موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(123) المكتوب الثالث والعشرون والمائة إلى الملا طاهر البدخشي أيضا في بيان أن أداء النفل وإن كان حجا داخل فيما لا يعني إذا استلزم فوت فرض من الفرائض ** | ** (124) المكتوب الرابع والعشرون والمائة إلى المذكور أيضا في بيان أن الإستطاعة شرط لوجوب الحج والحج مع

 

 


(١٢٣) المكتوب الثّالث والعشرون والمائة إلى الملّا طاهر البدخشيّ أيضا في بيان أنّ أداء النّفل وإن كان حجّا داخل فيما لا يعني إذا استلزم فوت فرض من الفرائض

قد وصل مكتوب أخي الأرشد لازال كأسه طاهرا عن دنس التّعلّقات أيّها الأخ.

قد ورد في الخبر علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه والإشتغال بنفل من النّوافل مع الإعراض عن فرض من الفرائض داخل فيما لا يعني فلزمك تفتيش أحوالك لتعلم أنّ اشتغالك بأيّ شيء بنفل أو بفرض وكم من محظور يرتكب في أداء الحجّ النّفل فينبغي أن تلاحظ ملاحظة جيّدة العاقل تكفيه الإشارة والسّلام عليكم وعلى رفقائكم.

(١٢٤) المكتوب الرّابع والعشرون والمائة إلى المذكور أيضا في بيان أنّ الإستطاعة شرط لوجوب الحجّ والحجّ مع عدم الإستطاعة داخل في تضييع الأوقات بالنّسبة إلى تحصيل المطلوب

قد وصل مكتوب أخي الخواجه محمّد طاهر البدخشيّ لله سبحانه الحمد والمنّة لم يتطرّق الفتور إلى إخلاصه للفقراء ومحبّتهم مع وجود تمادي أيّام المهاجرة وهذه علامة سعادة عظيمة (أيّها المحبّ) لمّا طلبت الإذن يعني لسفر الحجّ وصمّمت العزم للسّفر قد ذكرتك وقت الوداع أنّه يحتمل أن الحقكم في هذا السّفر ولكن كلّما قصدت لم توافق الإستخارات ولم يفهم التّجويز في هذا الباب فاخترت التّقاعد بالضّرورة ولم يكن في ذهابكم صلاح الفقراء من الأوّل ولكن لمّا رأيت شوقكم لم أمنع صريحا والإستطاعة شرط الدّخول في الطّريق يعني طريق الحجّ وبدون الإستطاعة تضييع للأوقات والإشتغال بأمر غير ضروريّ تاركا للأمر الأهمّ ليس بمناسب وقد كتبت إليكم هذا المضمون مكرّرا وصل إليكم أوّلا والقول هو هذا وأنتم المخيّر.

(١٢٥) المكتوب الخامس والعشرون والمائة إلى المير صالح النّيسابوري في بيان أنّ العالم كبيره وصغيره مظاهر الأسماء والصّفات الإلهيّة تعالى شأنه وليس للعالم نسبة إليه تعالى أصلا سوى المخلوقيّة والمظهريّة وما يناسب ذلك

اللهمّ أرنا حقائق الأشياء كما هي اعلم أنّ العالم كلّه كبيره وصغيره مظاهر الأسماء والصّفات الإلهيّة تعالى شأنه ومرايا شئوناته وكمالاته الذّاتيّة وكان عزّ سلطانه كنزا مخفيّا وسرّا مكنونا فأراد سبحانه أن يعرض كمالاته من الخلاء إلى الملاء وأن يوردها من الإجمال إلى التّفصيل فخلق الخلق على نهج يكون دالّا بذاته وصفاته على ذاته وصفاته تعالى وتقدّس فليس للعالم نسبة مع صانعه أصلا إلّا أنّه مخلوقه

تعالى ودالّ على أسمائه وشئوناته تعالى والحكم بالإتّحاد والعينيّة ونسبة الإحاطة والسّريان والمعيّة الذّاتيّات هناك من غلبة الحال وسكر الوقت والأكابر المستقيمو الأحوال الّذين لهم شرب من قدح الصّحو لا يثبتون للعالم نسبة مع صانعه إلّا المخلوقيّة والمظهريّة ويقولون بالإحاطة والسّريان والمعيّة العلميّات على طبق قول علماء أهل الحقّ شكر الله سعيهم والعجب من بعض الصّوفيّة حيث يثبتون بعض النّسبة الذّاتيّة كالإحاطة والمعيّة مثلا مع اعترافهم بسلب جميع النّسب عن الذّات حتّى الصّفات الذّاتيّة فهل هذا الّا تناقض وإثبات المراتب في الذّات لدفع هذا التّناقض تكلّف مثل التّدقيقات الفلسفيّة وأرباب الكشف الصّحيح لا يشهدون الذّات الّا بسيطا حقيقيّا ويعدّون ما وراءه كائنا ما كان داخلا في الأسماء، (شعر):

وما قلّ هجران الحبيب وإن غدا ... قليلا ونصف الشّعر في العين ضائر

ولنبيّن مثالا لتحقيق هذا المبحث أراد عالم نحرير متفنّن مثلا إظهار كمالاته المكنونة وإبرازها في عرصة الظّهور فأوجد الحروف والأصوات ليجلو كمالاته في حجاب تلك الحروف والأصوات ففى تلك الصّورة لا نسبة لتلك الحروف والأصوات الدّوالّ مع تلك المعاني المخزونة الّا أنّ هذه الحروف والأصوات مظاهر تلك المعالي المخفيّة ومرايا الكمالات المخزونة ولا معنى لان يقال إنّ الحروف والأصوات عين تلك المعاني المخفيّة وكذلك الحكم بالإحاطة والمعيّة في هذه الصّورة غير مطابق للواقع بل المعاني على صرافته المخزونة لم يتطرّق التّغيّر إليها لا في ذاتها ولا في صفاتها أصلا ولكن لمّا كان بين تلك المعاني وبين الحروف والأصوات الدّالّة نوع مناسبة من الدّاليّة والمدلوليّة يتخيّل منه بعض المعاني الزّائدة وتلك المعاني المخزونة منزّهة ومبرّأة في الحقيقة عن تلك المعاني الزّائدة وهذا هو معتقدنا في هذه المسألة وإثبات الأمر الزّائد على المظهريّة والمرآتيّة من الاتّحاد والعينيّة والإحاطة والمعيّة من السّكر وذاته تعالى في الحقيقة معرّاة عن النّسبة ومبرّأة عن المناسبة ما للتّراب وربّ الأرباب وبهذا القدر من مناسبة الظّاهريّة والمظهريّة يقال بوحدة الوجود أوّلا بل في الواقع وجودات متعدّدة لكن بطريق الأصالة والظّلّيّة والظّاهريّة والمظهريّة لا انّ (١) الموجود واحد وما سواه أوهام وخيالات فإنّ هذا المذهب بعينه مذهب السّوفسطائيّ وإثبات الحقيقة في العالم لا يخرجه من كونه أوهاما وخيالات كما هو مقصود السّوفسطائيّ، (شعر):

وإذا عرفته أنت من هو أوّلا ... ونسبت نفسك نحو حضرته العلىّ

وعلمت أنّك ظلّ من يا من درى ... كن فارغا حيّا وميّتا من ملا

__________

(١) هذا القول منسوخ بما يأتى بعد مرة من ان العالم واقع في مرتبة الوهم والخيال وابدأ الفرق بين مذهب السوفسطائى وبين مذهب الصوفية المعول على ما هنالك لا على ما هنا (القزاني رحمة الله عليه)



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!