موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(36) المكتوب السادس والثلاثون في بيان أن الشريعة متكفلة بجميع السعادات الدينية والدنيوية والطريقة والحقيقة خادمتان للشريعة وما يناسب ذلك إلى الحاج محمد اللاهوري

 

 


الباطلة النّاشئة عن الهوى النّفسانيّ ولا تبقى قبلة التّوجّه في الحقيقة غير المعبود الواحد الحقيقيّ تعالى وتقدّس، ولا يختار عليه مقصد ما أصلا سواء كان من المقاصد الدّينيّة أو من المطالب الدّنياويّة.

والمقاصد الدّينيّة وإن كانت من الحسنات ولكنّها من شغل الأبرار، والمقرّبون يرونها سيّئة ولا يعدّون سوى الواحد من المقاصد. وحصول هذه الدّولة منوط بحصول الفناء وتحقّق المحبّة الذّاتيّة الّتي يستوي في ذلك المقام الإنعام والإيلام، ويحصل من الإلتذاذ من التّعذيب مثل ما يحصل من التّنعيم، فإن أرادوا الجنّة إنّما يريدونها لكونها محلّ رضائه تعالى وتقدّس وفي طلبها مرضاه سبحانه، وإن استعاذوا من النّار إنّما يستعيذون منها لكونها محلّ سخطه تعالى، لا أنّ مقصودهم من الجنّة استيفاء الحظوظ النّفسانيّة ولا فرارهم من النّار لخوف الألم والأذيّة. فإنّ كلّما يحصل من المحبوب فهو عند هؤلاء الأكابر محبوب ومرغوب وعين المطلوب، فإنّ كلّما يفعله المحبوب محبوب وههنا تتيسّر حقيقة الإخلاص ويحصل الخلاص من عبادة الآلهة الباطلة وتصحّ كلمة التّوحيد في هذا الوقت وبدونه خرط القتاد. والأمر من غير حصول المحبّة الذّاتيّة الحاصلة بلا ملاحظة الأسماء والصّفات وبلا توسّط إنعام المحبوب وإكرامه لا يخلو من الخلل، والفناء المطلق لا يحصل بدون هذه المحبّة المحرقة المبطلة للشّركة، (شعر):

ما العشق إلّا شعلة قد أحرقت ... كلّ الورى غير الحبيب الباقي

قد هزّ في قتل السّوى صمصام لا ... فانظر إلى ما بعد لا ما الباقي

بشراك يا صاح قد احترق الورى ... لم يبق غير الهنا الخلّاق

(٣٦) المكتوب السّادس والثّلاثون في بيان أنّ الشّريعة متكفّلة بجميع السّعادات الدّينيّة والدّنيويّة والطّريقة والحقيقة خادمتان للشّريعة وما يناسب ذلك إلى الحاجّ محمّد اللّاهوريّ

حقّقنا الله سبحانه وإيّاكم بحقيقة الشّريعة المصطفويّة على صاحبها الصّلاة والسّلام والتّحيّة ويرحم الله عبدا قال آمينا. (اعلم): أنّ للشّريعة ثلاثة أجزاء: العلم والعمل والإخلاص. وما لم يتحقّق كلّ من هذه الأجزاء الثّلاثة لا تتحقّق الشّريعة، ومتى تحقّقت الشّريعة فقد تحقّق رضا الحقّ سبحانه وتعالى الّذي هو فوق جميع السّعادات الدّنيويّة والأخرويّة ورضوان من الله أكبر، فكانت الشّريعة متكفّلة بجميع السّعادات الدّنيويّة والأخرويّة، ولم يبق مطلب يقع فيه الإحتياج إلى ما وراء الشّريعة. (والطّريقة) والحقيقة اللّتان امتازت بهما الصّوفيّة خادمتان للشّريعة في تكميل جزئها الثّالث الّذي هو الإخلاص فالمقصود من تحصيل كلّ منهما تكميل الشّريعة لا أمر آخر وراء الشّريعة. والأحوال والمواجيد والعلوم والمعارف الّتي تحصل للصّوفيّة في أثناء الطّريق ليست من المقاصد بل هي أوهام وخيالات تربّى بها أطفال الطّريقة، فينبغي أن يجاوز جميع ذلك وأن يصل إلى مقام الرّضا الّذي هو نهاية مقامات السّلوك والجذبة. فإنّ المقصود من



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!