موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

61 - ومنها: عطية الوهاب الفاصلة بين الخطأ والصواب

 

 


واصحاب الكشوف يتسلون بالمثال ويطمئنون بالخيال يظهرون اللاكيفي بمثال الكيفي ويجلسون الوجوب بصورة الامكان والسالك العاجز يظن المثال عين ذي المثال ويزعم الصورة عين ذي الصورة ومن ههنا يري صورة احاطة الحق سبحانه وتعالى بالاشياء ويشاهد مثال تلك الاحاطة في العالم فيتخيل ان المشهود هو حقيقة احاطة الحق سبحانه وتعالى وليس كذلك بل احاطته سبحانه وتعالى لا مثلية ولا كيفية ومنزهة من أن تكون مشهودة ومكشوفة لاحد ونحن نؤمن ان الحق سبحانه محيط بكل شيء ولكن لا نعرف أن احاطته ما هي والتي نعرفها هي شبه تلك الاحاطة ومثالها لا حقيقتها وعلى هذا القياس قربه ومعيته تعالى في أن المشهود والمكشوف منهما هو الشبه والمثال لا حقيقته فان حقيقتهما مجهولة الكيفية نؤمن انه تعالى قريب من وانه معنا ولكن لا نعرف أن حقيقة قربه ومعيته تعالى ما هي ويمكن أن يكون المراد بما ورد في الحديث النبوي من قوله عليه الصلاة والسلام يتجلي ربنا ضاحكا باعتبار الصورة المثالية فان حصول كمال الرضا يري في المثال بصورة الضحك ويمكن ان يكون اطلاق اليد والوجه والقدم والاصبع أيضا باعتبار الصورة المثالية هكذا علمني ربي والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم وبارك.

٦١ - (ومنها) فان فهم في عبارة الامام قدس سره في بيان الأحوال والمواجيد والعلوم والمعارف تناقض وتدافع ينبغي أن يحمله على اختلاف الاوقات وتنوع الاوضاع فان لكل وقت أحواله ومواجيد على حدة وفي كل وضع علوم ومعارف مستقلة فلا يكون في الحقيقة تناقص وتدافع وهذا مثل الاحكام الناسخة والمنسوخة حيث ترى بعد النسخ والتبديل متناقضة فإذا لوحظ الختلاف الأوقات والاوضاع يرفع التناقص والتدافع ولله سبحانه حكم ومصالح في ذلك فلا تكن من الممترين وصلّى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وسلّم وبارك.

قال العبد الضعيف الجامع لهذه النكات البديعة الرائقة محمد الصديق البدخشي الكشمي الملقب بالهداية قد وقع الفراغ في تسويد هذه المعارف العالية الشريفة المسماه بالمبدأ والمعاد في أواخر شهر رمضان المبارك حين الاعتكاف في سنة ١٠١٩ ألف وتسعة عشر.

(اشعار)

اين نسخه كه مبدأ ومعاد ست بنام ... ز انفاس نفيس حضرة فخر كرام

چون كرد هدايت اقتباس از سر صدق ... در سال هزار ونوزده كشت تمام

صديق هدايت كه شدش چرخ بكام ... مانا كه ز صدق شد هدايت فرجام

ز ين خود چه عجب وليك تحقيق اينست ... كز چوش شراب أحمدي يافته جام

(تمت رسالة المبدأ والمعاد)

...

عطية الوهاب الفاصلة بين الخطأ والصواب

تأليف العلامة الصالح المفيد الناصح مولانا الشيخ محمد بيك نزل مكة المكرمة شكر الله سعيه وهي التي قرظ عليها علماء الحرمين وغيرهم كما أثبتناها في هامش الجلد الأول.

(بسم الله الرحمن الرحيم)

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونؤمن بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم

(أما بعد) فقد سألني بعض المحبين ان أكتب رسالة مشتملة

على أجوبة اعتراضات المعترضين الدين اعترضوا على الشيخ الأجل والإمام الأكمل والعارف الأمجد الشيخ أحمد النقشبندي الفاروقي السرهندي رحمه الله تعالى بكلماته التي في مكتوباته لعدم فهمهم مقصوده بها وبمصطلحاته وغيروا وحرفوا بعض ألفاظه لأن يوقعوا الفساد والجدال والقتال بين الخلق وتابعيه به ويصدوا الناس عن الهداية والإرشاد الذي يحصل لهم بصحبة أولاده واتباعه الذين هم مستقيمون على جاده الشريعة وموصلون إلى الحقيقة والمعرفة وأهمني واكد على بذلك وكرر على السؤال له ليظهر الحق ويبطل الباطل ويزول الفساد الذي بين المسلمين والظن السوء الذي حصل للناس في حق الشيخ وأولاده واتباعه خصوصا لأهل الحرمين الشريفين زادهما الله تعال بسبب الاستفتاء والسؤال الذي ورد من الهند في أثناء ثلاث وتسعين وألف وافتاء بعض طلبة العلم في الحرمين الشريفين فأجبت لدفع هذه المفسدة والاصلاح بين المسلمين واظهار الحق بينهم ونفى التهمة في حق العالم العامل المتقي ولقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وبلغني أن الرسالة التي كتبها بعض علماء الحرمين الشرفين في اثبات الطعن في الشيخ أحمد رحمه الله تعالى أرسلها مع الاستفتاء بعلامة بعض علماء الحرمين الشريفين بموجب ذلك السؤال والاستفتاء المحرف المعرب من الألفاظ الفارسية على خلاف مراد الشيخ أحمد رحمه الله ومقصوده لعدم اطلاعهم على حقيقة الأمر إلى الهند واسلامبول وما وراء النهر ليظهر الفساد والخصومة بين توابع الشيخ وغيرهم بسببه لأن في كل هذه البلدان للشيخ اتباعا ومريدين وما ارسلها إلا ليظن الناس الظن السوء في حق الشيخ لأن فتوي علماء الحرمين الشرفين عندهم معتبرة فاذا وصلت إليهم الرسالة مع الاستفتاء يظنون ظن السوء في حقهم ألبتة فلدفع هذا البشر والعمل بالحديث في السؤال اذا ظهر الفتن والبدع أو سب أصحابي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين انتهي.

ومن اقبح الفتن والبدع ذم العالم المتقي الذي هو صاحب الحال والقال والعارف الرباني والحبر الصمداني وجامع المعقول والمنقول كتبت هذه الرسالة بعون الله تعالى وتوفيقه اللهم أرنا الحق حقّا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. اللهم انا نسئلك العفو والعافية وحسن الخاتمة. وذكرت فيها الفاظ الكتوبات للشيخ رحمه الله وعباراتها الفارسية بعينها ليظهر للمنصف الصادق دفع المحذورات التي نشأت من عدم فهم المعترضين مصطلحاته ومراده الذي اراد بكلامه ومن تركهم بعض الفاظها من كلامه ومن تعريب الفاظها الفارسية على خلاف مقصوده ومراده ودفع قول من يقول ما ذكرته ليس في المكتوبات والعجب من الطاعن كيف يثبت الايمان لفرعون وقد ثبت كفره عند العلماء ويشنع على الشيخ أحمد رحمه الله وهو من العلماء العاملين العارفين ويرتكب مالا ينغي في حقه فلنشرع الآن في المقصود بتوفيق الله تعالى وتأييده سبحانه (الجواب الاول) لقول المعترضين في صورة السؤال (وبعد) فما يقول العلماء الذين هم ورثة الانبياء والفضلاء الذين هم دعاة الخلق إلى الطريق السواء في حق أحمد السرهندي الكابلي الذي قال (اي في رسالة المبدأ والمعاد) بتفضيل حقيقة الكعبة على محمد صلى الله عليه وسلم مستدلا بأن صورة الكعبة مسجود اليها للصورة المحمدية فكذلك حقيقة الكعبة مسجود اليها للحقيقة المحمدية ولما ألزمه اهل بلاده بلزوم تفضيل صورة الكعبة أيضا على صورة محمد صلى الله عليه وسلم بعين ذلك الدليل بل اولى التزمه وقال ينبغي ان يعلم ان

صورة الكعبة ليست عبارة عن الحجر والمدر اذ لو فرض عدمها لكانت الكعبة كعبة ومسجودة للخلائق قال في المكتوب الموفي مائة من الجلد الثالث الكعبة المسجود اليها للخلق ليست هي الحجر والطين ولا السقف والجدران لان تلك لو زالت كانت الكعبة مكانها وإنما الكعبة لها ظهور ولا صورة لها وهذا من اعجب العجائب انتهي ثم قال (في المبدأ والمعاد) بل صورة الكعبة مع كونها من عالم الخلق هي في لون الحقايق الامرية واعجوبة يعجز العقلاء عن تشخيصها إلى ان قال نعم ان لم تكن كذلك لم تكن مستحقة لان تكون مسجودا اليها لافضل الموجودات انتهي وقال ان المراد بحقيقة الكعبة هي الحقيقة الأحمدية التي هي تعينه الامكاني الامري وبالحقيقة المحمدية تعينه الامكاني الخلقي لا تعينه الوجوبي فبعد مضي ألف سنة تغلب الروحانية التي للأحمدية على البشرية التي كانت للمحمدية فينصبغ عالم خلقه بصبغ عالم الامر فما رجع من خلقه إلى المحمدية يعرج حتى يلتحق بالأحمدية ويتحدان لا انه يعرج عن الوجوب فان العروج عن التعين الاول الوجوبي لا معني له انتهي وقال في المكتوب التاسع والمائتين ينبغي ان يعلم ان حقيقة كل شيء عبارة عن التعين الوجوبي الذي تعين امكاني ذلك الشخص ظل ذلك التعن الوجوبي وهو اسم من اسماء الله تعالى كالعليم ونقل كلام الشيخ ابن العربي قال الشيخ في رسالة القدس ان الاكوان ظلال الاسماء الالهية والاسماء ظلال الشئون الذاتية لذلك الشيء وهو اسم من الاسماء الآلهية كالعليم وذلك الاسم رب ذلك الشخص ومبدأ الفيوض الوجودية له وتوابعها إلى ان قال فاذا تمهد هذا فنقول ان محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم مركب من عالم الخلق والامر والاسم الآلهي الذي هو ربه شأن العليم والذي يربي عالم امره هو المعنى الذي صار مبدأ لذلك الشأن وحقيقة الكعبة أيضا ذلك المعنى واذا كانت حقائق الاشياء الاسماء الآلهية وحقيقة الكعبة فوق تلك الاسماء كانت متبوعة لحقائق الاشياء فلزم ان تكون مسجودة للحقيقة المحمدية انتهي (اعلم ان الشيخ رحمه الله ما قال ان حقيقة الكعبة افضل من الحقيقة المحمدية بل قال في مكتوبه ان حقيقة الكعبة فوق الحقيقة المحمدية صلى الله عليه وسلم فتوهم بعض الناس من هذا الكلام ان الكعبة المعظمة افضل من النبي صلى الله عليه وسلم والحال انه عليه الصلاة والسلام افضل المخلوقات واشرف البريات قلنا وبالله العصمة والتوفيق وبيده ازمة التحقيق ان ذلك التوهم إنما نشأ من حمل لفظ الحقيقة على ذات الشيء وتشخصه وهو مبنى على الجهل عن اصطلاح هذه الطائفة العلية وعدم الاطلاع على حقيقة كلام شيخنا رضى الله عنه فان حقيقة الشيء عندهم اسم الهى هو مبدأ لتعين ذلك الشيء ووجوده وذلك الشيء كالظل والعكس لذلك الاسم والاسم واسطة الفيوض بين الحضرة القدسية وبين ذلك الشيء كما أن الشأن الذاتي واسطة بين ذلك الاسم المقدس وبين الذات المنزه العلي على ما جرت عليه العادة الالهية من توسيط الوسائط ورعاية المناسبات بين المفيض والمستفيض قال الشيخ محيى الدين بن العربي قدس سره في رسالة القدس ان الاكوان ظلال الاسماء الالهية والاسماء ظلال الشئون الذاتية وعند الشيخ أحمد رحمه الله باعتبار الظهور لله تعالى مراتب مرتبة اللاتعين وهو مرتبة الذات البحت وعند الصوفية يطلق عليه هذه الاسماء الاحدية الذاتية والاحدية المطلقة والاحدية الصرفة وعالم اللاهوت وازل الازل وخفاء الخفاء وبطون البطون وغيب الهوية والثاني مرتبة التعين الوجودي والحبى والثالث مرتبة الحياة والرابع مرتبة العلم الجملي وهي مرتبة الوحدة والشأن التفصيلي وهو الواحدية والاعيان الثابتة وهي مرتبة الاسماء عند القوم وعالم الجبروت

وحقيقة المحمدية عبارة عن اسم العليم عند الشيخ أحمد رحمه الله وعندهم مرتبة الاسماء مرتبة الوحدة والعلم الجملي أيضا وهذه المراتب كلها قديمة ازلية تقديم بعضها على البعض بالذات لا بالزمان وللعالم مراتب الاول مرتبة الارواح وهو عالم الامر والملكوت والثاني مرتبة عالم المثال والثالث مرتبة عالم الشهادة وهو عالم الخلق والناسوت وعند الشيخ أحمد رحمه الله محمد صلى الله عليه وسلم مركب من عالم الامر والخلق واسمه صلى الله عليه وسلم أحمد باعتبار عالم أمره ومحمد باعتبار عالم خلقه واسم الله تعالى الذي هو مربي عالم أمره وهو مظهره يقال له الحقيقة الأحمدية وهي المعبرة بحقيقة الكعبة واسمه تعالى الذي هو مربي عالم خلقه صلى الله عليه وسلم يقال له الحقيقة المحمدية والمراد بالحقيقة المحمدية التي فوقها حقيقة الكعبة التعين الامكاني النوري وبحقيقة الكعبة التعين الوجوبي وصرح بذلك في المكتوب التاسع والمائتين من الجلد الاول بقوله (بايد دانست) كه حقيقة شخص عبارت از تعين وجوبي ست كه تعين امكاني آن شخص ظل آن تعين ست وآن تعين وجوبي اسمى ست از اسماء الهى كالعليم والقدير وكريم كه حقيقة شخصى چنانكه تعين وجوبي او را كويند تعين أماكني او را نير كويند انتهي ملخصا (معربه) ينبغي ان يعلم ان حقيقة الشخص عبارة عن التعين الامكاني ظل ذلك التعين الوجوبي وهو اسم من أسماء الله تعالى كالعليم والقدير وأقول أن حقيقة الشخص كما تكون التعين الوجوبي كذلك تكون التعين الامكاني الذي هو ظله انتهى ملخصا ولفظ الحقيقة لا يطلق على الله تعالى بل على اسم من أسماء الله تعالى الذي هو مبدأ تعين ذلك الشيء وحقيقته الوجوبية فلا يرد عليه ان أسماء الله تعالى توقيفية فإذا تمهد هذا فأعلم أن لنبينا صلى الله عليه وسلم بحسب تقلبه في اطواره وانواره كمالات لا تحصى ومقامات لا تستقصى فله عليه الصلاة والسلام باعتبار هذا الوجود العنصري وإرشاده لهذا العالم الظلماني اسم مبارك هو محمد صلى الله عليه وسلم ناش من حقيقته وهو اسم الهى يناسب تربية هذا العالم السفلى مسمى بحقيقة محمدية وله عليه الصلاة والسلام باعتبار وجوده الروحاني المربى لعالم الملكوت النوراني اسم آخر هو أحمد ناش عن اسم وشأن إلهى هو مبدأ وأصل للحقيقة المحمدية يناسب تربية ذلك العالم العلوي مسمى بالحقيقة الأحمدية المعبرة بحقية الكعبة الربانية أي المربي للكعبة ومثبتها وله عليه الصلاة والسلام وراء هذين التعينين اللذين هما كالاحياز الطبيعية له عليه الصلاة والسلام عروجات لا تعد وأسرار لا تنفد وإليها يشير قوله صلى الله عليه وسلم (لي مع الله وقت) لا يسعنى فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل وبها يومئ قوله تعالى وكان قاب قوسين أو ادنى وهو مورد السر الاصطفائي والمحبوبية الصرفة وهي مناط الفضل ومدار التفوق فثبت أن التفوق إنما هو لبعض كمالاته ومراتبه عليه الصلاة الملائكة وان كانوا فوق البشر يعني في بعض الامور لكن الافضلية بمعنى كثرة الثواب للبشر انتهى فإذا عرجت الحقيقة المحمدية في السير في الله تكون الشؤنات التي توجه صلى الله عليه وسلم إليها قبل العروج كالظلام هكذا إلى غير النهاية فإذا سمعت عبارة المكتوبات وحاصلها فاعلم انه لا يصلح اعتراض المعترضين على المكتوب الموفى مائة من الجلد الثالث الكعبة المسجود إليها إلخ وعباراته المعربة هكذا الكعبة المسجود إليها للخلائق ليست هي ربها قرب واتصال لم يتيسر للصورة الأخرى وهذا فيما نحن فيه أظهر من أن يخفى لأن كمال القرب إنما هو بالفناء والبقاء والعروج المخصوص بالبشر وغير الانسان الكامل له مقام معوم ثم أعلم ان لفظ الحقيقة المحمدية في عبارات شيخنا و

