موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(71) المكتوب الحادي والسبعون إلى جناب المخدوم زاده محمد عبيد الله في بيان التمييز بين دقائق الموهوم الذى هو العالم وبين الموجود الحقيقي الذى هو صانع العالم

 

 


(٧١) المكتوب الحادي والسّبعون إلى جناب المخدوم زاده محمّد عبيد الله في بيان التّمييز بين دقائق الموهوم الذى هو العالم وبين الموجود الحقيقيّ الذى هو صانع العالم

ولله المثل الاعلى إنّ النّقطة الجوّالة الّتي نشأت منها الدائرة في الوهم كما أنّها موجودة في الخارج موجودة في الوهم أيضا ولكنّ وجوده هناك بلا نقاب ظهور الدائرة وهنا بهذا النّقاب وكونها موجودة في الخارج لا بمعنى أنّ لها في كلا المرتبتين وجودا على حدة كلّا بل لها وجودا واحدا في الخارج والوهم هناك بلا نقاب الدائرة وهنا مع النّقاب وهذه الدائرة الموهومة الّتي لها ظهور في الوهم بلا وجود إنّما حدثت من غلط الحسّ فإن جعلت في تلك المرتبة موجودة وأعطيت ثباتا واستقرارا وظهورا بالوجود لخرجت من غلط الحسّ البتّة وصارت من جملة نفس الامر وترتّبت عليها أحكام صادقة فلهذه الدائرة في الوهم حقيقة وصورة فحقيقتها هي النّقطة الجوّالة الّتي هي بها قائمة وصورتها هي الدائرة نفسها الّتي عرض لها فيه ثبوت وثبات وهي الصّورة وإن لم تكن عين تلك الحقيقة لثبوت أحكام متمايزة فيها ولكنّها ليست ببعيدة عن الحقيقة ومنفكّة عنها فإنّ المتخيّل بهذا الظّهور هو الحقيقة.

(شعر) إنّي أروي لغيري حين أذكره ... بذكر زينب عن ليلى فأوهمه

قال حضرة الشّيخ محيي الدين بن العربيّ قدّس سرّه في هذا المقام إن شئت قلت إنّه حقّ وإن شئت قلت إنّه خلق وإن شئت قلت إنّه من وجه حقّ ومن وجه خلق وإن شئت قلت بالحيرة لعدم التّميّز بينهما (ينبغي) أن يعلم أنّ هذا التّميّز بين الحقيقة والصّورة وإن كان في الوهم ولكن لمّا صارت الصّورة موجودة في تلك المرتبة بإيجاد الله تعالى وحصل لها فيها ثبات وتقرّر كانت من جملة نفس الامر البتّة وحصل لها تميّز مطابق لنفس الامر وصارت موجودة خارجيّة بطريق الظّلّيّة فإنّ وجود الصّورة كما أنّه ظلّ وجود الحقيقة كذلك كانت مرتبة الظّهور بعد حصول الكون والوجود ظلّ الخارج أيضا فلمّا كان التّميّز بين الحقيقة والصّورة بحسب نفس الامر بل كان خارجيّا امتنع حمل إحديهما على الاخرى ولم تكن إحديهما عين الآخر ومن قال بعينيّتهما فهو لم يفهم غير التّميّز الوهميّ ولم يثبت عنده غير الامتياز العلميّ سبحان الله قد صارت مرتبة الوهم بواسطة إيجاد الحقّ سبحانه الواقع في تلك المرتبة خارجا ونفس الامر وصارت ما وراء العلم والخارج المتعارفين ولمّا صارت هذه المرتبة خارجا ميّزت فيها مرتبة الوهم وصارت النّقطة موجودة خارجيّة والدائرة النّاشئة منه سمّيت موهومة والعجب أنّ الصّورة الّتي هي ناشئة من الحقيقة وكلّ ما فيها حاصل فهو من الحقيقة ولا انفكاك لها عن الحقيقة أصلا قد افترقت عن الحقيقة بلا اختيار وأخرجت من التّوهّم إلى التّحقّق وصار التّميّز الوهميّ خارجيّا ينبغي أن يلاحظ قوله



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!