موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

شرح القصيدة المنفرجة

القصيدة لحجة الإسلام الشيخ أبي حامد الغزالي

الشرح لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


34. وَعِيابُ الأَسرَارِ قَدِ اجتَمَعَت *** بأَمانَتِهــا تحَّتَ الشَّــرَجِ

*** وَعِيابُ: جمع عَيْبَة، وهي وعاء من جلد تُصان فيه الأمتعة، الأَسرَار : وهو ما يُكتم، قَدِ اجتَمَعَت : أي عياب الأسرار بأَمانَتِها : أي عليها، أو معها، والأمانة ضد الخيانة، والمراد ما يؤتمن عليه تحَّتَ الشَّرَجِ : بفتح الشين والراء، أي عُرَى العياب، وهو ما يشبه الوعاء ولمراد بالأسرار أسرار الله تعالى في خلقه، مما حجبهم عنه، ولم يُطلِع عليه أحداً إلاّ مَنْ شاء ممن اصطفاه ،قال بعض العارفين: العِلم بمنزلة البحر أُجري منه وادٍ، ثم من الوادي نهر، ثم من النهر جدول، ثم من الجدول ساقية، فلو جرى البحر إلى النهر، و الوادي إلى الجدول لغرَّقه وأفسده، وهو المراد بقوله: [ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ] فبحور العلم عند الله، أعطى الرسل منها أودية، ثم أعطت الرسل من أوديتها العلماء أنهاراً، ثم أعطت العلماء من أنهارها العامة جداول بقدر طاقتهم، والمناسب أنْ يقيد / العامة بالمتفقهة، ويقال ثم أعطت المتفقهة من جدولها غيرهم سواقي، وسبب ذلك أنّ العقول الضعيفة لا تحمل الأسرار القوية، كما لا يُبصر الخفاش نور الشمس، ومما أخفاه الله عن خلقه رضاه عنهم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!