موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المسألة الأولى في البداءة بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الله تعالى

المقدمة: تشتمل على خمس عشرة مسألة تتعلق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

المسألة الأولى في البداءة بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الله تعالى

قال في أول شرح الدلائل عند قول المصنف بعد البسملة وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم بعد أن ذكر أن مواطنها أول الرسائل ونقل عبارة الشفاء الآتية في الباب الخامس والقصد بها التبرك عملا بقوله صلى الله عليه وسلم [كل كلام لا يذكر الله تعالى فيه فيبدأ به وبالصلاة علي فهو أقطع أكتع]

والاغتنام للإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم والجمع لذكره مع ذكر ربه عز وجل تأسيا بقوله تعالى [ورفعنا لك ذكرك] فقد روى جماعة من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن معناه لا أذكر إلا ذكرت معي ولأداء بعض ما يجب له صلى الله عليه وسلم إذ هو الواسطة بين الله سبحانه وتعالى وبين العباد وجميع النعم الواصلة إليهم التي أعظمها الهداية للإسلام إنما هي ببركته وعلى يديه وقد قال صلى الله عليه وسلم [لايشكر الله من لا يشكر الناس] والقيام برسم العبودية بالرجوع لما يقتضي الأصل نفيه فهو أبلغ في الامتثال

ومن أجل ذلك كانت فضيلة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل عمل والذي يقتضي الأصل نفيه هو كون العبد يتقرب إلى الله تعالى بالاشتغال بحق غيره لأن قولنا اللهم صل على محمد هو اشتغال بحق محمد صلى الله عليه وسلم وأصل التعبدات أن لا يتقرب إلى الله تعالى إلا بحقه سبحانه

ولكن لما كان الاشتغال بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم بإذن من الله تعالى كان الاشتغال بها أبلغ في امتثال أمر الآمر بها بمثابة أمر الله سبحانه للملائكة بالسجود لآدم عليه وعليهم السلام فكان شرفهم في امتثال أمر الله تعالى وكانت إهانة ابليس لعنه الله في مخالفة أمره سبحانه والامتثال لأمر الله تعالى في قوله [يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما] انتهى كلام شارح الدلائل

قلت لاحاجة لما ذكره من جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة سجود الملائكة لآدم عليه السلام فإن بينهما فرقا ظاهرا لأن السجود لآدم هو في صورة العبادة له وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فليست كذلك

بل فيها ذكر الله تعالى بلفظ (اللهم) ودعاؤه سبحانه وتعالى وهو من أنواع الذكر مع إظهار حاجة النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى بطلب صلاته عليه صلى الله عليه وسلم بأن يرحمه الرحمة التي تليق به عليه الصلاة والسلام



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!