أمامنا على معان مختلفة وانحاء شتى فمتى قوبلت بالحقيقة الأحمدية والكعبة الربانية يراد بها ما ذكرناه سابقا من أنه اسم إلهى مناسب لتربية العالم السفلي ومتى ذكرت مطلقة يقصد بها الحقيقة الجامعة للحقيقة المحمدية والأحمدية والكعبة الربانية وهي المعبرة بحقيقة الحقائق وهي الحقيقة التي لا واسطة بينها وبين الذات المقدس كما ذكر شيخنا رحمه الله في آخر مكتوب من الجلد الثالث له قبيل وصاله بأيام قليلة أن الحقيقة المحمدية ظهور أول وحقيقة الحقايق انتهى وفي المكتوب الأول من الجلد الثاني من المكتوبات المعصومية (حقيقة كعبه ناشئ از مقام معبوديت ومسجوديت ست كه آن حقيقة ذات حق ست جل سلطانه باعتبار شأن از شؤن واعتبارى از اعتبارات نه ذات حق كه معرى از نسب واعتبار ست كه ان مرتبهء عليا را باعلم غنادي ذاتست) انتهى (معربه) حقيقة الكعبة ناشئة من مقام المعبودية والمسجودية التي هي ذات الله باعتبار شأن من شؤناته واعتبار من الاعتبارات لا الذات المعرات عن النسب والاعتبارات حاصلة أن النبي صلى الله عليه وسلم مركب من عالم الأمر والخلق وله اسمين أحمد ومحمد فالأول يطلق عليه صلى الله عليه وسلم بالاعتبار الأول والثاني بالاعتبار الثاني والحقيقة الاجمالية باصطلاح القوم التعين الاول والحقيقة التفصيلية وهي التعين الثاني باصطلاحهم ظل التعين الأول وهي اي الحقيقة الاجمالية اسم من اسماء الله تعالى وظلها عالم امره عليه الصلاة والسلام وظل التعين الثاني عالم امره مع خلقه عليه الصلاة والسلام والتحية وفي التعين الأول مراتب الشؤنات وفيه شأن الأحمدية والكعبة وعند الشيخ أحمد رحمه الله فيه شأن فوق شأن وعنده الصفات زائدة على الذات موجودة بوجود زائد وهو مذهب جمهور المتكلمين وفي شرح العقائد لمولانا جلال الدين الدواني ولكنهم يخالفون في كون الصفات عين ذاته أو غير ذاته أو لا هو ولا غيره فذهب المعتزلة والفلاسفة إلى الأول وجمهور المتكلمين إلى الثاني والاشعري إلى الثالث انتهى ومقامها وراء الصور العلمية التي هي في المرابت العلمية وليس التعين العلمي الجملي تعينا أولا وهو صفة العلم التي هي من الصفات الحقيقة الزائدة ولا التعين الأول لذاته تعال كما هو عند القوم لأن الصفات عنده غير الذات اشار إليه بقوله في المكتوب التاسع والمائتين من الجلد الأول (وشك نيست كه حصول شأنى اكرچه مجرد أعتبار ست نيز تقاضاى آن مكيند كه فوق آن معنى زايد ديكر باشد (معربه) ولا شك أن حصول الشأن وان كان مجرد اعتبار ولكن يقتضى أن يكون فوقه معنى آخر زائد انتهى فالحقيقة المحمدية هي التعين الامكاني كما اشار إليه بقوله في ذلك المكتوب مراد از حقيقت محمدى در اينجا أمكانى خلق ست (معربه) المراد من الحقيقة المحمدية ههنا تعينه الامكاني الخلقي انتهى وفوقها حقيقة الكعبة لا شك فيها وهو الشأن الوجوبي في التعين الأول ويتوجه إليها في الصلاة فصح قوله في المبدأ والمعاد حقيقة قرآني وحقيقة كعبه رباني فوق حقيقة محمدية ست على مظهرها الصلاة والسلام أن الحقيقة القرآنية والكعبة الربانية فوق الحقيقة المحمدية على مظهرها الصلاة والسلام انتهى وليس في المبدأ والمعاد لفظ التفضيل ولا لفظ الافضل بل فيه لفظ التفوق (والجهلة فهموا منه الأفضلية ولقد قال الامام قدس سره وغيره أيضا أن الصفات الالهية بعضها فوق بعض فالحياة فوق الكل ثم العلم ثم القدرة ثم الارادة ثم التكوين ولا يلزم من ذلك افضلية بعضها على بعض) لأن الافضلية بمعنى كثرة الثواب وهي لا تتصور هنا وفي شرح المواقف أن الملائكة وان كانوا فوق البشر يعني في بعض الامور لكن الافضلية بمعنى

كثرة الثواب للبشر انتهى فإذا عرجت الحقيقة المحمدية في السير في الله تكون الشؤنات التي توجه صلى الله عليه وسلم إليها قبل العروج كالظلال هكذا إلى غير النهاية فإذا سمعت عبارة المكتوبات وحاصلها فاعلم أنه لا يصلح اعتراض المعترضين على المكتوب الموفى مائة من الجلد الثالث الكعبة المسجود إليها إلخ وعباراته المعربة هكذا الكعبة المسجود إليها للخلائق ليست هي عبارة عن الحجر والمدر والجدران والسقف لأنها لو لم تكن بالفرض والتقدير لا تزال الكعبة كعبة ومسجودا إليها فههنا ظهور وليس الصورة فيه وهذا من أعجب العجائب انتهى فلا يلزم القبح لقائله بقول الشخص الذي كتبه في آخر دفتر السؤال في جوابه ما نصه والقول بأن الكعبة ليست هي البنية وإنما هي شيء يعجز العقل عن تشخيصه وانها في صورة الأمر قبح سادس عشر لأنه رد للآيات المتكاثرة والاحاديث المتواترة انتهى كيف يلزم القبح لمن يقول أن الكعبة ليست هذه البنية مع أن أكثر الفقهاء صرحوا به وهو مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه وفي شرح الطحاوي الكعبة اسم للعرصة فإن الحيطان لو وضعت في موضع آخر وصلى إليها لا يجوز وفي التهذيب المعتبر التوجه إلى مكان البيت دون البناء حتى لو صلّى فوق الكعبة جاز وعند الشافعي البناء معتبر وفي فتاوى الأوحدى الكعبة اذا رفعت عن مكانها لزيارة اصحاب الكرامة ففي تلك الحالة جازت صلاة المتوجهين إلى ارضها وفي الظهيرية الكعبة هي العرصة والهواء إلى عنان السماء عندنا وفي فتاوى الحجة الصلاة في ابى قبيس والجبال والتلال الشامخة جائزة لأن القبلة من الأرض السابعة إلى السماء السابعة بحذاء الكعبة إلى العرش انتهى وهذه الروايات نقلت من كنز العباد وقال فقاء الحنفية والمالكية الكعبة والقبلة عندنا هي البقعة المحدودة إلى السماء دون البناء والبناء تبع وعلامة لمعرفة القبلة حتى لو وضع آخر هذا البناء موضع لا يجوز تعظيمه يعني بالسجود إليها وإلا فتعظيم حصى الحرم أيضا مطلوب فضلا عن بناء الكعبة ولو انهدم البناء والعياذ بالله الكعبة باقية بدليل أن الانبياء والأولياء استقبلوا وطافوا لهذه البقعة مدة ألفين ومائتين واربعين سنة ولم يكن هناك بناء وعند الشافعية كذلك الافى حق من يصلي في الكعبة أو على سطحها فإنه فرض عليه أن يستقبل إلى البناء وأقله قد ثلثى ذراع حتى لو صلّى داخل الكعبة متوجها إلى الباب المفتوح لا يجوز عندهم إلا اذا كانت العتبة مرتفعة قدر شبر وزيادة بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلّم صلّى داخل البيت متوجها داخل الباب وأمر برده ولو لا أن الكعبة بناء أو شاخص لما أمر برد الباب وقال بعضهم قبلة الداخل البناء وقبلة الخارج أيضا البناء فإذا لم يكن البناء ولا الشاخص يصلى إلى البقعة ضرورة القبلة اسم للبقعة والعرصة قالوا هو الصواب كما في البحر انتهى فما يقول العلماء العظام في حق من يقبح قائل ذلك القول المذكور وهو قول الحنفية والمالكية ويلزم منه هذه القباحة الشنيعة في حقهم أيضا بينوا تؤجروا ومما يدل على أن حقيقة الكعبة غير هذا البناء ما روى الطبراني في الاوسط عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الكعبة لها لسان وشفتان ولقد اشتكت فقالت يا رب قل عوادى أو قل زوارى فأوحى الله عز وجل اني خالق بشرا خشعا سجدا يحنون إليك كما تحن الحمامة إلى بيضها وما روى الفاكهي عن على بن أبى طالب رضي الله عنه قال خلق الله تعالى البيت قبل الارض والسموات بأربعين سنة وكان غثاء على الماء وما روى الفاكهي أيضا عن أبى هريرة رضي الله عنه قال الكعبة خلقت قبل الارض بألفي عام

قيل وكيف خلقت قبل الارض وهي من الارض قال انها كان عليها ملكان يسبحان الله تعالى بالليل والنهار ألفى سنة فلما أراد الله تعالى أن يخلق الأرض دحاها من تحت الكعبة في وسط لارض هكذا في الاعلام تاريخ بلد الله الحرام انتهى وما اخرج الجندي عن الزهري قال اذا كان يوم القيمة رفع الله الكعبة إلى بيت المقدس فتمر بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فتقول السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فيقول النبي صلّى الله عليه وسلم يا كعبة الله ما حال امتي فتقول يا محمد أما من وفد إلى فانا القائمة بشأنه واما من لم يفد إلى من امتك فأنت قائم بشأنه كذا في التفسير الدر المنثور وعن جابر رضي الله عنه قال قال علية الصلاة والسلام زفت الكعبة إلى قبري فتقول السلام عليك يا محمد فأقول وعليك السلام يا بنت الله ما صنع بك امتي فتقول من اتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعا ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعا وفي التشويق قال وهب بن الورد كنت اطوف أنا وسفيان الثوري بالبيت فانقلب سفيان وبقيت في الطواف فدخلت الحجر فصليت تحت الميزان فبينما أنا ساجد اذ سمعت كلاما بين استار الكعبة والحجارة وهو يقول يا جبريل اشكو إلى الله ثم إليك ما يصنع هؤلاء الطائفون من تفكههم في الحديث ولغطهم وسهوههم قال وهب فعرفت أن البيت شكى إلى جبرائيل عليه السلام وقال على بن موفق دخلت في الحجر فسمعت البيت يقول لئن لم ينته الطائفون حولى عن معاص الله تعالى لأصرخن صرخة ارجع إلى المكان الذي جئت عنه وفي الاحياء لا نتفضن نفضة وفيه أيضا أن الكعبة تحشر كالعروس المزفوف وكل من حجها متعلق باستارها يسعون معها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها ومما يدل أن حقيقة الكعبة غير الجدار والسقف والحجر والمدر كلام الشيخ محي الدين ابن العربي في الفتوحات المكية حيث قال وكانت بيني وبينها في زمان مجاورتي بها مراسلات وتوسلات وقد ذكرت ما كان بيني وبينها من المخاطبات في جزء سميته تاج الرسائل ومنهاج الوسائل يحتوي فيما أظن على سبع رسائل لكل شوط من الاشواط السبعة رسالة مني إلى الصفة الألهية التي تتجلى لي في ذلك الشوط ولكن ما عملت تلك الرسالة ولا خاطبتها بها إلا بسبب حادث وذلك اني كنت عليها أفضل نشأتي واجعل مكانها في مجلى الحقائق دون مكانتي وأذكرها من حيث ما هي الانشأة جمادية في أولى درجة من المولدات وأعرض عما خصها الله به من أعلى الدرجات وذلك مني في حقها لغلبة الحال على فلاشك أن الحق اراد أن ينبهني عما أنا عليه من سكر الحال فأقا مني من مضجعي في ليلة باردة مقمرة فيها رش مطر فتوضأت وخرجت إلى المطاف بانزعاج شديد فقبلت الحجر وشرعت في الطوف فلما جئت إلى الميزاب رأيتها فيما خيل لي قد شمرت أذيالها واستعدت فلما وصلت إلى الركن الشامي أردت أن تدفعني بنفسها وترمى بي عن الطواف بها وهي تتوعدني بالكلام أسمعه بإذني وأظهر الله لي فيها حرجا شديدا بحيث لم أقدر على البراح من موضعي ذلك فتسترت بالحجر ليقع الضرب منها عليه وجعلته كالمجن بيني وبينها واسمعها والله وهي تقول كم تضع من قدري وترفع من قدر بني آدم وتفضل العارفين على وعزة من له العزة لا اتركنك تطوف بي فرجعت إلى نفسي وعلمت أن الله تعالى يريد تأيبى وقال فوجدتها فيما خيل لي قد ارتفعت عن الارض بقواعدها مشمرة الاذيال كالانسان أراد أن يثب أن يثب من مكانه يجمع عليه ثيابه وهي في صورة الجارية الحسناء لم ار أحسن منها ولا يتخيل لي أحسن منها فشكرت الله على ذلك وزال الجزع الذي كنت أجده من الكعبة فارتجلت

أبياتا في الحال في مدحها أخاطبها بها واستترلها عن ذلك الحرج الذي عاينته منها فما زلت اثنى عليها في تلك الابيات والكعبة تتسع وتنزل بقواعدها إلى مكانها وتظهر السرور بما اسمعها من مدحها إلى أن عادت إلى حالها كما كانت وامنتنى واشارت إلى بالطواف فرميت نفسي على المستجار وما في مفصل إلا وهو يضطرب من قوة الحال إلى أن سرت عني وصالحتها وأودعتها شهادة التوحيد عند تقبيل الحجر فخرجت الشهادة في صورة سلك وانفتح في الحجر الاسود مثل الطاق حتى نظرت إلى طول الحجر فرأيته نحو ذراع فسألت عنه بعد ذلك من المجاورين فقال لي رأيته كما ذكرت في طول ذراع الانسان ورأيت الشهادة مثل الكية استقرت في قعر الحجر وانطبق الحجر عليها وانسد ذلك الطاق وأنا انظر إليه فقالت لي هذه أمانة عندي ارفعها لك إلى يوم القيامة فشكرت الكعبة على ذلك ومن ذلك الوقت وقع الصلح بيني وبينها وخاطبتها بتلك الرسائل السبع فزادت فرحا وابتهاجا حتى جائتني بشرى منها على لسان رجل صالح قال رأيت الكعبة البارحة في النوم وهي تقول سبحان الله ما في الحرم من يطوف بي إلا فلان وسمتك لي باسمك وما أدري أين مضى الناس ثم قمت ودخلت في المطاف وانت طائف بها وحدك ولم أر معك في الطواف أحدا فقالت انظر إليه هل ترى طائفا آخر قلت لا والله ولا أراه أنا فشكرت الله على هذه البشرى من مثل ذلك الرجل فتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له انتهى فإذا عرفت انه صلى الله عليه وسلم مركب من عالم الامر والخلق فلا يرد الاعتراض أيضا على قول الشيخ رحمه الله تعالى في المكتوب السادس والتسعين من الجلد الثالث لما فترتعينه الجسدى وهو عالم خلقه بالموت قوى تعينه الجسدي بقية وهي توجهه إلى العالم السفلي فلما مضى ألف سنة زالت تلك البقية وغلبت روحانيته صلى الله عليه وسلم على بشريته وعرجت الحقيقة المحمدية إلى الحقيقة الأحمدية والحقت بها إلى آخره كما سيجيء تفصيله في جواب المكتوب السادس والتسعين أن شاء الله تعالى بأنه (متعلق على قوله فلا يرد فيما سبق) ثبت في الاحاديث أنجسد النبي صلى الله عليه وسلم باق لا يفنى لأن مراده بالفناء والزوال للجسد فناء صفاته البشرية وزوالها من الأكل والشرب والنوم والتوجه إلى العالم السفلي وغي ذلك لا زوال الجسد بالكلية بل صفاته وانه صار كالروح وفي المكتوب الرابع والتسعين من الجلد الثالث اشار بزواله إلى ان معناه زوال توجهه صلى الله عليه وسلم إلى عالم الشهادة وغرقة في بحر مشاهدة جمال ذات الله تعالى وترقى درجاته صلى الله عليه وسلم بعبادات أمته ودعائها له ورجوع ثوابها إليه صلى الله عليه وسلم بمقتضى من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها وفي عمدة المريد بجوهرة التوحيد للشيخ ابراهيم اللقاني قيل أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لطلب نيل كمال في وسعه كرم الله تعالى معلق عليه اذ لا غاية لفضل الله تعالى وانعامه فهو صلّى الله عليه وسلم دائم الترقي في حضرات القرب وسوابق الفضل ولابدع أن يحصل له بصلاة أمته زيادات في ذلك لا غاية ولا انتهاء لها وقد قال الإمام الغزالي أما صلاة الله على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى المصلين عليه فمعناه إفاضة أنواع الكرامات ولطائف النعم عليه وأما صلاتنا وصلوات الملائكة عليه صلى الله عليه وسلم في الآية فهو سؤال وابتهال في طلب تلك الكرامة ورغبة في افاضتها عليه صلى الله عليه وسلم لأن إجتماع قلوب الجمع الجم له تأثير في الاجابة كما في عرفه والجمعة والاستسقاء وغيرها انتهى و

