هؤلاء الاعلام رؤساء الأنام مصابيح الظلام وقد تركت بعضا منها خوف الإطالة والاملال واكتفاء بهذا القدر عن ذكر الكل بالكمال فإن في ذلك كفاية لمن ادركته العناية ولنذكر هنا كلمات من سواهم من العلماء العظام والفضلاء الفخام حرصا على إرشاد من استرشد وتحاميا عن تخييب ظن من استرفد (قال) سحبان الهند مولانا المرحوم السيد غلام على المعروف بازاد البلكرامي في ترجمته قدس سره هو من أعيان سرهند ومن مفاخر أهل الهند المجدد للألف الثاني والبرهان الساطع على اشرفية النوع الانساني سحاب هاطل روى العرب والعجم امطاره نير اعظم بلغ المشارق والمغارب انواره جامع العلوم الظاهرة والباطنة خازن الكنوز البارزة الكامنة وهو في صغر سنة حفظ القرآن وأفحم بتحبير صوته سواجع البستان وفي الابتداء تلمذ على ابيه الأوحد مولانا الشيخ عبد الاحد واستفاد منه جما من العلوم ثم ارتحل إلى سيالكوت وقرأ على مولانا كمال الدين الكشميري بعض كتب المعقولات في نهاية التحقيق والتدقيق واخذ الحديث عن مولانا يعقوب الكشميري وتناول الحديث المسلسل بالاولوية بواسطة واحدة عن الشيخ عبد الرحمن الذي كان من كبراء المحدثين بالهند وتعاطي عنه أجازة كتب التفسير والصحاح الست وسائر مقروآته وفي عمر سبعة عشر سنة فرغ من تحصيل العلوم الدرسية واشتغل بالتدريس والتصنيف فصنف في تلك الأيام رسالة لطيفة فارسية وعربية ثم ارتحل من سهرند إلى دهلى واخذ الطريقة النقشبندية عن عبد الباقي وللخواجه المذكور في

حق المجدد عنايات عظيمة وكلمات كريمة ثم جلس المجدد على مسند الإرشاد وتلاقين وملأ من فيضه السموات والاضين ونشأ في حجر تربيته الخلفاء الاجلاء كل واحد منهم آية ومركز لدائرة الولاية وصلت سلسلة من الهند إلى ما وراء النهر والروم والشام والغرب وله مكتوبات في ثلاث مجلدات بالفارسية هي حجج قواطع على تبحره وبراهين سواطع على تبصره وسمعت أن عربها بعض العلماء ولكن ما رأيت المكتوبات المعربة انتهى بأدني اختصار يقول راقم هذه الاحرف قد اشتهر في الالسنة تأليف محمد بك الأوزبكي المسمى بعطية الوهاب الذي مر ذكره بتعريب المكتوبات لأنه عرب فيه بعض الجمل من المكتوبات أعني التي حرفها المعاند والا لم يتصد أحد فيما علمنا لتعريب المكتوبات بالتمام كما ذكرنا في ديباجة تعريبنا المكتوبات والا لما اشتغلنا به نعم قد عرب بعض الجمل منها بتعريب كنز الهدايا الذي جمع فيه شيء من مكتوبات الإمام المجدد وشيء من مكتوبات الامام محمد معصوم قدس سرهما وانتخب أيضا من مكتوبات المجددية بعض المشايخ الفضلاء انتخابا جيدا بالتعريب ولا زال العلماء والمشايخ يعربون منها ما تعلق به غرضهم قديما وحديثا وإلا فلم اعثر على تعريبها بالتمام والله سبحانه أعلم (ثم قال) مولانا غلام على البلكرامي في ترجمة ملا محمود الجونفوري الفاروقي صاحب الشمس البازغة في الحكمة ولا ريب أنه لم يظهر بالهند مثل الفاروقيين أحدهما في علم الحقائق وهو مولانا الشيخ أحمد السهرندي المقدم ذكره والثاني في العلوم الحكيمة والأدبية وهو الملا محمود صاحب الترجمة انتهى ما تعلق به الغرض من النقل عن سبحة المرجان (نقل) في الهدية المجدية نقلا عن مولانا الشيخ عبد العزيز الدهلوي رحمه الله ما معربه كانت الولايات رائجة ومتداولة في قرب زمانه المسعود صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين وهلم جرا إلى زمان الجنيد واقرانه ثم هلم جرا إلى زمان رؤساء القادرية والچشتية وصار طريق تحصيلها مدونا ومبوبا ومفصلا بخلاف طريق الخلد فإنها لم يذكرها احد في تلك العهود المتطاولة ولم يبين طريق تحصيلها فاختفى طريق تحصيل ذلك المقام وراء حجب الاختفاء والاستتار إلى أن مرت عليه ألف سنة فأظهر الحق سبحانه حضرة المجدد قدس سره وجعله منشأ ظهور هذا المقام الذي كان مودعا ومكنونا في جوهرة الشريف صلى الله عليه وسلم فتيسر سلوك هذا الطريق لآلاف من الطالبين ببركة وجوده قدس سره وطفيليته والحمد لله على ذلك والآن نبين الطريقة على وجه ينكشف به اختصاص ذاك المقام باتباع المجدد قدس سره كالشمس في رابهة النهار (اعلم) أن الطرق كانت قبل المجدد كلها من طريق المحبية والمحبوبية كانوا يسلكون أو لا طريق المحبية ثم كانوا يفوزون اخيرا بمرتبة المحبوبية وكانوا يسعون سعيا بليغا في لوازم المحبية كذكر الجهر والوجد والشوق والانكسار والتضرع والصبر والتوكل وطلب مرضاة المحبوب الحقيقي ومراقبة صفاته خصوصا الاحاطة والمعية والاستغراق في التوحيد الفعلي وجعل نفسه كالميت بين يدي الغسال ورؤية صفاته وصفات غيره مستهلكة في صفاته تعالى بل جعل ذاته مندمجة في ذاته تعالى ومشاهدة حسنة وجماله تعالى في كل مظهر إلى أن كانوا يفوزون بالأنوار والتجليات في ابتداء السلوك وبالفناء والبقاء في انتهائه وكانوا يشعرون بالاتحاد بل يدعونه كقولهم (ع)

