موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(153) المكتوب الثالث والخمسون والمائة إلى الشيخ ميان مزمل في بيان الخلاص التام من رقية ما سواه تعالى المربوط بالفناء المطلق

 

 


فجعل حضرة الشّيخ إطاعة الحقّ سبحانه غير إطاعة الرّسول وهذا الكلام بعيد عن الاستقامة والمشائخ المستقيمو الأحوال يتحاشون من أمثال هذا الكلام ويعلمون أنّ إطاعة الحقّ سبحانه واطاعة رسوله في جميع مراتب الشّريعة والطّريقة والحقيقة، ويعتقدون أنّ إطاعة الحقّ سبحانه في غير إطاعة رسوله عين الضّلالة.

(ونقل) أيضا أنّ شيخ بلدة مهنة الشّيخ أبا سعيد أبا الخير عقد مجلسا وكان في ذلك المجلس واحد من أجلّة سادات خراسان فدخل في ذلك الأثناء اتّفاقا مجذوب مغلوب الحال فقدّمه الشّيخ على السّيّد الأجلّ فلم يحسن ذلك للسّيّد فقال الشّيخ للسّيّد: إنّ تعظيمك بواسطة محبّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتعظيم هذا المجذوب بواسطة محبّة الحقّ سبحانه والأكابر المستقيمو الأحوال لا يجوّزون أيضا هذا القسم من التّفرقة ويرون غلبة محبّة الحقّ سبحانه على محبّة رسوله عليه الصّلاة والسّلام من سكر الحال ولا يعتقدونها شيئا غير الفضول ولكن ينبغي أن يعلم هذا القدر انّ محبّة الحقّ سبحانه غالبة في مقام الكمال الّذي هو مرتبة الولاية ومحبّة الرّسول غالبة في مقام التّكميل الّذي فيه نصيب من مقام النّبوّة ثبّتنا الله سبحانه على إطاعة الرّسول الّتي هي عين إطاعة الله سبحانه.

(١٥٣) المكتوب الثّالث والخمسون والمائة إلى الشّيخ ميان مزّمّل في بيان الخلاص التّامّ من رقّيّة ما سواه تعالى المربوط بالفناء المطلق

وصل المكتوب المرسل الحمد لله ذى الإنعام والمنّة قد جعل طالبيه في قلق واضطراب ونجّاهم بذلك الإضطراب من السّكون إلى غيره ولكنّ الخلاص التّامّ من رقّيّة الأغيار إنّما يتيسّر إذا حصل التّشرّف بالفناء المطلق وزالت النّقوش الكونيّة من مرآت القلب بالكلّيّة ولم يبق التّعلّق العلميّ والحبيّ بشيء من الأشياء ولم يكن مقصود ومراد غير الحقّ سبحانه وتعالى ودونه خرط القتاد. وربّما يظنّ انتفاء التّعلّق ولكنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا (ع) وهذى سعادات تكون نصيب من * والتّعلّق بالأحوال والمقامات تعلّق بالغير فما تقول في التّعلّق بأشياء أخر،

(شعر):

دع ما يصدّك عن وصل الحبيب وما ... يلهيك عنه قبيحا كان أو حسنا

وقد انجرّت مدّة غربتك إلى التّطويل والفرصة غنيمة فإن كان الأصحاب والأحباب من أهل الرّخصة فما وجه التّوقّف والّا فما الحاجة إلى الرّخصة. ينبغي أن يلاحظ مرضي الحقّ سبحانه، رضي أهل العالم أم لا؟ وماذا يكون عدم رضاهم (ع) وكلّ القصد من تبع الحبيب * ينبغي أن تعتقد أنّ المقصود



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!