في كشف الأسرار لأبن عباد رحمه الله قيل لأبي عبد الله محمد النيسابوري أنه قال أمرنا بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقيل انه ينتفع بدعائنا قال النيسابوري إلا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم سلوا لي من الله تعالى الوسيلة ليعلم أن الغنى بالحقيقة هو الله تعالى وقال الحليمي يجوز أن الله تعالى جعل اعطاءه الوسيلة مرقوفا على دعائنا وكذلك الشاعة انتهى بعبارته فإذا أراد الله تعالى له صلى الله عليه وسلم عزا وشرفا ودرجة وافاض عليه الفيوض والرحمة فترقى رتبته يوما فيوما حتى مضى بعد رحلته ألف سنة وتم الدور الكامل لون عالم خلقه بلون عالم أمره صلى الله تعالى عليه وسلم واتحد به اللطافة وخص الله تعالى عروجه إلى عالم أمره صلى الله عليه وسلم بعد ألف سنة لأنه دور كامل مشتمل على مراتب الاعداد وهي أربعة الاحاد والعشرات والمآت والألوف ولأنه يكون ظهور سلطنة كل اسم من اسماء الله تعالى إلى ألف سنة وإذا مضى ألف ظهرت غلبة اسم آخر إلى الألف الآخر كذا ذكره الحسين بن معين الدين الميبدى في الفواتح صوفية كويند هر زمان نوبت ظهور سلطنت اسمى ست وچون نوبت أو منقضى شود مستور كردد ودور اسمى كه نوبت دولتش رسيده باشد واد وأر كواكب سبعه كه هر يك هزار سالست بآن مربوطست كل يوم هو في بشائر اشارت بآنست ان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون انتهى (وقال تعالى أيضا يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وليكن هذا أيضا من ذلك الأمر الذي دبره في ألف سنة) ولهذا بعث اكثر أولي العزم بالترتيب وكانت الفاصلة من بعث بعض آخر ألف سنة وروى الواقدي في المنتخب كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين نوح وابراهيم عليهما السلام عشرة قرون وبين ابراهيم وموسى عليهما السلام عشرة قرون إلخ وهذه الحقائق التي كشفت للشيخ رحمه الله تعالى لا مؤاخذة عليه بحسب الشرع غايتها أنه ما قالها أحد وفيها اصطلاح جديد ولا مناقشة في الاصطلاح وفي عين العلم العلم علمان علم المكاشفة وهو نور يظهر في القلب فيشاهد به الغيب وهو متحقق فورد ح اذا دخل النور في القلب أنشرح وعاين الغيب وانفسح أى احتمل البلاء وحفظ السر ولم يصرح به لفقد الرواية وورد ح أن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله انتهى ولفظ لفقد الرواية يدل صريحا على أن بعض الكشوفات لا تدل عليه الرواية وذكر في آخر الباب الأول في العوارف ولا مشاحة في الألفاظ انتهى فظهر بطلان قول المعترضين (الجوب الثاني) لقولهم وقال في المكتوب الثامن والثمانين من الجلد الثالث من مكتوباته لأن أمة كل نبي إنما يصلون إلى الله بوسيلته ووساطته ونبيها حائل بينها وبين الله تعالى الافرد من أفراد هذه الأمة يعني نفسه فإن تصيبه من الله تعالى بالاصالة من الذات العلية انتهى أعلم اني وجدت في المكتوب المذكور هذه العبارة مع ألفاظ زائدة لا يلزم المحذور معها وهي مكر آنكه فردى از أفراد امت را باصالت از حضرت ذات تعالى نصيب بود اينجا نيز حيلولهء نبي مفقود ست وتبعية أو موجود عليه الصلاة والسلام انتهى عبارته معناه الأفراد من أفراد هذه الأمة له نصيب من حضرت ذات الله تعالى بالاصالة من الولاية بلا حيلولة النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود تبعيته له صلى الله عليه وسلم واعلم أن السالك اذا فرغ من السير إلى الله وشرع في السير في الله بمتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم ووساطته فإذا جذبه الله إليه بكمال فضله وركمه ارتفع الوسائط كلها بينه تعالى وبين هذا المحبوب السالك حتى سمعه

وبصره ورجله وجميع القوى الظاهرة وهي وسائط والادب ظاهرة ومع هذا يرفع الله تعالى منه هذه القوى الظاهرة فإذا وصل العارف إلى هذه المرتبة يأخذ العلم من الله تعالى بلا واسطة وهو العلم اللدني كما كان للخضر عليه السلام ونصيب بعض العارفين بالله تعالى وعلمناه من لدنا علما ويقال لهذه المرتبة في اصطلاحهم قرب النوافل دل عليه ما اخرجه البخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن الله تعالى ولا يزال عبدى المؤمن يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل فمن وصل إلى هذه المرتبة يجذبه الله إليه بفضله يأخذ المعارف والأسرار بلا واسطة من الله تعالى فلا يلزمه شيء بقوله اخذت العلم من الله تعالى بلا واسطة فمن ينكر هذه المرتبة فهو ينكر هذه المرتبة فهو ينكر الحديث الصحيح وما وقع في الفصوص في فصل شيت عليه السلام مع شرحه لمولانا الجامي رحمه الله يدل على أخذ العارف الكامل العلم من الله تعالى بلا واسطة مع شرحه) فالمرسلون من كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه من العلم الذي يعطي صاحبه السكوت إلا من مشكاة خاتم الأولياء فكيف من دونهم من الأولياء وإن كان خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع فذلك لا يقدح في مقامه ولا يناقض ما ذهبنا إليه من أن المرسلين لا يرون هذا العلم إلا من مشكاة خاتم الأولياء فإنه من وجه يكون أنزل مرتبة من الرسول الخاتم من حيث رسالته كما أنه من وجه يكون أعلى وقد ظهر في ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إليه من أن الفاضل يجوز أن يكون مفضولا من وجه في فضل عمر في اسارى بدر بالحكم فيهم وفي تأبير النخل فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء وساق الكلام إلى أن قال أنه أي خاتم الأولياء تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر كما هو أخذ عن الله في السر بلا واسطة انتهى وسيجئ تفصيله في آخر الجواب الحادي والعشرين قال مولانا الجامي قدس سره في خطبة شرح الفصوص أما بعد فاعلم أن الحكم الفائضة من الحق سبحانه على قلوب جميع عباده وخلص عبيده على أنواع منها ما يفيض عليهم بواسطة الملائكة المقربين بألفاظ وعبارات محفوظة عن التغيير مرادة تلاوتها وهو القرآن المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم بواسطة الروح الأمين ومنها ما بفيض عليهم بواسطة أو بغير واسطة معاني صرفة أو معبرة بعبارات غير متلوة ومن هذا القبيل الأحاديث القدسية فهي أماما فاضت عليه صلى الله عليه وسلم معاني صرفة لكنه كساها اكسية عباراته الخالصة أو بعبارات مخصوصة غير مرادة ضبطها وتلاوتها وهذا النوع ليس مخصوصا بالانبياء عليهم الصلاة والسلام بل يعم الأولياء وصالحي المؤمنين.

(ومنها) ما يفيض من بعض الكمل على بعض انتهى ونقصوا من كلام الشيخ أحمد رحمه الله لفظة بتبيعته بعد قوله من الذات العلية فيصير الكلام معها هكذا فإن نصيبه من الله تعالى بالاصالة من الذات العلية بالتبعية أي بتبعيته للنبي صلى الله عليه وسلم انتهى فحينئذ لا محذور فيه ولا قبح وهذه الالفاظ الفارسية للجواب الثالث الآتي بعده تبعية در فردامت باعتبار تشريعست تا متابعة شريعت نبي نكند ز سد وتبعيت در انبيا مر نبي را عليه الصلاة والسلام باعتبار آنست كه نبي متبوع را يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وصول بآن درجة أولا وبالذات ست وديكرانرا ثانيا وبالعرض چه مطلوب از دعوة محبوبست ديكرانرا بطفيل أو خوانند وبه

تبعية أو طلبندا ما همه كس جليس يك سفره اند ودر يك مجلس على تفاوت الدرجات استفاء تلذذات وتنعمات ميفرمايند امتانند كه زله بردار ايشانند والش خوار ايشان مكر فردى از أفراد ايشانان كه بكر كم خداوندى جل شأنه مخصوص شود وجليس مجلس اكابر كردد چنانكه كذشت مع ذلك امت امت ست وپيغمبر پيغمبر هر چند سرافراز كردد وعلو بسيار پيدا كند دولتى ست كه به پيروى او به پيغمبرى برسد قال الله تعالى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون الآية (الجواب الثالث) لقولهم وقال ان المطلوب من الدعوة هو المحبوب يعني النبي عليه الصلاة والسلام والباقون مطلوبون بتبعيته ولطفيليتيه الافرد من أفراد امته فإنه ليس بتبعيته بل بمحض كرم الله تعالى (اعلم) انهم غيروا قول الشيخ رحمه الله بالزيادة والنقصان وهو في الأصل هكذا (ترجمة الألفاظ الفارسية السابقة آفنا) التبعية في فرد الامة باعتبار التشريع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى المطلوب وتبعية الأنبياء لنبينا صلوات الله وسلامة عليه باعتبار أن النبي المتبوع يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وصوله إلى تلك الدرجة العليا أولا وبالذات ووصول الانبياء سواه إليها ثانيا وبالعرض لأن المطلوب من الدعوة والضيافة هو المحبوب ويطلب غيره بطفيليتيه وبتبعيته لكن كلهم جالسون على سفرة واحدة في مجلس واحد على تفاوت الدرجات ومستوفون للتلذذات والتنعمات عليها وأممهم يحملون الزلة التي تبقى بعد اكلهم على السفرة ولا يجلسون مع الانبياء على السفرة الا فرد من أفراد امتم وهو مخصوص وجليس مجلس الأكابر كما مر ومع ذلك الامة أمة والنبي نبي وان وصل ذلك الفرد العز والعلو فهو الدولة التي وصلها بتبعيته للنبي صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون الآية انتهى بألفاظه وقوله الأفرد من أفراد امتهم مستثنى من قوله واممهم يحملون الزلة لا من قوله والباقون مطلوبون بتبعيته وبطفيليتيه كما فهمه المعترضون بسبب تحريفهم عبارة الشيخ رحمه الله وليست هذه العبارة في مكتوبه بل العبارة التي كانت فيه هي ما مر آنفا ومعربها هذه العبارة التي ذكرتها وغرضهم بهذا التحريف اثبات القبح على الشيخ رحمه الله بعدم تبعيته للنبي صلى الله عليه وسلم الذي فهموه من العبارة التي غيروها مع أن الشيخ رحمه الله ينادى بأعلى صوته بقوله فإن من لم يتبع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى المطلوب كرات ومرات في أكثر مكتوباته وهم صم بكم عمي لا يسمعون ولا يبصرون مكتوباته بالانصاف مع أن الشيخ رحمه الله تعالى قيد أكثر اقواله بتبعيه النبي صلى الله عليه وسلم وبالفرض والتقدير ان وجد قوله في بعض المواضيع غير مقيد بهذا القيد فعلى المنصف الذكي أن يحمله على القيد ولا يجوز تقبيح المسلم فكيف من كان متقيا عالما صالحا زاهدا ورعا (الجواب) الرابع لقولهم قال في المكتوب السابع والثمانين من الجلد الثالث ان الله لم يجعل في حقي من أسباب التربية وغير المعدت لم يجعل العلة الفاعلية في تربيتي غير فضله ومن كمال كرمه وغيرته على لم يجوز في حقى أن يكون لفعل الغير مدخل في تربيتي أو ان اتوجه فيه إلى غيره تعالى اني مرباه تعالى ومحبتي كرمه الذي لا يتناهي انتهى اعلم ان الشيخ قدس سره اراد من الغير غير النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صرح بقوله فان لم يتبع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى المطلوب وألفاظه الفارسية في المكتوب الاثنين والعشرين ومائة من الجلد الثالث وصول احدى را بمطلوب بي توسط أو عليه الصلاة والسلام محال باشد فهو سيد الانبياء

والمرسلين ارساله رحمة للعالمين (الجواب) الخامس لقولهم وقال في هذا المكتوب انى مريد الله ومراده وسلسلة ارادتي متصلة بالله من غير توسط احد ويدي نائب يد الله وان سلسلة ارادتي وان اتصلت بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بوسائط كثيرة في الطريقة النقشبندية والچشتية والقادرية إلا أن ارادتي بالله متصلة من غير واسطة محمد فاني مريد لمحمد ورفيقه فاننا اخذنا عن شيخ واحد انتهى (اعلم) ان لفظ المكتوب بدون التغيير الذي غيروه بالنقض والزيادة فيه هكذا ارادتي متصلة إلى الله تعالى بلا واسطة أي بلا واسطة غير النبي صلى الله عليه وسلم وارادتي لمحمد صلى الله عليه وسلم بوسائط كثيرة في الطريقة النقشبندية احدى وعشرون وفي الطريقة القادرية خمسة وعشرون والچشتية سبعة وعشرون وارادتي بالله تعالى لا يرى فيها قبول الوسائط كما مر فانا أيضا مريد محمد صلى الله عليه وسلم وأيضا مرشدي ورشده واحد يعني الله تعالى وانا تابعه صلى الله عليه وسلم انتهى فلا قبح فيه ومر جواب بلا واسطة في بيان قرب النوافل وقولهم من غير واسطة محمد افتراء عليه وألفاظه الفارسية ارادهء من بمحمد صلى الله عليه وسلم بوسائط كثير ست در طريقة نقشبندية بيست ويك واسطه در ميانست ودر طريقة قادرية بيست وچنچ ودر طريقته چشتيه بيست هفت وارادة من بالله تعالى قبول وسائط ننمايد چنانكه كدشت بسل هم من مريد رسول الله ام صلى الله عليه وسلم وهم همپيرهء أو (الجواب) السادس لقولهم وقال في هذا المكتوب أيضا أن طريقي سبحاني فإن طريقي التنزيه منه دخلت على الذات الاقدس لم التفت اسمه وصفته ولكن قول سبحاني مني ليس كقول من ابى يزيد البسطامي فإنه لا مساس بقوله بقولنا وراء الآفاق والأنفس وقوله كسى لباس التنزيه وقولنا تنزيه لم يمسه غبار التشبيه وقوله صدر عن السكر وقولنا صدر عن عين الصحو انتهى (اعلم) أن قول الشيخ أحمد رحمه الله تعالى أن طريقي سبحاني أي منسوب إلى السبحان وهو تنزيه الله تعالى والياء فيه للنسبة لأياء المتكلم كما فهمه المعترضون يا أيها العلماء رضي الله عنكم انظروا إلى هؤلاء المعترضين كيف يعترضون على الرجل العالم العامل المتقى وهم ما يفرقون بين ياء المتكلم وياء النسبة مع أنه رحمه الله صرح الله بسبة التقابل والتباين بين لفظ سبحاني الذي صدر عن ابى يزيد البسطامى رحمه الله وبين لفظ سبحاني الذي في مكتوبه لأنه فيه ياء النسبة وفي سبحاني ابى يزيد البسطامي ياء المتكلم وهذا من قبيل تجنيس التلفيق وكيف يجوز لهم تقبيحه بهذا الهقل والادراك الذي لا يفرق بين ياء المتكلم وياء النسبة مع أن عبارته تدل على يا النسبة صريحا وهي هذه سلسلتي السلسلة الرحمانية وأنا عبد الرحمن وربى ارحم الراحمين فطريقي الطريق السبحاني وذهبت من سبيل التنزيه وما اردت من الاسم والصفة إلا الذات الاقدس تعالى هذا السبحاني ليس كسبحانى الذي قاله أبو يزيد البسطامى لأنه لا مساس له بهذا السبحاني لأنه خرج من دائرة الانفس وهذا ما وراء الانفس والآفاق وسبحاني ابى يزيد تشبيه لبس لباس التنزيه وهذا السبحاني تنزيه محض ما وصله غبار التشبيه وذلك السبحاني تفور من منبع السكر وهذا السبحاني نبع من عين الصحة وألفاظه الفارسية سلسلة من رحمانى ست كه من عبد الرحمن ام چه رب من رحمن ست ومربى من أرحم الراحمين وطريقهء من طريقهء سبحاني ست كه از راه تنزيه رفته ام واز اسم وصفة جز ذات اقدس تعالى نخواسته ام اين سبحاني نه آن سبحانى ست كه بسطامى بآن قائل كشته ست كه آنرا باين مساس نه آن از دائرة مفس برآمده واين ما وراء انفس وافاقيست وآن

