موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

2 - ومنها

 

 


بخوارق سنية ولكن لم يعد ذلك الدرويش تلك النسبة بواسطة ضعف بصيرته وقلة ظهورها شيئا سوى قطع منازل السلوك ولم يلتفت اليها اصلا.

وأيضا ان هذا الدرويش قد وجد المدد في كونه موفقا للعبادات النافلة خصوصا لاداء صلاة النوافل من والده وهذه السعادة حصلت لوالده الماجد من شيخه في سلسلة الچشتية وأيضا قد منح هذا الدرويش العلم اللدني من حضرة الخضر على نبينا وعليه الصلاة والسلام لكن كان ذلك قبل أن يتعدي ويترقي من مقام الأقطاب وأما بعد عبوره من ذلك المقام وحصول الترقيات الي المقامات العالية فأخذ العلوم من حقيقة نفسه يجد في نفسه بنفسه من نفسه ولم يبق للغير مجال أن يدخل في البين.

وأيضا وقع لهذا الدرويش وقت النزول الذي هو عبارة عن السير عن الله بالله عبور عن مقامات مشائخ السلاسل الاخر ونال من كل مقام نصيبا أوفر وصارت مشائخ ذلك المقام ممدين له ومعاونين في أمره ومنحوه نصيبا من خلاصة نسبهم وقع العبور أولا في مقام اكابر الچشتية قدس الله أسرارهم وحصل له حظ وافر من ذلك المقام وأول من أمد من هؤلاء المشائخ العظام هو روحانية حضرة الخواجه قطب الدين والحق أن له في ذلك المقام شأنا عظيما وهو رئيس ذلك المقام.

وبعد ذلك وقع العبور على مقام أكابر الكبروية قدس الله أسرارهم وهذان المقامان كلاهما متساويان باعتبار العروج ولكن هذا المقام واقع على يمين ذاك الطريق الاعظم وقت النزول من فوق والمقام الاول واقع في يساره وهذا الطريق الاعظم طريق يذهب منه بعض اكابر أقطاب الإرشاد إلى مقام الفردية ويصلون إلى نهاية النهايات واما الأفراد المحضة فلهم طريق آخر لا يمكن المرور من ذلك الطريق الاعظم بلا رتبة القطبية وهذا المقام واقع بين مقام الصفات وبين ذاك الطريق الاعظم وكأنه برزخ بين هذين المقامين وله نصيب من كليهما وأما المقام الاول فهو واقع إلى جانب آخر من الطريق الاعظم فنصيبه من الصفات قليل.

وبعد ذلك وقع العبور على مقام اكابر السهروردية الذين جاؤا بعد الشيخ شهاب الدين السهروردي قدس الله أسرارهم وهذا المقام متحلي بنور اتباع السنة السنية على مصدرها الصلاة والتحية ومزين بنورانية مشاهد فوق الفوق والتوفيق للعبادات رفيق ذاك المقام وبعض السالكين الغير الواصلين الذين هم مشغولون بعبادات النوافل ويطمئنون بها وجدوا نصيبا من ذاك المقام بواسطة مناسبتهم له والعبادات النافلة مناسبة لهذا المقام بالاصالة وأما الباقون سواء كانوا مبتدئين او منتهئين فمناسبتهم لها بواسطة مناسبتهم لهذا المقام وهذا المقام لطيف وعال جدا والنورانية التي تشاهد في هذا المقام قليلة في غيره ومشائخ هذا المقام بسبب اتباعهم السنة عظيمو الشان ورفيعو القدر ولهم امتياز تام من بين ابناء جنسهم والذي تيسر لهم في هذا المقام لم يتيسر لارباب مقامات اخروان كانوا فوقهم باعتبار العروج ثم انزلوني إلى مقام الجذبة وهذا المقام جامع لمقامات جذبات غير متناهية وانزلوني من هناك أيضا ونهاية مراتب النزول مقام القلب الذي هو الحقيقة الجامعة والإرشاد والتكميل يتعلقان بالانزال إلى هذا المقام فانزلوني إلى هنا وقبل أن يحصل التمكين في هذا المقام وقع العروج ثانيا فترك الاصل في ذلك الوقت مثل الظل وراءه فمن هذا العروج الذي كان في مقامات القلب خصل التمكين والسلام.

٢ - (ومنها) ان قطب الإرشاد الذي يكون جامعا للكمالات الفردية أيضا عزيز الوجود جدا يظهر مثل هذا الجوهر النفيس بعد قرون متطاولة وأزمنة متكاثرة فيصير العالم الظلماني بنور ظهوره نورانيا ونور إرشاده وهدايته شامل لجميع العالم وكل رشد وهداية وايمان ومعرفة تحصل في العالم من محيط العرش إلى مركز الفرش إنما تحصل من طريقه



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!