موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(35) المكتوب الخامس والثلاثون إلى الميرزا منوجهر في التعزية والنصيحة واغتنام الشباب ** | ** (36) المكتوب السادس والثلاثون إلى جناب المير محمد نعمان في رفع شبهات منكري عذاب القبر

 

 


(٣٥) المكتوب الخامس والثلاثون إلى الميرزا منوجهر في التّعزية والنّصيحة واغتنام الشّباب

أدام الله سبحانه وتعالى جمعيّة ذاك السّعيد والمحتشم وطيّب أوقاته وتلافى في حقّه حزن ما مضى وفات بأحسن الوجوه وأفاض عليه من إنعاماته (أيّها الولد) انّ زمان عنفوان الشّباب كما هو اوان الهوى والهوس كذلك هو زمان تحصيل العلم واكتساب العمل أيضا والعمل الذي يوجد في هذه الاوان بمقتضى الشّريعة الغرّاء مع وجود استيلاء الموانع الشّهوانيّة والاغراض النّفسانيّة له أضعاف مزيّة واعتبار واعتداد على العمل الذي يقع في غير هذه الاوان فإنّ وجود المانع الذي هو باعث على المشقّة والمحنة رفع شأنه إلى السّماء وعدم المانع الذي هو مستلزم لعدم الكدّ والعنا طرح معاملته إلى الارض ومن ههنا كان خواصّ البشر أفضل من خواصّ الملائكة فإنّ طاعة البشر مقرونة بالموانع وعبادة الملك بلا مزاحمة الموانع الا ترى أنّ وقت اعتبار العساكر إنّما يكون في أوان استيلاء الاعداء الذين هم موانع الدولة ويكون لحركتهم اليسيرة في ذلك الوقت أضعاف مزيّة واعتبار على حركتهم الكثيرة في غير هذا الوقت ومعلوم أنّ الهوى والهوس مرضىّ أعداء الله تعالى النّفس والشّيطان والعلم والعمل بمقتضى الشّريعة الغرّاء مرضىّ حضرة الرّحمن جلّ سلطانه وإرضاء أعداء المولى وإسخاط المولى الذي هو مولى النّعم بعيد عن الفطانة والذّكاوة والله سبحانه الموفّق.

(٣٦) المكتوب السّادس والثلاثون إلى جناب المير محمّد نعمان في رفع شبهات منكري عذاب القبر

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى (اعلم) أنّ لجماعة تردّدا في عذاب القبر الذي ثبت بأحاديث مشهورة صحيحة بل بآيات قرآنيّة بل يكادون ينكرونه ويجزمون باستحالته ومقتداهم في هذا الاشتباه إحساس أحوال الموتى الغير المدفونة من الاستدامة على نهج واحد الّتي هي منافية للتّعذيب والإيلام الذي من لوازمه التّذبذب والاضطراب والجواب في حلّ هذا الإشكال هو أنّ حياة عالم البرزخ الذي هو موطن القبر ليست من قبيل الحياة الدنيويّة الّتي الحركة الإراديّة والإحساس كلاهما من لوازمها فإنّ انتظام هذه النّشأة مربوط بهذين الامرين وفي حياة البرزخ لا حاجة إلى حركة أصلا بل هي منافية لتلك النّشأة البرزخيّة والإحساس فقط كاف هناك لوجدان الم العذاب فحياة البرزخ كأنّها نصف الحياة الدنيويّة وتعلّق الرّوح هناك بالبدن نصف التّعلّق به في النّشأة الدنيويّة فالاموات الغير المدفونة يحسّون الم العذاب بحياة برزخيّة ولا يوجد منهم شيء من الحركة والاضطراب بتلك الحياة أصلا وما أخبر عنه



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!