تشبيه ست كه لباس تنزيه پوشيده ست كه كردي از تشبيه بوى نرسيده وآن از سر چشمه سكر جوش زده ست واين از عين صحو بر آمده ارحم الراحمين در حقى من أسباب تربيت را غير از معدات نداشته وعلة فاعلى در تربيه من غير از فضل خود نساخته از كمال كرم اهتمام وغيرتي كه در حق من دارد تعالى تجويز نمى فرمايد كه فعل ديكر براد در تربيه من مدخلى باشيد ويا من بديكرى درين معنى متوجه كردم مرباى إلهى ام جل شأنه ومجتباي فضل وكرم نامتناهي أو تعالى ع با كريمان نيست انتهى (الجواب السابع لقولهم وقال في المكتوب الموفى مائة من الجلد الثالث وان كان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد يشاركه في الدولة الخاصة به الا انه يعد تخليقه وتكميل صلى الله عليه وسلم بقيت من طينته بقية جعلت خميرة طينتي فجعلوني بتبعيته ووراثته شريك دولته الخاصة انتهى اعلم انه ما وقع جعلوني بياء المتكلم في مكتوبه وهي محرفة في مكتوبه هذه العبارة وان لم يكن أحد شريكه في هذه الدولة الخاصة المحمدية لكن هذا القدر يدرك أن من دولته الخاصة به صلى الله عليه وسلم بعد تخليقه وتكميله بقيت نقية لان من لوازم اهل الكرم أن تبقى بقية في سفرتهم بعد اكلهم وهي نصيب الخدام وتلك البقية اعطيت لأحد أصحاب الدولة من امته صلى الله عليه وسلم وجعلها خميرة طينية فجعل شريك دولته الخاصة عليه وعلى آله الصلوات والتسليمات انتهى ولا يلزم منه قبح على قائله وقد فهم المعترضون من هذه العبارة أنه ادعى ختم النبوة كما صرح به في آخر هذا السؤال في جوابه ونصه وقوله انه خلق من طينته وانه شريك دولته الخاصة قبح ثامن لان دولته الخاصة ليست إلا ختم النبوة ضرورة إن الرسالة والنبوة والمحبة والخلة والولاية غير مختصة به صلى الله عليه وسلم انتهى انظروا يا اخواني كيف فهموا من هذا القول مع انه صرح في مكتوبات في مواضع كثيرة بأنه صلى الله عليه وسلم خاتم الرسالة والنبوة ومراده بالدولة الخاصة مرتبة الفناء الاتم وهو مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم عند الصوفية (بل المراد به التجلى الدائمي كما صرح به في كثير من مكاتيبه) ويكون لبعض امته بتبعيته ووراثته للنبي صلى الله عليه وسلم أيضا فحينئذ يكون مختلفا باخلاقه وهو المراد بالطينة ويعطى له الوجود الوهبي ويكون مع النبي صلى الله عليه وسلّم في الجنة بموجب قوله تعالى ومن يطع الله والرسول فاؤلئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين الآية وحديث المرء مع من أحب وهو الشركة في دولته الخاصة فمن يشنع على من يريد بهذه المعية الت تفهم من الكتاب والسنة الشركة معه صلى الله عليه وسلم فما حكمه بينوا تؤجروا والمراد بالطينة الاخلاق الحميدة الاصلية الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم والا لكان قبره عند قبر الشيخين رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم خلقت لانا وأبو بكر وعمر من طينة واحدة واخرج البخاري في تاريخه وغيره اكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من طينة آدم انتهى ومن خلقة النخلة التي لا تساوي نبى آدم في الفضل والكرامة من طينة آدم عليه السلام لا يلزم النقص في سيدنا آدم عليه السلام فهكذا في النبي صلى فكيف لا يتشرف فرد من بني آدم بهذه الفضيلة وهو أشرف من النخلة ويحتمل أن الشيخ رحمه الله قال هذا باعتبار جده لأن سيدنا عمر كان جسده بقية طينة النبي صلى الله عليه وسلم والشيخ من أولاده وعلى تقدير التسليم على أن المراد بالطينة الطينة الحقيقية لا المجازية لا يلزم قبح بهذا القول الصادر من الشيخ رحمه الله أيضا لا سيما اذا قلنا انه لما كان للشيخ رحمه الله تعالى نسبتان جليلتان أحداهما نسبية و

الاخرى حسبية فالاول انتسابه إلى سيدنا عمر رضي الله عنه لأنه فاروقي والثاني انتسابه إلى طريقة الصديق رضي الله عنه وهما رضي الله تعالى عنهما قد خلقا مع النبي صلى الله عليه وسلم من طينة واحدة لما جاء في الحديث فيكون التخلق الثابت لهما بلا واسطة ثابتا له بالواسطة ولذا انصب له الفيض صبا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقوله وان لم يكن احد يشركه فيها صريح بأنه لا يدعى النبوة ولا الشركة فيها كما يفهم كما يفهم المعترضون (الجواب) الثامن لقولهم وقال في المكتوب الثالث والبسعين ومائة من الجلد الأول أن كلما يصح أن يرى ويعلم نفى ذلك بكلمة لا ضروري فالمطلوب المثبت ما وراء ذلك ويلزم منه أن كل ما هو مشهود محمد صلى الله عليه وسلم مستحقا للنفي فإن محمد صلى الله عليه وسلم مع علو شأنه كان بشرا والبشر متسم بسمة الحدوث والامكان وماذا يدرك البشر من خالق البشر والممكن من الواجب والحادث من القديم جلت عظمته وكيف يحيط ولا يحيطون بشيء من علمهة نص قاطع (اعلم أن هذا القول في الاصل يوافق قول سيدنا ومولانا الشيخ بهاء الدين النقشبند قدس سره وألفاظه هر چه ديد شد وشنيده شد آن همه غير اوست بكلمة لا نفى بايد كرد انتهى (قال في الحديقة الندية وكان الشيخ أبو اسحق الاسفرائنى يقول جميع ما قاله المتكلمون في التوحيد قد جمعه أهل الحق في كلمتين الأولى اعتقاد ان كل ما تصور في الاوهام فالله تعالى بخلافه والثانية اعتقاد ان ذاته سبحانه ليست كالذوات ولا معطلة عن الصفات اهـ فانظر إلى انصافه مع جلالة قدره حيث سماهم أحل الحق واستحسن كلامهم غاية الاستحسان وهؤلاء الاراذل يمزقون عرض كمل امه محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام الذي استحسنه مثل من سمى في علم الكلام بالاستاذ الاسفرائني على الاطلاق ونقل مثل أوليهما عن باب مدينة العلم كرم الله وجهه حيث قال كلما خطر في بالك أو تخيلته بخيالك فالله وراء ذلك) وفي هذا المكتوب الذي هو في بيان كلمة لا إله إلا الله عبارته سئل

(١) قوله لا يرد القضاء إلخ أخرجه الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.

(٢) قوله كان رسول الله إلخ اخرجه البغوي في شرح السنة عن أمية بن خالد.

أن كلما يجيء في العلم والبصر نفيه بكلمة لا ضروري لأن المطلوب المثبت ما وراء البصيرة والعلم فيلزم منه أن مشهود محمد صلى الله عليه وسلم أيضا للنفي لايق والمطلوب المثبت ما وراء ذلك متحقق يا أخي أن محمدا صلى الله عليه وسلم مع ذلك الشأن العلى بشر وبعلامة الحدوث والامكان متسم والبشر من خالق البشراي شيء يدرك وماذا يدرك الممكن من الواجب وكيف يحيط بالقديم الحادث ولا يحيطون به علما نص قاطع في حق جميع الخلائق نبيا كان أو غيره ولهذا قيل سبحانك ما عرفناك حق معرفتك ولهذه الكلمة معنيان أحدهما في نفي معرفته تعالى والثاني معنى ذكر لا اله الا الله والمعنى الأول أن كل ما يصح أن يرى في بصيرة أحد من البشر أو يسمع أو يعلم من المكاشفات والمشاهدات نفى ذلك بكلمة لا ضرورى فالمطلوب المثبت وهو ذاته تعالى وراء تلك المعرفة التي جاءت في بصيرته أو علمه لأن الله تعالى وراء الوراء الذي خطر في بال البشر ولا يعرف أحد كنه ذاته تعالى إلا هو لأن ذاته وكمالاته تعه غير متناهية والسير في الله تعالى لا نهاية له ولهذا قيل سبحانك ما عرفناك حق معرفتك والمعنى الثاني ان كلما يرى في بصيرة السالك أو يعلم من

الحوادث الكونية نفى الوجود الاصلى والحقيقي عنه بكلمة لا إله ضروري ويثبت هذا الوجود الاصلي الحقيقي لما وراء ذلك الكون وهو الله تعالى بالا الله وكذا وقع في فصل الخطاب لخواجه محمد پارسا رضي الله عنه بعد الكراسين من أوله في بيان ذكر لا اله الا الله انه مركب من النفى والاثبات فالذاكر في طرف النفي ينفي وجود جميع المحدثات الاصلي وفي طرف الاثبات يثبت وجود القديم جل وعلا انتهى فإذا علمت هذا ايها المحقق الصادق فافهم انه لا يلزم قبح لقائل هذا القول وكيف يلزمه وهو عين الايمان وجمع كثير من الأولياء قائلون بالمعنىين الذين بينتهما قال المعترضون وقوله أن مشهوده صلى الله عليه وسلم واجب النفي بلا مع دعواه أنه وصل إلى كنه الذات البحت هو وولداه قبح سابع عشر انتهى القول بوصوله إلى كنه الذات تعالت افتراء عليه كما بينته وما قال الشيخ بهذه العبارة من أن مشهوده صلى الله عليه وسلم واجب النفي بلا ومقصوده رحمه الله تعالى كما أنه لا يدركها أحد إلا هو وفي حق النبي أيضا السير في الله غير متناه وهو أيضا دائما في الترقى في المشاهدات والتجليات والعلوم ليست منحصرة في حقه أيضا لأن معلومات الله غير متناهية كذلك ذاته تعالى وصفاته قال الصوفية كان النبي صلى الله عليه وسلم بترقى في كل يوم في معرفة الله تعالى وعلمه به من درجة إلى مائة درجة ويستزيد منها ولا ينحصر فيها ويستغفر من الحال الذي هي أدون بالنسبة إلى الحال الذي فوقه وينفيها لسعة استعداده صلى الله عليه وسلم هكذا إلى غير النهاية بدليل قوله تعالى وقل رب زدني علما ولحديث مسلم عن الاغر المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغان على قلبي وانى الاستغفر الله في اليوم مائة مرة أي انه ليغطى بأستار أنوار تجليلت الله تعالى ومشاهداته على قلبي وأنى لاستغفر الله تعالى من انوار التجليات التي هي أدون بالنسبة إلى الانوار التي هي فوقها واعلاها إلى غير النهاية وفي الحديث كل يوم لا أزداد علما يقربني من الله لا بورك لي في طلوع شمسه وقول المعترضين في بعض رسائلهم ومن هذا النمط ما رأيته لحفيده من رسالة سماها بكشف الغطاء فانه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول كنت في هم أمتي يوم القيامة أني اذا شفعت لهم من يجوزهم الصراط ويوصلهم إلى الجنة فلما رأيت هذا الرجل يشير إلى الشيخ أحمد السرهندي أطمأننت وذلك أنى كلما شفعت في طائفة من العصاة اسلمهم إليه فيوصلهم إلى الجنة ويرجع واسلم إليه طائفة أخرى فيوصلهم ويرجع وهكذا إلى آخره انتهى ما وجدته في رسالة كشف الغطاء وهي موجودة ههنا في مكة المكرمة هكذا افترى المعترضون على الشيخ رحمه الله تعالى وأيضا في هذه الرسالة للمعترضين أن أولاء الشيخ أحمد يلقنون لمريديهم بأنه نبي وشريك في نبوته صلى الله عليه وسلم هذا افتراء عليهم (الجواب) التاسع لقولهم وقال في المكتوب التاسع والاربعين من الجلد الثالث لا يخفى أنه لما حصلت لي النسبة الحضورية بذات الواجب جل سلطانه لزم أن يكشف كنه ذاته جل سلطانه وان يعلم بكنه ذاته وان كان مخالفا لما هو مقرر عند العلماء لكنه علم حضوري متعلق بذات الواجب تعالى فهو كالرؤية بالنسبة إلى ذاته فالانكشاف موجود والدرك مفقود اعلم أن هذا القول ليس في المكتوب المذكور وما صرح به في المكتوب الموفى مائة من الجلد الثالث يدل على خلافه وهو نعم صاحب الدولة الذي مبدأ تعينه الاسم الجامع على سبيل الاعتدال على تفاوت الدرجات ولو على سبيل الاجمال له من جميع اعتبارات الذات تعالت وتقدست نصيب ورؤيته بجميعها متعلقة لكن لما كان ضيق جامعية

الاجمال الذي هو نصيبه لا زمان له دائما فالاحاطة والدرك في حقه أيضا صادقة وفيه أيضا الذي هو معتقد هذا الفقير أن نصيب هذه النشأة الدنيوية ايقان لأن رؤية البصر والمشاهدة التي هي عبارة عن رؤية القلب على تفاوت الدرجات نتيجة وثمرة مربوطة بالاخرة وفي التعرف رؤية الله تعالى في هذه النشأة لا تكون ببصر ولا تكون بالقلب غير الايقان انتهى (قلت ما ذكرة المعترض مذكور في المكتوب الثامن والاربعين من الجلد المذكور لكن في قوله تحريف في الزيادة والنقصان وعبارته الصحيحه انه قال لما بين أن العلم المتعلق بذات الواجب حضوري لا حصوري لا يخفى إن اذا ثبت العلم الحضوري بالنسبة إلى ذات الواجب كما مر لزم أن يكون كنه الذات منكشفا ومعلوما كما هو وهو خلاف ما تقرر عند العلماء وأقول هذا العلم الحضوري المتعلق بالذات من قبيل الرؤية التي يثبتونها بالنسبة إليه تعالى وهناك الانكشاف موجود والدرك مفقود وكذا هنا الانكشاف موجود والدرك مفقود قوله إنما أنا بشر إلخ أخرجه مسلم والحاكم عن جابر رضي الله عنه إلخ وليس فيه ذكر نفسه لا بحصول الحضور ولا بغيره وهذا القول هنا ص ٦٥ فانظروا كيف بدلوا أو حرفوا مثل اليهود عليهم ما يستحقونه اهـ وبالفرض والتسليم المتكلمون قائلون بمعرفة كنه ذاته تعالى كما ذكر في شرح الطوالع لعبد الله ابى القاسم البيضاوي في معرفة ذات الله تعالى فذهب الحكماء والغزالى مما إلى أن الطاقة البشرية لا تفي بمعرفة ذات الله تعالى لأن معرفة ذاته تعالى اما بالبداهة أو بالنظر وكل منهما باطل أما الاول فلان ذاته تعالى غير متصور بالبداهة والاتفاق وإما الثاني فلان المعرفة المستفادة إما بالحد أو بالرسم وكل منهما باطل اما الحد فلانه تعالى بسيط واما للرسم فلانه لا يفيد الكنه وخالف المتكلمون الحكماء ومنعو الحصر فأنا لا نسلم أن طريقة المعرفة منحصرة في البديهة والنظر فإنه يجوز أن يعرف بالالهام وتصفية النفس وتذكيتها عن الصفات الذميمة والزمهم المتكلمون بأن حقيقته تعالى عندهم هو الوجود المجرد وهو معلوم عندهم بالبديهة والحق أن هذا الالزام ليس بصواب فإن حقيقته تعالى عندهم هو الوجود الخاص والوجود المعلوم هو الوجود المطلق العارض للوجود الخاص ولا يلزم من العلم بالعارض العلم بالمعروض وان كانوا قائلين بمعرفة كنه ذاته تعالى فلا محذور فيه (الجواب العاشر) لقولهم قال بالهداية التاسعة عشر من كنز الهدايات مخاطبا لوالدية لم يزل داعي الوصال ينادي في سري اجب السلطان فانه يدعوك فطارطير همتي إلى باب القدس فوصلت إلى سرادق آل فقيل للسلطان ليس في البيت فعلمت أن ذلك مقام حقيقة الكعبة الربانية فاسرعت إلى ما وراء ذلك وعرجت إلى مقامات الصفات الحقيقية الموجودة بوجود زائد وهي وراء الصور العلمية للصفات في مرتبة التعين الحبي فأعرجت عنه الي أصول الصفات وهي الشئون الذاتية والاعتبارات الماحضة في ذاته تعالى ثم إلى ذات البحت المجردة عن النسب والاعتبارات وانتما أيها الاخوان يعني وليده كنتما معي في كل مقام من تلك المقامات انتهى اعلم ان كنز الهدايات ليس من مصنفات الشيخ رحمه الله تعالى وعلى تقدير التسليم لا يلزم من هذا القول على قائله شيء اذا يظهر للسالك في السير إلى الله وفي الله المشاهدات والمكاشفات وهي وراء طور العقل فيعجز الناس عن فهمها وهو يذكر لمريديه ومحبيه بموجب واما بنعمة ربك فحدث أو بغلبة السكر وكثير من الأولياء ذكروها في هذا القسمة فلا محذور فيه (الجواب) الحادي عشر لقوله وقال في المكتوب الخامس والتسعين من الجلد الثالث ولايتي وان كانت مرباة الولاية المحمدية و

