موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المواقف والمخاطبات

للشيخ عبد الجبار النفّري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


موقف العبدانية

أوقفني في العبدانية وقال لي أتدري متى تكون عبدي إذا رأيتك عبدًا لي منعوتًا عندي بي لا منعوتًا بما مني ولا منعوتًا بما عني، هنالك تكون عبدي فإذا كنت هنالك كذلك كنت عبد اﷲ وإذا كنت عبد اﷲ لم يغب عنك اﷲ، وإذا كنت منعوتً بسوى اﷲ غاب عنك اﷲ فإذا خرجت من النعت رأيت اﷲ فإن أقمت في النعت لم تر اﷲ.

وقال لي العبدانية أن تكون عبدًا بلا نعت فإن كنت بنعت اتصلت عبدانيتك بنعتك لا بي وإن اتصلت عبدانيتك بنعتك لا بي فأنت عبد نعتك لا عبدي.

وقال لي عبد خائف استمدت عبدانيته من خوفه، عبد راج استمدت عبدانيته من رجاء، عبد محب استمدت عبدانيته من محبته، عبد مخلص استمدت عبدانيته من إخلاصه.

وقال لي إذا استمد العبد من غير مولاه فمستمده هو مولاه دون مولاه وإذا لم يستمد من مولاه أبقى من مولاه، وإذا استمد من مولاه فقد أقدم على مولاه، فقف لي لتستمد مني ولا لتستمد من علمي ولا لتستمد منك تكن عبدي وتكن عندي وتفقه عني.

وقال لي ما طالبتك بعبدانية الملك عبدانية الملك لي وإنما طالبتك بعبدانية الوقوف بين يدي.

وقال لي قل لسريرتك تقف بين يدي لا بشيء ولا لشيء أجعل الملكوت الأكبر من وراءك وأجعل الملك الأعظم تحت رجليك.

وقال لي لا ترجع من هذا المقام فإليه تلجأ الخليقة في شدائد الدنيا والآخرة وإليه يلجأ من رآني ومن لم يرني ومن عرفني ومن لم يعرفني، فالواقفون فيه في الدنيا تعرفهم خزنة أبوابه فإذا جاءوه ولم يحل بينهم وبينه وبحسب ما وقفو عنه في الدنيا توقفهم الخزنة بالأبواب من دونه.

وقال لي سيأتيك الحرف وما فيه وكل شيء ظهر فيه سيأتيك منه اسمي وأسمائي وفي اسمي واسمائي سري وسر إبدائي وسيأتيك منه العلم وفي العلم عهودي إليك ووصاياتي وسيأتيك منه السر وفي السر محادثتي لك وإيماني فسيدفعونك عنه فادفعهم عن نفسك.

وقال لي أنا مرسلهم إليك ابتلاء، وأنا مؤدنك بأني أرسلتهم اجتباء، وأنا معلمك كيف تعمل إذا ما أتوك اصطفاء. لا تدفعهم بمجاورة فلن تستطيع محاورة حق، وإنما تدفعهم بردهم ورد ما أتوا به إلي وتخلع قلبك منهم ومم أتوا به، لا تخلع ما أتوا به عن قلبك حتى تكون عندي لا عندهم هنالك حويتهم وما حووك وهنالك وسعتهم وما وسعوك.

وقال لي رب حاضر وقلب فارغ وكون غائب هذه صفة من أستحين منه.

وقال لي أقرر عينً بما أشهدتك من النار أشهدتكما تسبحني وأشهدتكما تذكرني وأشهدتكما تعرفني وتفرغ مني وما أشهدك ذاك منها حتى أشهدتها ذام منك فأشهدتك منها مواقع ذكرى وأشهدتها منك مواقع نظري ما كنت لأجمع بين ذكرى ونظري في انتقامي.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!