موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(112) المكتوب الثاني عشر والمائة إلى القاضي أسلم في بيان أن صفاته تعالى لا عين ذاته سبحانه ولا غير ذاته

 

 


أنّ في معاملة “ أو أدنى ” الذي ذكرت شمّة منها لا يجد العارف الكامل شماله وسرّه أنّ شماله أخذ حكم اليمين لانّ الشّمال كان من مقتضيات العدم فلمّا زالت أحكام العدم ما بقي إلّا الوجود الصّرف وليس ثمّة شمال بل كلتا يديه سبحانه يمين فافهم ولا تقع في الزّندقة فإذا عرفت هذه الأسرار الغامضة والمعارف الغريبة فاسمع قال الله تعالى: «ثمّ دنى فتدلّى “ اعلم انّ تحقّق هذا الدنوّ بعد تحقيق أسرار ” او ادنى " الذى ذكر فيما سبق فإنّه ما بقي حكم وأثر في العارف ولم يتبرّأ من لوث العدم ليست له لياقة بهذا الدنوّ وبعد تحقّق هذا الدنوّ تدلّ وهو متوجّه إلى النّزول فاذا تحقّق التّدلّى ورجع العارف إلى الخلق فح تظهر صورة قوسين وإن لم يبق من القوس الاوّل أثر وحكم ولكن لمّا تشرّف بالتّدلّي بتوهّم في ذلك الوقت صورة القوسين وإنّما قال بعد التّدلّي فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ (١) باعتبار أنّ الثابت ح صورة القوسين لا حقيقتهما أَوْ أَدْنى (٢) بل أدنى إذا ما بقي من القوس الثاني هناك أثر ولا حكم فليس قوسين ههنا حقيقة وهذه المعارف من أسرار الله سبحانه يظهرها على أخصّ الخواصّ من عباده والسّلام على من اتّبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام والبركات العلا.

(١١٢) المكتوب الثاني عشر والمائة إلى القاضي أسلم في بيان أنّ صفاته تعالى لا عين ذاته سبحانه ولا غير ذاته

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ما أحسن ما قال علماء أهل السّنّة شكر الله تعالى سعيهم من أنّ الصّفات الثمانية الحقيقيّة لواجب الوجود لا هو ولا غيره وهذه المعرفة وراء طور العقل وإنّما وجدوها بنور الفراسة وببركة متابعة الانبياء عليهم الصّلاة والسّلام وأرباب المعقول يفهمون من هذه العبارة ارتفاع النّقيضين ولم يعلموا أنّ اتّحاد المكان والزّمان من شروط حصول التّناقض فإذا لم يكن للزّمان والمكان مجال في تلك الحضرة كيف يتصوّر فيها التّناقض؟ وما تصرّف العلماء في لفظ الغير لدفع التّناقض وأرادوا بالغير معنى خاصّا لا حاجة إليه أصلا بل النّظر الكشفيّ يمنع هذا التّخصيص ويثبت نفي الغيريّة بأيّ معنى كانت ونجد أنّ صفاته تعالى كما أنّها ليست عين ذاته الاقدس بل زائدة ليست غير ذاته أيضا ولو كانت زائدة وثبتت نسبة الاثنينيّة بينها وبين الذّات وقد تخلّف هنا القضيّة المقرّرة لدى أرباب المعقول من أنّ الاثنين متغايران ونقضت أصولهم وما قلت من أنّه وراء طور العقل بمعنى أنّ العقل لا يهتدي إليه قاصر عن إدراكه لا أنّه يحكم بخلافه كيف يحكم بخلافه وهو لم يتصوّره بعد؟ بل هو خارج

__________

(١) الآية: ٩ من سورة النجم.

(٢) الآية: ٩ من سورة النجم.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!