الموسوية ومتطفلة على ولايتهما لكنها جامعة لهما ومركبة من نسبتي المحبية والمحبوبية فإن محمدا صلى الله عليه وسلم رئيس المحبوبين وموسى رئيس المحبي لاكن في ولايتي امر آخر ومعاملة على حدة لذلك الأمر مربوطة بحيث ان أصلها من الولاية الناشئة بالأصالة عن المحبوبية الصرفة وانضمت إليها ولاية موسى الناشئة عن المحبية الصرفة وانصبغت بلونها أيضا وصارت وجودا اخر وحقيقة اخرى واثمرت ثمرة أخرى وانتجت نتيجة أخرى انتهى أعلم انه لا يلزم منه أن ولايته أجمع ولاية من دائرة محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام ليس في قوله لفظ أجمع اسم تفضيل بل فيه ان ولايتي وان كانت مرباة الولاية المحمدية صلى الله عليه وسلم وولاية موسى عليه السلام وبطفيلهما ولايتي مركبة من نسبتي المحبوبية والمحبية ورئيس المحبوبين سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ورئيس المحبين سيدنا موسى عليه السلام ولكن المعاملة مع ولايتي بوسيلة متابعة خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام امر آخر ومعاملة على حدة بها مربوطة وان كان أصل هذه الولاية ولاية نبي صلى الله عليه وسلم وهي الولاية المحمدية التي منشأها بالاصالة النسبة محبوبية الصرفة ولكن لما انضم اليها نشأة الولاية الموسوية التي نشأت بالاصالة عن المحبية الصرفة وانصبغت بلونها أيضا صارت وجودا آخر بل حقيقة أخرى وأثمرت ثمرة أخرى أنتهى يعني لولايته مناسبة بهما ومزج بوجه بها ونشأت منهما وهما أصلها وهي فرعهما ولا محظور فيه ثم ذكر ألفاظه الفارسية ونحن أسقطناها لعدم الحاجة إليها (الجواب) الثاني عشر لقولهم وقال في المكتوب الثالث والتسعين من الجلد الثالث بعدما ذكر نحوا من ذلك وهذا المركز أيضا يتصور بصورة دائرة مركذها المحبوبية الصرفة ومحيطها المحبوبية الممتزجة مع المحبية وهي نصيب فرد من أفراد أمته يعني نفسه انتهى اعلم أن الذي فيه هذه العبارة هو محيطها المحبوبية الممتزجة وهي نصيب فرد من أفراد أمته بتبعيته له صلى الله عليه وسلم بل بتبعيته أيضا للولاية الموسوية على نبينا عليه الصلاة والسلام فلا قبح فيه وترك المعترضون لفظ بتبعيته له صلى الله عليه وسلم (الجواب) الثالث عشر لقولهم ثم قال وليعلم أن محيط هذه الدائرة له تقدم كثير على الدائرتين وهي أقرب إلى الله بكثير انتهى أعلم أن هذه العبارة ليست في هذا المكتوب بالفرض والتسليم محظور فيه أيضا أن الدائرة الأولى دائرة العلم والثانية له دائرة الخلة والثالثة دائرة المحبوبية وهي اقرب إلى الله تعالى (الجواب) الرابع عشر لقولهم وقال في المكتوب التاسع عشر من الجلد الثالث كانت الانبياء والمرسلون يفرون من البلاء وأنا في عين البلاء في عافية أنتهى أعلم ان في المكتوب المذكور هكذا واجتنبوا عن البلاء ما استطعتم فإن الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين عليهم الصلوات والتسليمات ونحن في عين البلاء مع عافية فالله سبحانه الحمد انتهى بألفاظ يعني به أن البلاء الذي لا يطاق الفرار منه سنة وأن الصبر في البلاء المطاق فالصابر فيه يثاب وأيضا الصابر في البلاء الذي لا يقدر أن يفر منه يثاب ومن كان في مقام الرضاء فالبلاء عنده راحة ونعمة قال الله تعالى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ومثل هذه الاعتراضات لا يوردها من له أدنى دراية وديانة وقص على هذا غيره من الاعتراضات في رد الشيخ رحمه الله تغير عباراته (الجواب) الخامس عشر من قولهم وقال لا كرامة أجل مما بينته من الحقائق والمعارف التي تعجز الناس من بيانها وهل كانت معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا كلاما معجزا انتهى علم ان هذه العبارة ليست في المكتوب التاسع عشر وبالفرض والتسليم ثبت هذا الكلام من الشيخ رحمه الله لا محذور لأنه

ما شبه كلامه بالقرآن بل الحقائق والمعارف في حق عدم درك كنهها كبطن القرآن وشبهها به ببعض الوجوه والخارق للعادات من الأولياء هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز تشنيعه بهذا القول كما شنع عليه المعترضون بقولهم في آخر السؤال وهو قوله هل معجزة محمد صلى الله عليه وسلم إلا كلام معجز وتشبيه كلامه بالقرآن في الاعجاز قبح رابع عشر (الجواب السادس والسابع عشر لقولهم وقال في المكتوب الثاني من الجلد الأول (صوابه من الجلد الثاني) الصفات السبعة اما ممكنة أو واجبة لا سبيل إلى الأول لاستلزم حدوثها وعدم اتصاف الحق بها أزلا ولا إلى الثاني لأن الواجب الوجود لذاته واحد ولقولهم ثم قال وحل هذا الاشكال على ما أظهروه لهذا الفقير وهو أن الله تعالى موجود بذاته لا بالوجود لا على أن الوجود عينه ولا على أنه زائد وصفات الواجب تعالى موجودة بذاته لا مجال للوجود في ذلك الموطن قال الشيخ علاء الدولة فوق عالم الوجود عالم الملك الودود فلا يتصور نسبة الامكان والوجوب أيضا في ذلك الموطن لأن الامكان والوجوب نسبة بين الماهية والوجود فحيث لا وجود لا امكان ولا وجوب وهذه المعرفة وراء طور النظر والفكر انتهى اعلم أن هذا القول ليس في هذا المكتوب (قلت هذا الكلام في المكتوب الثاني من الجلد الثاني وقد ذكر في كثير من مكاتبيه أنه تعالى موجود بذاته وز لا محذور في كلامه كما بينه صاحب الرسالة هذه وفي المكتوب الثاني والعشرين ومائة من الجلد الثالث لا مدخل في شك تلك المرتبة لأن الوجود ما نصه وهو حضرة الحق سبحانه موجود بذاته لا بوجود لأن للوجود بل للوجوب والوجوب كلاهما من الاعتبارات وأول الاعتبارات الذي ظهر لايجاد العالم هو الحب والثاني اعتبار الوجود وهو مقدمة الايجاد لأن حضرة الذات تعالت بلا اعتبار هذا الحب وبلا اعتبار هذا الوجود له استغناء عن العالم وايجاده والتعين العلمي الجملى ظل ذينك التعينين باعتبار أنهما للذاب بلا ملاحظة الصفات وفي هذا التعين العلمي الجملى ملاحظة الصفة وهي كالظل للذات جل شأنه انتهى ولذاته تعالى تقدم ذاتي على صفاته والوجود العام صفة من صفاته تعالى وموطن الذات مقدم على موطن الصفات تقدما ذاتيا فيصح تقدما ذاتيا فيصح قول من يقول الوجود ليس في موطن الذات ولا يحمل عليها في ذلك الموطن لأن في ذلك الموطن لا يعتبر شيء لأن مرتبة اللاتعين والذات البحت والذات المقتضى بكثر الضاد مقدم على الوجود العام المقتضى بفتح الضاد والوجود الذي ينفى عن الذات جل شأنه هو من المنتزعات العقلية والمعقولات الثانية فلا محذور فيه مثلا ذات الجسم مقدم على وجود البياض ومقابله فيصح أن يقال الجسم باعتبار تلك المرتبة السابقة على البياض لا ابيض ولا لا ابيض فان قلت الجسم في الخارج ابيض فكيف يكون في الخارج لا أبيض ولا لا ابيض قلت هو في الخارج أبيض بعد تحقق البياض فيه ولكنه في المرتبة السابقة على البياض وليس ذلك من ارتفاع النقيضين المستحيل لان المستحيل ارتفاعهما بحسب نفس الأمر مطلقا لا بحسب مرتبة من المراتب فإن الأمور التي ليست بينهما علاقة التقدم والتأخر والمعية ليس لبعضها في مرتبة الآخر وجود ولا عدم هكذا في الحاشية القديمة (الجواب الثامن عشر) لقولهم وقال في بعض مكاتيبه (في المكتوب ٢١٦ من الجلد الأول) ان عبد القادر قدس سره نزوله كان إلى مرتبة الروح فقط وانه ينقص في الإرشاد اذ كلما كان النزول اتم كان الإرشاد أكمل انتهى اعلم ام هذا كذب وفرية بلا مرية في أي مكتوب قاله وبالفرض والتقدير لا يلزم قبح لقائل هذا القول (الجواب)

التاسع عشر لقولهم وقال في المكتوب الرابع والتسعين من الجلد الثالث وما يقال من أن الانبياء لا يلزم قبح لقائل هذا القول (الجواب) التاسع عشر لقولهم وقال في المكتوب الرابع والتسعين من الجلد الثالث وما يقال من أن الانبياء لا يحتاجون إلى الاستمداد وان الكمالات حاصلة لهم بالفعل صريح المكابرة) اعلم أن هذه العبارة ليست فيه وإن كانت بالفرض والتقدير فمراده أن الانبياء والرسل صلوات الله تعالى وسلامه عليه كلهم محتاجون إلى رحمة الله وفضله لأن في الحديث الصحيح إن لله مائة رحمة أما واحدة منها فبثها في الدنيا وادخر تسعة وتسعين للآخرة وفيه أيضا سلوا لى الوسيلة (الجواب) الموفى عشرين لقولهم وقال في المكتوب الثامن والثمانين من الجلد الثالث وجود العالم ونظامه كلاهما مربوطان بالخلة وهي ابرك الاشياء وبركاته شاملة للموجود والمعدوم وهي بالاصالة مخصوصة بابراهيم عليه السلام وولايتها ولاية ابراهيمية وان الوصول إلى حضرة الذات تعالت وتقدست بدون توسط التعين الأول الوجودي وبدون التوسل بجميع كمالات الولاية الابراهيمة غير ميسر لأن أول قباب المرتبة الحضرة القدسية هي لأنها مرآة غيب وليس لأحد بد من توسطه ولهذا امر خاتم الانبياء بمتابعته ليصل بمتابعته إلى ولاية نفسه ومنها يتبختر إلى حضرة الذات انتهى (اعلم انهم تركوا منه بعض عبارته وبيانة ودفع اشكاله سيجيء في الجواب الآتي إن شاء الله تعالى (الجواب) الحادي والعشرون لقولهم وقال في المكتوب الرابع والتسعين من الجلد الثالث أن التعين الأول وهو التعين الوجودي منشأ الولاية الابراهيمة وفوق ذلك مرتبة الذات الاقدس التي لا يسعها شيء من التعينات لكن سرها ودعت في مركز دائرة التعين الأول وهو منشأ الولاية المحمدية وجمال محيط الدائرة يشبه الصاحبة وجمال المركز يشبه الملاحة وهي فوق الصباحة فالوصول إلى الملاحة إنما يتصور بعد طي مراتب الصباحة وما لم يتيسر الوصول إلى جميع المقامات الابراهمية لا يمكن الوصول إلى الذروة العليا التي هي الولاية المحمدية ولا يتيسر ومن هنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمتابعة ملة ابراهيم ليصل إلى ولايته التي عبر عنها بالملاحة بتوسل الوصول إلى الولاية الابراهمية ولما لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم مناسبة بالولاية الابراهمية لكون مكانه الطبيعي نقطة مركز دائرة الولاية الخليلية وسيره مقصور على رأس مركز تلك الدائرة فبالضرورة وصوله إلى محيط الدائرة واكتساب كمالات تلك المحيط تعسر عليه لأنه خلاف مقتضى طبعه فلا بد من متوسط من أفراد أمته يكون له بتبعيته مناسبة في عين المركز وله من طريق آخر مناسبة بمحيط الدائرة ليكتسب ذلك الفرد كمالات تلك المرتبة الحقيقية ويتحقق بحقيتها ثم بتوسطه بحصل للنبي صلى الله عليه وسلم تلك الكمالات وبتحقيق بها فيتحقق بعد ذلك بكمالات نفسه صلى الله عليه وسلم بمقتضى من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها فجاء هذا الفرد وناسب محيط الدائرة وحصل الكمالات الابراهيمية وإنما حصلت هذه المرتبة الثانية من الولاية الموسوية فحصل هذا الفرد الولاية العظمى الجامعة لكمالات المركز والمحيط فحصل للنبي صلى الله عليه وسلم بتوسط هذا الفرد كمالات محيط الدائرة وتيسرت له ولاية الخلة وحصلت له ولاية المحبوبية وهي ولايته صلى الله عليه وسلم وقبل دعاؤه صلى الله عليه وسلّم بقوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم بعد ألف سنة انتهى اعلم أنا نذكر أولا ألفاظه الفارسية ثم نذكر معربها مع شرح ألفاظها المغلقة ليندفع أشكال المعترضين عليه لعدم فهمهم ويظهر تحريفهم العبارة من

هذا المكتوب (ثم ذكر ألفاظه الفارسية ونحن اقتصرنا على معربه وهو اذا كانت الملاحة فوق الصباحة فالوصول إلى الملاحة بعد طي مراتب الصباحة ولا يتيسر الوصول إلى حقيقة هذه الولاية التي هي الذروة العليا والولاية المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام والتحية حتى يصل إلى جميع مقامات الولاية المحمدية ومراده بالملاحة الولاية المحمدية وبالصباحة الولاية الابراهمية على صاحبها الصلاة والسلام والتحية وبحقيقة هذه الولاية كنهها مع كنه جميع فروعها والولاية المحمدية هي أصل جميع الولايات ورجعها ومركزها وفوقها وكل الولايات لجميع الانبياء والرسل مندرجة فيها ونشأت منها وولاياتهم عليهم الصلاة والسلام اجزاء ولايته صلى الله عليه وسلم ولكل جزء منها مقامات ومراتب وكانت حاصلة لنبينا صلى الله عليه وسلم تفصيلا إلا بعض شئوناتها وهو كان حاصلا له صلى الله عليه وسلم مجملا ونسبة ذلك البعض إلى الولاية المحمدية كنسبة الورقة إلى الشجرة والشعرة إلى الانسان والقطرة إلى البحر بل اقل قليل فإذا لم تكن تلك الورقة والشعرة والقطرة في الشجر والانسان والبحر مع انها اجزاء منها لا تكون ناقصة لا في العقل ولا في النقل فإن حصلت تلك الورقة والشعرة والقطرة لها بواسطة شيء لا يتصور أنه كملها وكانت ناقصة وكذا لا يقال غير المؤمن لمن لا يرفع الحجر والمدر عن الطريق مع أن في الحديث الصحيح الايمان.

بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها اماطة الأذى عن الطريق والحاصل ان لكل شيء أجزاء مقومة وأجزاء غير مقومة له كالشعر للانسان والورق للشجر وتمامية دائرة الخلة بحصول الجزء الغير المقوم لا بحصول المقوم وفي بعض المكاتب من الجلد الثال صرح بأن الحقيقة المحمدية حقيقة الحقائق وغيرها أجزاء لها انتهى والعاقل تكفيه الاشارة ولهذا أمر خاتم الرسل بمتابعة ملة ابراهيم صلى الله تعالى عليه وسلم ليصل صلى الله عليه وسلم بوسيلة هذه المتابعة لحقيقة ولايته بمقدار فضله واستعداده صلى الله تعالى عليه وسلم عند الله تعالى ومنها إلى حقيقة ولايته التي عبر عنها بالملاحة والمراد بحقيقتها كنهها مع كنه جميع فروعها وشئونها كما مر ولما كان لنبينا صلى الله عليه وسلم مناسبة ذاتية أتم بمركز دائرة ولاية الخلة الذي هو اقرب إلى حضرة اجمال الذات وبمحيطها الذي هو تفصيل كمالات الذات تعالت اقل المراد بالمركز الاصل والمرجع والمقدم والمقر والحيز الطبيعي كما مر وولاية كل نبي وولى جزء ولاية نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم ولكل نبي وولى وصلت الولاية منها وهو صلى الله عليه وسلم الكل وهي لكل ولى بطريق الظلية واستهلاك الظل بالأصل لا يقال له كمله واشار بالمركز إلى الوحدة والبساطة وبالقرب إلى الأحدية فما لم يتحقق بكمالات محيط تلك الدائرة مفصلا بقدر فضله واستعداده عند الله تعالى بحصول ذلك الشأن الواحد المجمل كما مر مع أن جميع المقامات والشئونات كانت حاصلة له صلى الله عليه وسلم تفصيلا بمقدار فضله إلا ذلك الشأن الواحد المجمل لا تتم ولاية الخلة تفصيلا بمقدار فضله واستعداده عند الله تعالى ولفظ لا تتم يدل على ان ولاية الخلة كانت حاصلة له صلى الله عليه وسلم مجملا ولهذا جاءت في الصلاة المأثورة كما صليت على ابراهيم أي جاء فيها كما صليت إلخ ومعناها اللهم صلى على محمد بمقدار فضله واستعداده عندك كما صليت على ابراهيم بمقدار فضله واستعداده عندك اللهم اعط مرتبة خلتك محمدا بمقدار فضله واستعداده عندك كما اعطيتها ابراهيم بمقدار فضله واستعداده عندك حتى تتيسر كمالات الولاية الابراهيمية بتمامها

أيضا له صلى الله عليه وسلم مفصلا بمقدار واستعداده عند الله تعالى ولفظ بتمامها أيضا يدل على حصولها له صلى الله تعالى عليه وسلم مجملا كما كانت حاصلة لصاحبها بمقدار فضله واستعداده عند الله تعالى ولما كان المكان الطبيعي للولاية المحمدية مركز دائرة الولاية الخليلية وسيرة صلى الله عليه وسلم أيضا مقصورا على السير المركزية لتلك الدائرة تعسر خروجه صلى الله عليه وسلم منه ودخوله فيها لاكتساب كمالاتها أي اكتساب تفصيلها وهذه العبارة تدل على حصول الولاية المحمدية للنبي صلى الله عليه وسلم وحصولها يدل على حصول الولاية الابراهيمية موقوف عليها حصول الولاية المحمدية وحصول الموقوف يدل على حصول الموقوف عليه ووجوده وخروجه منه خلاف مقتضى الطبيعة لأنه الحيز الطبيعي له صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يكون فرد من أمته صلى الله عليه وسلم متوسطا كائنا بتبعيته صلى الله عليه وسلم في عين المركز ومن طريق آخر له مناسبة بمحيط تلك الدائرة اشار بقوله من طريق آخر إلخ إلى قول الصوفية بأن كل ولي من أمته صلى الله عليه وسلم على قلب نبي من الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين وفي بحر المعاني قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى في الأرض ثلثمائة وليا قلوبهم على قلب آدم عليه السلام وله أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام وله سبعة قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام وله خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام وثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام وله واحد قلبه مثل قلب اسرافيل عليه السلام بهم يرفع الله تعالى البلاء عن هذه الامة حتى يكتسب كمالات تلك المرتبة التي هي ذلك الشأن المجمل غير المقدم وغير الموقوف عليه الذي نسبته إلى الولاية المحمدية كنسبة القطرة إلى البحر وهذا الفرد بمنزلة الألة كالسيف للمجاهد فالقاطع هو المجاهد ويسند القطع إلى السيف مجازا (أو كالخادم بالنسبة إلى المخدوم أو كالخازن بالنسبة إلى الملك ولا محذور في اكتساب المخدوم والملك شيئا بواسطة الخادم والخازن ويتحقق بها) والنبي المتبوع بحكم من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بتوسط وصوله وخدمته وتبعية نبيه صلى الله عليه وسلم إليها يتحقق بتلك الكمالات وهي تفصيل الخلة بمقدار فضله وشرفه صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى أيضا وتتم له المراتب الولاية الخليلية مع ذلك الشأن المجمل غير المقدم الذي كانت جميع مقامات الولاية حاصلة له صلى الله عليه وسلم سواه والاعمال الصالحة للنبي صلى الله عليه وسلم قسمان قسم بالمباشرة بها وقسم غير المباشرة بها وهي الاعمال الصالحة للنبي صلى الله عليه وسلّم بمباشرة أمته بها بموجب من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها (وكذلك سائر الكمالات والفضائل قسم منها حصل له صلى الله عليه وسلم حال حياته وقسم حصل له صلى الله عليه وسلم بعد مماته ولا يزال يحصل إلى يوم القيامة بواسطة أمته كفتوح البلدان واظهار دينه على سائر الاديان وانتشار إلى أقطار الارض واستنباط الاحكام وتدوين العلوم إلى غير ذلك مما لا يخفى على أحد) وللنبي صلى الله عليه وسلم يتيسر كمالات محيط تلك الدائرة بمقدار فضله واستعداده عند الله تعالى بحصول ذلك الشأن المجمل وإن كانت حاصلة له صلى الله عليه وسلم مفصلة غير ذلك الشأن وتمت الولاية الخليلية أيضا له صلى الله عليه وسلم بإلحاق ذلك الشأن المجمل غير المقدم الذي يدل عليه لفظة تمت ونسبته إلى الولاية المحمدية كنسبة القطرة إلى البحر ودعاء اللهم صل على محمد كما صليت على ابراهيم قرن بالاجابة بمقدار فضله واستعداده بعد ألف سنة بدعاء

الأمة لحصول ذلك الشأن المجمل غير المقدم لا لغيره من الكمالات لأنها كانت حاصلة له صلى الله عليه وسلم مفصلا والكمالات حاصلة له صلى الله عليه وسلم في السير في الله الآن أيضا يوما فيوما لأن السير في الله غير متناه وكمالاته وفيوضه تعالى لا تحصى ولا تعد وبدعاء امته له صلى الله عليه وسلم أفاض الله عليه التجليات الغير المتناهية كما مر بيانه من كتاب عمدة المريد للشيخ ابراهيم اللقاني ومن كشف الأسرار لأبن العماد فليرجع إليه في آخر الجواب الأول حتى يظهر الحق وللنبي صلى الله عليه وسلم بعد تمام ولاية الخلة معاملة بالسر والنشأة الذي اودع في المركز الذي عبر بالملاحة وفوض النبي صلى الله عليه وسلم حراسة امته ومحافظتها إليه لإرشادهم إلى صراط مستقيم في زمانه واستغرق في مشاهدته جمال غيب الغيب واشتغل بالمحبوب والله اعلم حاصلة أن للنبي صلى الله عليه وسلم عروجا ونزولا فعروجه في حين حياته صلى الله عليه وسلم من عالم الشهادة إلى عالم المثال ومنه إلى عالم الملكوت والارواح ومنه إلى مرتبة الواحدية ومنها إلى الوحدة وهي المسماه بالحقيقة المحمدية وعالم الشئونات وهي مركزه وحقيقته صلى الله عليه وسلم واجمال ذاته تعالى وهذه المرتبة خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولبعض أفراد امته نصيب منها بطفيله صلى الله عليه وسلم وهذا العروج من عالم الكثرة إلى الوحدة التي هي أقرب إلى ذاته تعالى ونزوله من الوحدة إلى الكثرة والتفصيل إلى عالم الشهادة لهداية أمته وكان هذان السيران للنبي صلى الله عليه وسلم دائمين في حين حياته صلى الله عليه وسلم وجميع الكمالات الممكنة للبشر في الدنيا حاصلة له صلى الله عليه وسلم بعضها بواسطة جبريل ع م وغيره من الملائكة الكرام قال الله تعالى علمه شديد القوى ذو مرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن روح القدس نفث في روعى وبعضها بلا واسطة مع انه صلى الله عليه وسلم افضل من جبريل ع م وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى عالم القدس والرفيق الاعلى له عروج فقط ومقره في مركز دائرة الخلة الذي هو الوحدة وكانت حركته صلى الله عليه وسلم في حين حياته إلى عالم الشهادة قسرية لا طبيعتة ففوض حراسة أمته صلى الله عليه وسلم إلى فرد من أفراد أمته وله هذه المرتبة بطفيله صلى الله عليه وسلم كما صرح الشيخ رحمه الله في المكتوب الثامن عشر ومائة من الجلد الثالث وقال لا يظن أحد أن السالك لا يحتاج إلى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كفر وإلحاد وزندقة والدقيقة من الدقائق والمعرفة من المعارف التي لهؤلاء القوم لا تحصل لهم إلا بتوسطه ومتابعته وحيلولته صلى الله عليه وسلم سواء كان مبتدئا أو متوسطا ومنتهيا

(بيت) محالست سعدي كه راه صفا ... توان رفت جز در پي مصطفى

معنى البيت يا سعدي هذا امر مستحيل أن يصل احد إلى الطريق المستقيم بلا تبعية النبي صلى الله عليه وسلم (بل قلما يخلو مكتوب من مكاتيبه من التأكيد والمبالغة بتلك المتابعة) وما حصل لذلك الفرد من الكمالات فهو له صلى الله عليه وسلم وهو بمنزله الآلة والخادم وفي المواهب في بيان خصائصه صلى الله عليه وسلم قال الشافعي رح ما من خير يعمله أحد من أمته صلى الله عليه وسلم إلا والنبي أصل فيه قال في تحقيق النضرة فجميع حسنات المسلمين وأعمالهم الصالحة في صحائف نبينا صلى الله عليه وسلم زيادة على ماله من الاجر مع مضاعفة لا يحصيها إلا الله تعالى لأن كل مهتد وعامل إلى يوم القيمة يحصل له أجره إلى أن قال وبهذا يجاب عن الاستشكال في دعاء القارئ له صلى الله عليه وسلم بزيادة الشرف مع العلم بكماله عه م في سائر أنواع الشرف انتهى وابهم الشيخ أحمد

رحمه الله ذلك الفرد من امته صلى الله عليه وسلم وما قال انا ذلك الفرد فيمكن أن يكون ذلك الفرد الخضر والياس عليهما السلام أو غيرهما وفي المواهب في بيان خصائص امته صلى الله عليه وسلم نعم هو اي عيسى ع م واحد من هذه الأمه لما ذكر من وجوب اتباعه لنبينا صلى الله عليه وسلم والحكم بشريعته وساق الكلام إلى ان قال وكذلك من يقول من العلماء بنبوة الخضر عليه السلام وصحح في الاصابة انه نبي وانه باق إلى اليوم فإنه تابع لاحكام هذه الامة وكذا الياس على ما صححه أبو عبد الله القرطبي أنه حي أيضا وليس في الرسل من يتبعه رسول إلا نبينا صلى الله عليه وسلم وكفى بهذا شرفا لهذه الأمة زادها الله شرفا انتهى، وما وقع في الشفاء والفتاوى من أن تنقيص النبي صلى الله عليه وسلم كفر فهو بالنسبة إلى ما هو غير كمالات الله تعالى وصفاته وتعلم النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ع م وهو الذي يدل عليه قوله تعالى علمه شديد القوى ذو مرة مع أن جبريل ع م مفضولة والنبي أفضل منه وكذا مس الشيطان جميع أولاد آدم وقت تولدهم إلا عيسى عليه السلام وكذا قوله ع م أنا أول من يرفع رأسه بعد النفخة فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري اقام قبلي أو جوزي بصعقة الطور رواه البخاري وفي البدور السافرة للسيوطي رحمه الله في بيان الصعقة وهذه الغشية للانبياء إلا موسى فإنه حصل فيه تردد فإن لم يحصل له فيكون قد حوسب بصعقة يوم الطور وهذه فضيلة عظيمة في حقه ولكن لا توجب افضليته على نبينا صلى الله عليه وسلم لأن الشيء الجزئي لا يوجب أمرا كليا انتهى وغيرها من الأمثلة التي تدل على تفضيل المفضول على الفاضل ليس كلها من قبيل التنقيص المذموم وترقى الدرجات التي للنبي صلى الله عليه وسلم يوما فيوما في البرزخ لا يدل على تنقيصه صلى الله عليه وسلم مع أن كل درجة من الدرجات التي حصلت له صلى الله عليه وسلم اليوم اعلى مما قبله إلى غير النهاية بكيف يقال لمن يقول كل الدرجات التي حصلت له صلى الله عليه وسلم أعلى مما قبله وهو متصف بجميع صفات الكمال أنه نقصه صلى الله عليه وسلم والله أعلم وليس في كلام الشيخ أحمد رحمه الله ما يدل على النقص وفي الشفاء قال حبيب بن الربيع التأويل في لفظ صريح لا يقبل وفي آخر المكتوب الرابع والتسعين من الجلد الثالث في جواب من توهم من هذا الكلام في بيان الملاحة والخلة ان ذلك الفرد كمل النبي صلى الله عليه وسلم صرح بأن ذلك الفرد خادم وتابع للنبي صلى الله عليه وسلم كلما حصل له فهو من خزائنه صلى الله عليه وسلم فاذا جاء العبد والخادم بهدية إلى المخدوم وقبلها منه لا يلزم به نقص وذكر لدفع هذا الوهم كلاما كثيرا يدفعه فمن اراد الوقوف عليه فليراجع إليه ولدافع هذا الوهم نمثل بهذه المسئلة المعقولة المكشوفة بالمحسوسة بأن نتصور بستانا عظيما حوله سور وهو بمنزلة دائرة الخلة وقصرا مرتفعا غاية الارتفاع في وسط هذا البستان وهو بمنزلة المركز وقد دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ورأى كلما فيه تفصيلا الاشياء قليلا ثم ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك القصر واستغرق في مشاهدة جمال ذاته تعالى فيه لا يتوجه ولا يلتفت إلى البستان والسور الذي هو أسفل من مكانه العالى صلى الله عليه وسلم وذلك الفرد من الخدام والعبيد يبلغ حقيقة هذا البستان وسوره إليه صلى الله عليه وسلم بأعتبار بعض الوجوده الذي هو مجمل كالملائكة السياحين في الارض يبلغونه صلى الله عليه وسلم امته وصلاتهم ويزيد الله تعالى شرفه ودرجته بواسطة دعائهم وصلاتهم يوما فليس فيه نقصه صلى الله عليه وسلم

كل فرد فرد من الأمة ويحصل ثوابها له صلى الله عليه وسلم بواسطة املائكة والامة فأفهم وروى أحمد والنسائي والحاكم حديث تبليغ الملائكة صلاة الأمة إليه صلى الله عليه وسلم وترقى الدرجات للنبي صلى الله عليه وسلم في البرزخ يوما فيوما بسبب أعماله بنفسه صلى الله عليه وسلم لأن الأعمال الصالحة لأمته فهي في الحقيقة أعماله صلى الله عليه وسلم بمقتضى حديث من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها وان فرضنا أن هذا المبحث ينجر إلى الفضل الجزئي لا يلزم المحذور أيضا لانه جائز عند العلماء وان لم يفهمه الناس ويدل على الفضل الجزئي احاديث كثيرة منها ما في رواية الترمذي قال النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء وروى أبو داود عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الانبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله من غير ارحام بينهم ولا أموال يتعاطونها الحديث وصدر من المشايخ رحمهم الله أيضا أقوال تدل على الفضل الجزيئ وحصول مرتبة الخلة للنبي صلى الله عليه وسلم بدعاء أمته منها قول الشيخ محي الدين ابن العربي في الفتوحات المكية في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة لا ينال الخلة محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الوسيلة في جنته وما نالها إلا بدعاء امته اين أمته من فضيلته ومع هذا بدعائهم كانت لمحمد الوسيلة والمدعو له ارفع من الداعاي وفي موضع آخر من هذا الباب قال نال محمد صلى الله عليه وسلم الوسيلة والخلة بدعاء امته ولذلك أمرهم بالصلاة عليه كما أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم يسئلوا الوسيلة إليه انتهى وفي الفصوص ويجوز أن يكون الفاضل مفضولا من وجه كما مر بيانه وهو فالمرسلون من كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء فكيف من دونهم إلخ أي لا يرون الأنبياء من العلم الذي يعطي صاحبه السكوت إلا من مشكاة ذلك الولي مع أن الانبياء أفضل منه انتهى قال مولانا جلال الدين الدواني في رسالته في بيان تشبيه كما صليت على ابراهيم أن تفضيل المفضول على الفاضل باعتبار بعض الوجوه جائز اذ في الحديث أن لله عبادا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء انتهى ملخصا وفي البيضاوى في تفسير قوله تعالى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا ولا ينافى نبوّته وكونه صاحب شريعته أن يتعلم من غيره ما لم يكن شرطا في ابواب الدين فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم ممن أرسل إليه فيما بعث من أصول الدين وفروعه لا مطلقا انتهى والخضر عليه السلام نبي في قول وليس بنبي في قول وعليه أكثر العلماء كذا في تفسير الجلالين وفيه أيضا روى البخاري حديث أن موسى أوحى الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك وفي المواهب روى أحمد والدرامي والطبراني عن ابي عبيدة قالوا يا رسول الله هل أحد خير منا اسلمنا معك وجاهدنا معك قال نعم قوم يكون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني واسناده حسن وصححه الحاكم انتهى وفي المشكاة عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي الخلق اعجب إليكم ايمانا قالوا الملائكة قال ومالهم لا يؤمنون وهم عند ربهم قالوا فالنبيون قال ومالهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن قال ومالكم لا تؤمنون وانا بين أظهركم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أعجب الخلق إلى إيمانا لقوم يكونون من بعدي يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها وعن بريدة قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم

فدعى بلالا فقال بما سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت حشحشتك امامي الحديث وفي شرح العقائد العضدية للجلال الدواني فإن أفضل موضوعة للزيادة في معنى المصدر بوجه ما أعم من أن يكون من جميع الوجوه أو بجميع صفات الفضائل من حيث المجموع والذي وقع الخلاف فيه ههنا هو الرجحان بهذا الوجه اعني من حيث الثواب لا الرجحان من الوجوه الاخر فلا ينافى ذلك رجحان الغير في آحاد الفضائل الاخر ولا في مجموع الفضائل من حيث المجموع وتمام تفصيله في الحواشي الجديدة لنا على الشرح الجديد للتجريد انتهى وما صدر من الشيخ أحمد رحمه الله من كشف مقام الخلة والولاية وغيرهما مثل ما صدر من الأولياء وما أخذ عليهم أحد وذكر الإمام الشعراني في اليواقيت والجواهر عن بعض العارفين بهذه العبارة اعلم أن النبوة لم ترتفع مطلقا وإنما ارتفع نبوة التشريع فقط وفي الفتوحات المكية في الباب السبعين ومائتين ان النبوة وان انقطعت في هذه الامة بحكم التشريع فما انقطع الميراث منها فمنهم من يرث بنبوة ومنهم من يرث برسالة ومنهم من يرث برسالة ونبوة معا قال الشيخ الشعراني في الطبقات عن الشيخ ابى المواهب الشاذلي انه قال ان مثل الفقراء والأولياء الصادقين ككنز صاحب الجدار وقد يعطى الله من جاء في آخر الزمان ما حجبه عن أهل العصر الأول فإن الله تعالى اعطى لمحمد صلى الله عليه وسلم ما لم يعط الانبياء الذين مضوا قبله ويا لله العجب من المتفقهين الذين ينكرون ما قاله الأولياء ويصدقون بما وصل إليهم من فقيه واحد وربما يكون اسناده في ذلك القول إلى دليل ضعيف وما ذلك والله إلا الحرمان انتهى (تبيه) علم ان حاصل هذا الكلام للشيخ أحمد رحمه الله في بيان الخلة ومراده منه أن مرتبة الخلة امر كلي وله حصص ولكل نبي حصة منها على قدر استعداده وشرفه لانه اراد بها تفصيل كمالات ذات الله تعالى ولكل نبي حاصل تفصيل كمالات ذاته تعالى بقدر استعداده وشرفه وخص ابراهيم عليه السلام بالخلة لشهرته بها ولنبينا صلى الله عليه وسلم خلة على قدر أستعداده وشرفه وهي أشرف وأعلى درجة من الخلة التي لغيره صلى الله عليه وسلم من الانبياء عم والمراد بالصلاة في قول اللهم صل على محمد كما صليت على ابراهيم الخلة والرحمة معناه اللهم أعط الخلة والرحمة محمدا صلى الله عليه وسلم بقدر استعداده وشرفه عندك كما أعطيتها على ابراهيم ع م بقدر استعداده وشرفه عندك ولنبينا صلى الله عليه وسلم حصلت حصة الخلة في حين حياته وهي أشرف وأعلى من حصة الخلة التي لإبراهيم ع م بأعمال نفسه صلى الله عليه وسلم وهكذا تترقى درجة الخلة والرحمة لنبينا صلى الله عليه وسلم يوما فيوما في البرزخ أيضا لأنها غير متناهية بأعماله صلى الله عليه وسلم بنفسه لا بغيره وهي الأعمال الصالحة للأمة كلها سنة حسنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم والأمة كالآلة لحصول تلك الأعمال الصالحة للنبي صلى الله عليه وسلم كالسكين للقاطع فاسناد كسب كمالات الخلة إلى فرد من أفراد أمته صلى الله عليه وسلم اسناد مجازى كإسناد القطع إلى السكين ومقر النبي صلى الله عليه وسلم فوق مرتبة الخلة وهي الولاية المحمدية ومرتبة المحبوبية وهي أشرف وأعلى من الخلة ودعاء ذلك الفرد والأمة بقول اللهم صلى على محمد كما صليت على ابراهيم لاتمام مرتبة الخلة للنبي صلى الله عليه وسلم بقدر استعداده وشرفه عند الله تعالى قرن بالاستجابة ودعاؤهم له صلى الله عليه وسلم لازديا شرفه و

الرحمة والقرب في مرتبة المحبوبية ودرجته عند الله تعالى بقولهم اللهم صل على محمد كما صليت على ابراهيم باق إلى يوم القيامة وهذه المعاني التي ذكرتها يدل عليها كلام الشيخ أحمد رحمه الله على بعضها بالالة لفظه وعبارته وعلى بعضها بإشارته واقتضائه ولا يخفى فهم هذه المعاني من كلامه على طالب العلم سليم الطبع المنصف الذي استحضر من على اصول الفقه والمعاني والبيان مبحث دلالة اللفظ وعبارته واشارته واقتضائه ومنطوقه ومفهومه والحقيقة والمجاز والصريح والكناية والله اعلم وحاصل جميع هذه الاقوال التي اعترض المعترضون بها ينجر إلى حصول بعض كمالات الخلة للنبي صلى الله عليه وسلم بتوسط ذلك الفرد الغير المعين وإلى وصول ذلك الفرد إلى بعض العلوم من الله تعالى بلا توسط وإلى شركته للنبي صلى الله عليه وسلم بتبعيته له صلى الله عليه وسلم في بعض المعارف والدرجات وقد عرفت جواب كلها تفصيلا وغاية ما فيه من القبح هو الفضل الجزئي ولا نسلم انه يفهم من كلام الشيخ رحمه الله بالمعنى الذي بينته لكلامه وان سلم فهو جائز عند جميع العلماء والصوفية كما مر بيانه فالفضل الجزئي عبارة عن زيادة شيء قليل مما حسنه الشرع أعم من أن يترتب عليه الثواب أولا كالمباح والفضل الكلي عبارة عن كثرة الثواب وزيادته وأخذ العلم من الله تعالى بلا توسط مرشد وشيخ جائز أيضا كما يدل عليه كلام غوث الثقلين عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في فتوح الغيب وقد يكون للمريد سر لا يطلع عليه شيخه وللشيخ سر لا يطلع عليه مريده الذي قد دنى سيره على عتبة باب شيخه فإذا بلغ المريد حاله شيخه افرد عن الشيخ وقطع عنه فتولاه الحق عز وجل فيعظمه عن الخلق جملة فيكون الشيخ كالداية ولا إرضاع بعد الحولين وفي النفحات قال الشيخ عبد الله التروغيدي طوبى لمن لم يكن له وسيلة إليه غيره قال الشيخ الشعراني في الطبقات عن الشيخ تاج الدين بن عطاء الله وقد يحذب الله العبد فلا يجعل عليه منه للاستاذ قال مولانا الجامي قدس سره في خطبة شرح الفصوص اعلم أن الحكمة الفائضة من الحق سبحانه على قلوب كمل عباده وخلص عبيده انواع منها ما يفيض عليهم بواسطة الملائكة المقربين بألفاظ وعبارات محفوظة عن التغيير والتبديل مرادة تلاوتها وهو القرآن ومنها ما يفيض عليهم بواسطة أو بغير واسطة معاني صرفه ومن هذا القبيل الحديث القدسي وهذا النوع ليس مخصوصا بالأنبياء عليهم الصلوات والتسليمات بل يعم الأولياء وصالحي المؤمنين ومنها ما يفيض من بعض الكمل على بعض كما يفيض من روح نبينا صلى الله عليه وسلم على خواص متابعيه انتهى وفي منبع الكمالات حكى الامام الشعراني عن بعض العارفين أنه كان يقول ان الرجل لا يكمل عندنا في مقام العلم حتى يكون علمه عن الله عز وجل بلا واسطة إلى أن قال كما اخذه الخضر عليه السلام وفيه أيضا عن بعضهم انه كان يقول اذا كمل العارف في مقام العرفان اورثه الله تعالى علما بلا واسطة وفي الفتوحات المكية في بيان أحوال الأقطاب وكل اصناف هذه العلوم عنده اي القطب علوم الهية ما أخذها إلا عن الله سبحانه بلا واسطة وفي مرصاد العباد اما التجلي العلمي فمثمر لظهور حقائق العلوم بلا واسطة انتهى ووقع في اقوال المشائخ في مواضع كثيرة ما يدل على أخذ العلم عن الله تعالى بلا واسطة فمن اراد الوقوف عليه فليراجع إلى كتبهم وما يدل على اخذ العلم عن الله تعالى بلا واسطة في مكتوب من المكتوبات للشيخ أحمد السرهندي رحمه الله يوافق هذه الاقوال وهو صرح بأنه لا يصل احد إلى هذا المقام إلا بعد متابعته للنبي عليه الصلاة والسلام كما مر

والله اعلم (الجواب الثاني والثالث والعشرون) لقولهم وقال في المكتوب السادس والتسعين من الجلد الثالث أن الولاية المحمدية وان كانت ناشية من مقام المحبوبية إلا انه ليس هناك محبوبية صرفة بل فيها نشأة من المحبية أيضا وهذا المزج وان لم يكن له بالاصالة لكنه يمنع من المحبوبية الصرفة وان الولاية الأحمدية ناشئة من صرف المحبوبية وليس فيها شائبة المحبية اصلا وهذه الولاية اسبق من الاولى وأقدم بمرحلة ولقولهم وقال في المكتوب الرابع والتسعين ان النبي صلى الله عليه وسلم اختفى في خلوة غيب الغيب ورد هذا الفرد المتوسط من أمته لحراسة الأمة ومحافظتها وليعلم أن محيط مركز الدائرة الثالثة يعني الحالصلة وان كان أصغر من محيط التعين الأول ولكنه اجمع منه واقرب إلى حضرة الذات وكلما كان أقرب إلى حضرة الذات كان أجمع كالانسان بالنسبة إلى العالم الأكبر فإنه وان صغر لكنه اجمع واشرف انتهى اعلم ان جواب القولين بمجموعهم هو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال علماء أمتى كأنبياء بني اسرائيل ووجه الشبه فيه ان العلماء العاملين يرشدون أمته صلى الله عليه وسلم إلى السراط المستقيم ويهدونهم إلى سبيل معرفة الله تعالى العظيم كأنبياء بني اسرائيل فصح حراستهم الأمة وهذا الفرد منهم ومشهور عند الصوفية رضوان الله عليهم أجمعين أن قطب الوقت وهو الغوث يحرس أمته صلى الله عليه وسلم وكذلك الأوتاد والأبدال والنجباء والنقباء والنبي صلى الله عليه وسلم كان دائما مستغرقا في مشاهدة جمال ذاته تعالى في مقام قاب قوسين أو أدنى خصوصا بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الملأ الأعلى ويزيد شرفه يوما فيوما فأنه فوض حراسة أمته إلى فرد من أمته وما توجه إلى العالم السفلي بموجب ما زاغ البصر وما طغى فلا قبح فيه حتى يلزم الذم لقائل هذا القول وأما قولهم وقال في المكتوب الموفى مائة من الجلد الثالث اسمع ان هذه الدولة المحمدية الخاصة به وام لم يكن أحد يشركه فيها الا أن بعد تخليق بدنه وتكميله بقيت من طينته بقية إلى آخر ما تقدم مكرر وقد مر جوابه في السؤال السابع (الجواب الرابع والعشرون) لقولهم وقال في المكتوب الحادي عشر من الجلد الأول بعد أن ذكر مقاما قال مر عليه الخلفاء ثم قال وإليه طريقان إحداهما رؤية النقص حتى انه يرى كل من في العالم حتى الكافر الافرنجي والملحد والزنديق أفضل من نفسه ويرى نفسه أسوأ منهم انتهى اعلم أن كل المخلوقات من حيث هم مخلوق الله ومصنوعاته عاقبتهم مبهمة عسى أن يؤمن الكافر وعاقبته أيضا مبهمة عسى أن يكفر باعتبار وكل شيء خلقناه بقدر وهم من حيث كونهم مظهر صفات الجلال يراهم أفضل من نفسه وكلهم على صراط مستقيم بهذا الاعتبار كما قال بعض العرفاء في بيان قوله تعالى ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم قال أبو مدين رحمه الله (شعر) لا تنكر الباطل في طوره ... فانه بعض ظهوراته

واعلم ان الله تعالى اذا أراد العارف ان لا يحصل له العجب يظهر له الحكمة التي في خلق الكافر وغيره من المخلوقات ولا تجدها في نفسه فيفضله على نفسه بها فيصل به إلى الدرجة العليا مما يضيق عن الاحاطة بها نطاق البيان وينكشف له تسبيح كل شيء قال الله تعالى وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم فلا محذور فيه وقد ورد فلا تزكوا أنفسكم ولعل المعترض بحسب نفسه خيرا من كل شيء وهذا من ورثة الشيطان نعوذ بالله من ذلك (الجواب الخامس والعشرون) لقولهم ثم قال ليعلم ان الانبياء اذا وصلوا إلى حضرة الذات بتبعية نبي من الانبياء لا يكون ذلك النبي حائلا بينهم وبين الذات ولهم نصيب بالاصالة من

حضرة الذات غاية ما في الباب ان وصولهم إلى تلك الدرجة مربوط بتبعية ذلك النبي بخلاف الامم فأنهم اذا وصلوا بتوسل انبيائهم يكون الانبياء حائلين الأفراد من أفراد هذه الامة يعني نفسه فانه يأخذ بالاصالة من حضرة الذات وله نصيب منها والحيلولة بينه وبين الذات مفقودة والتبعية موجودة وقليل ما هم بل اقل انتهى اعلم ان هذا القول مكرر وجوابه مر في السؤال الثاني فليرجع إليه (الجواب السادس والسابع والثامن والتاسع والعشرون) لقولهم وقال في المكتوب السادس والتسعين من الجلد الثالث (أن لمحمد صلى الله عليه وسلم طوقى عبودية يعني حلقتي الميم وهما اشارتان إلى تعينيه الأول تعينه الجسدي وهو بشريته والثاني تعينه الروحي وهو ملكيته ولما فتر تعينه الجسدي بالموت قوى تعينه الروحي ولكن كان لتعينه الجسدي بقية فلما مضى ألف سنة زالت تلك البقية ولم يبق لتعينه الجسدي اثر فانقطع طوق عبودية جسده وطرأ عليه الزوال والفناء فقام ألف الألوهية مقامة فصار محمد أحمد وانتقلت الولاية المحمدية إلى الولاية الأحمدية انتهى ولقولهم وقال في المكتوب التاسع والمائتين من الجلد الأول ان نبوته صلى الله عليه وسلم تتعلق بالنشأة العنصرية باعتبار الحقيقة المحمدية بل باعتبار الحقيقتين المحمدية والأحمدية لكن غلبت نشأته العنصرية المحمدية على الملكية الأحمدية لتحصيل المناسبة بينه وبين الأمة فتتأتي الافادة والاستفادة ولهذا أمر بقوله إنما انا بشر مثلكم فأكد البشرية لمماثلتهم وبعد ارتحاله عن النشأة العنصرية غلب جانب الروحانية ونقص جانب البشرية ونقص نورانية الدعوة وغلب الظلمة ولما مضى من رحلته ألف سنة غلب جانب الروحانية وعدمت البشرية وانصبغت بصبغ عالم الأمر فبالضرورة رجع عالم خلقه إلى عالم الأمر واتحدت المحمدية بالأحمدية انتهى، ولقولهم وقال في موضع آخر أن الحقيقة المحمدية تبقى شاغرة حتى يأتي عيسى عليه السلام فيعرج إليها فينزلها فكأنه يقول انه حينئذ تغلب بشريته فتوجد المناسبة بينه وبين الامة فتتأتي الافادة والاستفادة حينئذ واما قبل ذلك فلا يصح الاشارة لغلبة روحانيته فوجب ان يكون ذلك الفرد هو بزعمه انتهى ولقولهم وقال في المكتوب التاسع والمأتين من الجلد الأول (ومن هنا يعني من أجل أن بعد مضي ألف سنة لا يبقى من التعين الجسد اثر نقلوا عن الشرائع المتقدمة ان بعد مضى الف سنة من رحلة كل واحد من أولي العزم من الرسل العظام يبعث رسول أخر انتهى اعلم ان أيضاح اجوبة هذه الاعتراضات الاربعة يظهر بأن تذكر اصطلاحات الشيخ أحمد رحمه الله أولا ليدفع شبهتهم وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مركب من عالم الخلق وهو ما يقبل الخرق والتجزى والالتيام ومن عالم الأمر وهو ما لا يقبل الخرق والتجزي والالتيام ورب عالم خلقه صلى الله عليه وسلم العلم ورب عالم امره شأن العلم ومنشؤه فالحقيقة المحمدية ههنا عبارة عن حقيقته الامكانية العنصرية والحقيقة الأحمدية كناية عن حقيقته الامكانية الامرية النورية والنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار عالم امره يربي عالم ملكوت السموات والارض وباعتبار عالم خلقه يرشد العالم العنصري لمناسبة عالم خلقه بالبشرية وبالعالم العنصري وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم من العالم العنصري إلى العالم الروحاني انتقصت هذه المناسبة بسبب انتقاص آثار النشأة العنصرية كالاكل والشرب والنوم والمرض وغير ذلك من الصفات الجسمانية العنصرية وبقى فيه من الصفات البشرية التوجه إلى العالم السفلي لإرشاد أمته وبعد مضي الزمان المديد زال هذا التوجه والالتفات إلى العالم العنصري أيضا وهو المراد عنده بفناء جسمه صلى الله عليه