أنا من أهوى ومن اهوى أنا

إلى أن علم الخضر عليه السلام الذكر الخفي لحضرة الخواجة عبد الخالق قدس سره الذي كان ارهاصا للطريقة المجددية ثم حصلت الطراوة والنظارة لهذا المعنى في عهد الخواجه النقشبندي قدس سره ولكن

امتزجت العلوم التوحيدية بهذه النسبة في عهد حضرة الخواجة عبيد الله احرار قدس سره وغلبتها حتى أوصل حضرة المجدد قدس سره كل ذلك إلى البطون يعني بلغها إلى نهايتها وحصلها وحازها بالكمال وأظهر من حاق صدره طريقا إلى المحبوب فألغيت تلك التكلفات وزالت الشوق والوجد والحالات والتضرعات فكل ما هو موجود فهو في القلب والروح والسر والخفى والاخفى وعناصر البدن حتى تقع الانوار والتجليات من باطن السالك أي يصدر ويظهر منه وينجر الأمر بالتدريج إلى مقام الخلة ومعنى المحبية هو العاشقية ومعنى المحبوبية هو المعشوقية ومعنى الخلة المصاحبة والصديقية وكان الأمر سابقا العاشقية والمعشوقية وهنا الاشتياق والتضرع من الجانبين والمعاملة من الطرفين وفي العاشقية الصيحة والقلق والاضطراب ودق الرأس بالأبواب والجدران وفي المعشوقية الفنج والدلال والفخر والمباهات هذا هو بيان طريق الخلة على الاجمال ومن اراد تفصيلها فليصحب واحد من أصحاب المجدد عدة من السنين يعني برعاية شروط وآدابه ثم لينظر إلى وجدانه وليراجع فيه ماذا يظهر له وراء الطريقين السابقين انتهى (وقال) صاحب جواهر الحقائق في كتابه المذكور على ما نقله عنه في الهدية المجدية ما معربه أن الإمام الرباني الشيخ أحمد السرهندي من أكابر الصوفية وجامع بين العلوم الظاهرية والباطنية وصاحب المقامات العلية والكرامات الجلية وكان أكثر العلماء والعرفاء يعظمونه ويوقرونه وذهب الفاضل المحق مولانا عبد الحكيم السيالكوتي إلى مجدديته وقال أنه مجدد المائة الحادية عشر واشتهر في زماننا هذا مشاهير العرفاء في الهند والسند والعرب والعجم خصوصا في الروم والشام والعراق وبلاد الاكراد وسائر البلدان في سلسلته اشتهارا تاما وهو الذي نشر أنواع العلوم والأسرار وحاز في شرح مقامات الطريقة قصب السبق على السابقين وهو صار معززا يفهم المقطعات القرآنية وامتاز بحصول أسرار المتشابهات الفرقانية وهو الذي انكشف له اسماء الانبياء الذين مضوا بأرض الهند واتباعهم وبين مقاماتهم ودرجاتهم وهو الذي بين باعلام الهبة مراتب الولاية والنبوة والرسالة وكمالات أولي العزم ومقامات الخلة والمحبة واظهر خصوصيات سيد الانبياء عليه الصلاة والسلام وقدس الله روحه وروح سائر الأولياء وافاض علينا من فتوحهم آمين انتهى وهذا قطرة من بحار مناقب هذا الإمام الهمام قدس سره ونبذة من أحواله الظاهرة جمعناها هنا رجاء أن ينتفع بها بعض من لم يقف على كنه اخباره أو سمع من المعاندين خلاف الواقع وهو من أصحاب الأذهان القاصرة وليس القصد منه استيفاء جميع كمالاته الظاهرة أو التعرض لبيان بعض خصائصه الباطنة كلا فإن هذا مما لا يرام ولا يمدح من رامه بل يلام وأني لنملة عرجاء مساحة مسافة السماء الفسيحة الارجاء وإن كان الاسلم حوالة معرفة أحواله على ملاحظة آثاره ومطالعة أقواله فإنه لا شيء ادل على معرفة الشيء من الاستدلال بآثاره عليه ولذا قيل (شعر)

ان آثارنا تدل علينا ... فانظرو بعدنا إلى الآثار

خصوصا آثاره قدس سره حيث عمت انوارها كافة الأقطار حتى قال بعض المشائخ أن الإمام ترك بعده كرامتين المكتوبات والاولاد قلت فإنه الثالث وهو الخفاء العظام الكرام فإن طريقته كما انتشرت بواسطة أولاده انتشرت أيضا بواسطة خلفائه وكذلك أولاد أولاده وخلفائه وهلم جرا إلى عصرنا هذا حيث لا تزال تنتشر وتزداد يوما فيوما إلى كافة الأقطار على مرور الدهور والاعصار فهل يكون شيء ادل على علو شأنه قدس سره من هذه وهل يحتاج من أمعن النظر فيها إلى الاستدلال بشيء آخر



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!