وسلم (الهيكل المخصوص الجسدي كما فهمه المعترض من كلامه واستغرق في بحر مشاهدة جمال ذاته تعالى واراد الشيخ أحمد رحمه الله بالفناء ما أراده القاضي عياض رحمه الله في الشفاء في القسم الثالث فيما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم أو يجوز عليه فظاهرهم وأجسادهم وبنيتهم متصفة بأوصاف البشر طرأ عليها ما يطرأ على البشر من الاعراض والاسقام والموت والفناء ونعوت الانسانية وأرواحهم وبواطنهم متصفة بأعلى من أوصاف البشر متعلقة بالملأ الأعلى انتهى والأولياء لا يتوجهون إلى نعمة الجنة من الأكل والشرب ومرادهم في الجنة رضاء الله ولقاؤه تعالى فكيف يلتفتون إلى النعمة الدنيوية الخسيسة وغلبت روحانيته صلى الله عليه وسلم على جسمانيته وقرب جسمانيته إلى الروحانية وهذا معنى عروج الحقيقة المحمدية ولحاقها بالحقيقة الأحمدية وخلو مكانها صلى الله عليه وسلم مع ان جسده الشريف باق على حاله لا يبلى منه شيء والمراد بعروج سيدنا عيسى عه م بعد نزوله إلى المقام المحمدي قيامه مقامه صلى الله عليه وسلم لإرشاد أمته وترويج شريعته وتبعيته له صلى الله عليه وسلم كما كان صلى الله عليه وسلم قبل عروج حقيقته يهدى الخلايق ويرشدهم وبعد ارتحاله صلى الله عليه وسلم إلى عالم القدس والرفيق الاعلى انتقص نورانية هدايته وإرشاده وظهرت الظلمة ولهذا قال بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم ما فرغت من دفنه صلى الله عليه وسلم الا قد وجدت قلبي متفاوتا كما ورد في رواية الترمذي عن أنس رضي الله عنه وما نفضنا ايدينا عن التراب وانا لفي دفنه حتى انكرنا قلوبنا ويدل على هذا المراد من زوال جسد قوله في المكتوب التاسع ومائتين من الجلد الأول متى مضى ألف سنة غلب جانب روحانيته على بشريته صلى الله عليه وسلم يعني صفات جسده على نهج لون تمام جانب بشريته بلون نفس الروح وأنصبغ عالم خلقه بلون عالم امره انتهى وما قال زال عالم خلقه بالكلية وفني جسده وفي قول المعترضين ما يدل عليه أيضا وهو وانصبغت بصبغ عالم الامر وبعض كلامه يفسر بعضه فإن يلاحظ المنصف لا يعترض عليه البته وهو المراد بقول الشيخ أحمد رحمه الله وواحد من طوقى العبودية أنقطع وزال واشار بقوله وقام ألف الالوهية التي بمنزلة البقاء بالله مقام الطوق المنقطع إلى أن الحقيقة الأحمدية مظهر اسم الله المستجمع لجميع صفات الكمال ومرتبة هذا القرب من الله تعالى أفضل من التوجه إلى العالم السفلي العنصري فإذا عرفت هذا فاعلم أنه لا يصح قول المعترضين فينزلها فكأنه يقول أنه حينئذ الخ لأنه ما قال رحمه الله هذا ولا يفهم من كلامه فمن اين يفترونه لأن كلامه لا يدل على هذا المعنى ومعرب ألفاظه واذا نزل عيسى عه م وتابع شريعة خاتم الرسل عليه وعليهم الصلاة والسلام يعرج من مقامه إلى مقام الحقيقة المحمدية ويصل إليه بتبعيته للنبي صلى الله عليه وسلم انتهى ويقوى دينه صلى الله عليه وسلم اه‍ والمراد بزوال اثر التعين الجسدي بعد مضي ألف سنة وانكسار احد طوقى العبودية وهو عبارة عن الميم الأول من اسم محمد وإقامة ألف الالوهية مقامه والانخلاع من الجسد إلى الروح زوال هذا التوجه إلى العالم السفلي للإرشاد والتفاته صلى الله عليه وسلم إليه لا ابلاء الجسد كما مر بيانه فلا يرد اعتراض المعترضين عليه بأن جسده صلى الله عليه وسلم لا يفنى وهو يقول بفنائه غاية الامر أم هذه المسئلة كشفية ما وردت فيها الرواية ثم ذكر ألفاظه الفارسية ونحن تركناها للاستغناء عنها (الجواب) الثلاثون لقولهم (وقال في المكتوب الحادي عشر من الجلد الأول المقام الذي كنت رأيت نفسي فيه لما لاحظته رأيت الخلفاء

الثلاثة قد عبروا عليه إلى أن قال وفي أثناء ملاحظة ذلك المقام مرة ثانية رأيت مقامات أخرى بعضها فوق بعض ولما وصلت إلى مقام فوق المقام السابق علمت أنه مقام ذي النورين رضي الله تعالى عنه وقد مر عليه بقية الخلفاء وهذا المقام أيضا مقام التكميل والإرشاد وهكذا مقامات فوق ذلك سنذكرها وظهر لي فوق هذا المقام مقام آخر فلما وصلت إليه علمت أنه مقام الفاروق رضي الله عنه وقد مر عليه بقية الخلفاء وفوقه مقام آخر هو مقام الصديق الأكبر رضي الله عنه وقد مر عليه بقية الخلفاء وفوقه لا يعرف مقام إلا مقام الرسول صلى الله عليه وسلم وظهر لي في محاذاة مقام الصديق مقام آخر أعظم منه وأنوار لم يقع نظري على مثله قط وكان ارفع من مقام الصديق ارتفاع الصفة عن وجه الارض وعملت أنه مقام المحبوبين وذلك المقام ملون ومنقش ورأيت نفسي ملونا ومنقشا من انعكاس ذلك المكان في ووجدت نفسي لطيفا في لون الهواء أو قطعة غيم منتشرة في الآفاق ورأيت حضرة الشيخ الكبير يعني الخواجة النقشبند في مقام الصديق ورأيت نفسي في ذلك المقام المحاذى له المذكور انتهى، اعلم أن كلام الشيخ رحمه الله هذا لا محذور فيه ولا يلزم منه فوقيته على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن يقف على مصطلحاته لا يشتبه عليه مالا محذور فيه واعلم أن الوصول أما نظري أو قدمى فالنظرى ما يصل إليه السالك بالنظر كوصولنا إلى الشمس والقمر ونحن على وجه الارض والوصول القدمى ما يصل إليه من المطلوب بالقدم كما يصل أحد إلى الشمس في السماء الرابعة ببدنه أو روحه وهو قسمان أحدهما ملكي مسكني بالاصالة وهو عبارة عن وصوله إلى المرتبة التي هي مسكنه ومأواه وملكه والثاني غيره وهو عبارة عن وصوله إلى تلك المرتبة بالتبع والعارية ولا يكون ملكه ولا يقدر أن يسكنها إلا برضاء صاحب المرتبة أو بخدمته فإذا فهمت هذا فاعرف أن مراد الشيخ رحمه الله تعالى من الوصول إلى هذه المقامات بالتبع بطريق العارية أو الخدمة أو بالنظر فلا محذور فيه على انه رأى ذلك في واقعة في أثناء سلوكه ومع ذلك أجاب عنه في كثير من مكاتيبه (الجواب الحادي والثلاثون لقولهم) وقال في الفصل الثالث من الجلد الأول أن نهاية كمال ولاية أولياء الامة الخاصة الغوسية كمال ولاية أهل ولاية الانبياء في أولياء الامة الأمامه ونهاية كمال كمالات النبوة في غير النبي الخلافة وقد ظهر لي سر هذا المعنى ففي الحقيقة خلافة الشيخين رضي الله عنهما استقامت وكانت في غاية القوة والعدل لأن جانب كمالات النبوة فيهما كان أكمل وأغلب من جانب كمالات الولاية وشرعت الفتن في خلافة ذي النورين لكونه برزخا بين ولاية النبي ونبوته عليه الصلاة والسلام وكمل الخلل إلى الغاية في خلافة أمير المؤمنين على رضي الله عنه لغلبة جانب الولاية فيه كرم الله وجهه ولكنه لما كان صاحب مرتبة الامامة الحقيقية وحدها مستقلا بها لم يقتل في أمر الخلافة وقتل ذو النورين فيه لعدم اختصاصه بأحد المرتبتين وفي نظري أن ولاية على رضي الله عنه أول الشروع في الامامة المجردة انتهى اعلم أن ذلك ظهر له في كشفه رحمه الله وهو لا يخالف الشرع فما الذي وجده المعترضون فيه مما يلزم به القبح مع اني ما وجدت هذه العبارة التي أوردها في الجلد الأول (ليست هي فيه بل فيه بيان كيفيات ولايات الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين (الجواب) الثاني والثلاثون لقولهم (قال في المكتوب المائتين والستين من الجلد الأول) ليعلم أن منصب النبوة ختم بخاتم الرسل لكن من كمالات ذلك المنصب بطريق التبعية لاتباعه نصيب كامل وكانت هذه الكمالات في طبقة الصحابة اكثر و

في التابعين قليل ثم استترت وغلبت ولاية الكمالات الظلية لكن أرجو انه بعد ما مضت ألف سنة تتجدد تلك الدولة وتظهر الكمالات الاصلية وتستتر الظلية انتهى اعلم انه متى استترت الكمالات التي كانت ظاهرة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين رضي الله تعالى عنهم اجمعين الذين هم أئمة خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث عادت البدعة والظلمة حتى مضى ألف سنة وبعد ذلك استفاد كثير من الناس من خدمة الشيخ رحمه الله واولاده واخذوا الطريقة والذكر منهم وتعلموا طريق السلوك حتى شاعت طريقتهم في البلدان والاكناف والاطراف وهو المراد بقوله لكن ارجو بعد ما مضت ألف سنة إلخ ونحن نتعجب على اعتراضات المعترضن من هذه الاقسام الواهية وعلى عقولهم الفاسدة وكيف يقبل الناس كلامهم ولا يزجرونهم وهذا آخر ما تصدينا بجوابه (ثم ذكر المؤلف هنا بعض كلماته الدالة على شدة تمسكه بالشريعة وغاية روعه ونهاية احتياطه ووصيته بذلك لاولاده واتباعه ونحن اسقطناه لأغناء الاصباح عن المصباح) وينبغي للمنصف المحقق أن يحمل كلام الأولياء الذي ظاهره لا يوافق الشرع على محمل حسن أو يسكت والاقوال التي صدرت عن الأولياء من هذا النمط كثيرة منها في كتاب تلبيس ابليس لابن الجوزي قول ابي طالب المكي ليس على الخلق اضر من الخالق وقول ابى يزيد البسطامي لي معراج كما كان للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله سبحاني ما اعظم شانى حسبي من نفسي حسبي قيل لابى يزيد أن الخلق كلهم تحت لواء محمد صلى الله عليه وسلم فقال لوائي اعظم من لواء محمد لوائي من نور تحته الجن والانس مع النبيين وقوله اراد موسى ان يرى الله موسى ان يرى الله تعالى وانا ما اردت بل هو الذي اراد ان يراني سبحانى وقول ابى سعيد الخراز اكبر ذنبي إليه معرفتي اياه قال السراج وانكرت جماعة من العلماء على ابى سعيد أحمد بن عيسى الخراز بألفاظ وجدوها في كتاب صنفه وهو كتاب السر ومنها قوله عبد طائع وما اذن له ولزم التعظيم لله فقدس ربه روحه وقول ابى محمد موسى الفرغاني الواسطي من ذكر افترى ومن صبر اجترى اياك ان تلاحظ حبيبا أو كليما وأنت تجد إلى ملاحظة الحق سبيلا فقيل له افلا اصلى عليهم فقال صل عليهم بلا وقار ولا تجعل لها في قلبك من مقدار وقد ذكر ابو حامد الغزالي في كتابه الاحياء أن بعضهم قال للربوبية سر لو ظهر لبطل النبوة وللنبوة سر لو كشف لبطل العلم وللعلماء بالله سر لو اظهروه لبطلت الاحكام قال ابن عقيل وقد حكى عن الشبلي انه قال ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليشفع في امته وانا اشفع بعده في اهل النار حتى لا يبقى فيها أحد وذكر في النفحات ان الشيخ أحمد الغزالي رحمه الله يقول ان الشيخ ابا القاسم الكركاني كان لا يقول لإبليس أبليس بل اذا أراد أن يذكر اسمه قال انه خواجهء خواجكان سرور مهجوران وقال عين القضاء الهمداني سمعت من بركة قدس سره يقول سمعت فتحا قال قال ابليس ما في العالم احد اشقى مني قال هذا وبكى وقال جوانمرد آنجا كه ابليس ست ترا راه نيست واين دولت از كجا آوردى جبريل صفتي بايد كه ديدهء او در جمال ابليس نظر كند وكتب عين القضاء في المكتوب لكن من ههنا قال حسين بن منصور ما صحت الفتوة الا لأحمد وابليس واحسرتا اما تسمع انه قال ان الفتوة مسلمة لاثنين أحمد وابليس يا فتى هذان الاثنان متصفان بصفات الكمال وغيرهما ليس إلا اطفال الطريق وقال الشيخ عبد الكريم الجبلي في كتاب المناظرة الالهية في بيان الفرق بين الغافر والغفور ان

الغافر هو الذي يغفر الذنوب إلا الشرك والغفور هو الذي يغفر الشرك أيضا أن الله لا يغفر ان شرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء بيان حال الغافر وان الله يغفر الذنوب جميعا بيان حال الغفور وهذا القول ناظر بعدم خلود الكفار في النار إلخ وقول الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره قدمى هذه على رقبة كل ولى وقوله حكاية عن الله تعالى يا غوث انا كنون المكان ليس لي مكان سوى سرسر الانسان في القلب وهكذا صدرت كلمات كثيرة من الأولياء ناهيك هذا القدر فالتأويل لكلام البعض دون البعض خلاف الانصاف وقال الامام الشعراني قدس سره في كتاب العهود والمواثيق اذا بلغك عن القوم انه يتكلم بما يخالف الشريعة فاحمل الشريعة فاحمل كلامه على سبعين محملا فإذا لم تقنع بذلك نفسك فارجع عليها باللوم وقل لها يحتمل كلام اخيك سبعين محملا ولا تحملينه على محمل واحد فأنت مريضة انتهى، اخرج أبو داود عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من أصل الايمان الكف عمن قال لا إله إلا الله لا تكفره بذنب ولا تخرجه من الاسلام بعمل والجهاد ماض واخرج البخاري عن ابى ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمى رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر ألا ارتدت عليه أن لم يكن صاحبه كذلك واخرج الترمذي عن وائلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تظهر الشماتة لاخيك فيرحمه الله ويبتليك وفي البحر في الفتاوى الصغرى الكفر شيء عظيم فلا اجعل المؤمن كافرا متى وجدت رواية انه لا يكفر انتهى، وفي الخلاصة وغيرهما اذا كان في المسئلة وجوه توجب الكرف ووجه واحد يمنع الكفر فعلى المفتي ان يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم انتهى وفي التتار خانية لا يكفر بالمحتمل لأن الكفر نهاية في الجناية فيستدعى نهاية في العقوبة ومع الاحتمال لا نهاية تحصل انتهى وفي الخلاصة انكار الكفر توبة وجحود الكفر اسلام وفيها أيضا لا يكون الكفر كفرا حتى يعتقده القائل انتهى قال العلماء رحمهم الله التزام الكفر كفر لا لزوم الكفر كذا في المواقف والفتاوى وهذه الروايات في حق من صدرت عنه كلمات الكفر صحوا وليست في حق من صدرت عنه حالة السكر لأنه يعفى فلا يجوز تكفيره وقد صرح الشيخ رحمه الله بسكره في المكتوب الثامن عشر ومائة من الجلد الثالث اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيآت أعمالنا اللهم وفقنا لما تحب وترضى سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت استغفرك اللهم واتوب إليك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين قال مؤلف هذه الرسالة المباركة فرغت من تنسيخ هذه الرسالة المسماة بعطية الوهاب الفاصلة بين الخطأ والصواب ثاني ربيع الأول في سنة اربع وتسعين وألف وأفضل الصلاة والسلام على صاحب الشفاعة واللواء المعقود والكرم والجود تم.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!