موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل ثم نظرت بطرفي نحو السماء فرأيتها مزيّنة بالنجوم 

ثم نظرت بطرفي نحو السماء فرأيتها مزيّنة بالنجوم ، فمنها اهتداء ومنها رجوم ، ورأيت مقامات الخلفاء ، ومصابيح الظلماء ، فوجدتها ثمانية وعشرين ، وحضراتهم اثنتي عشرة لتتم الأربعين .

فقيل لي : هذه منازل السالكين ، وينابيع الحكم المخلصين .

قال : فلما سمعت أنّه أسر من الكتاب أماني ، خفت أن يقطعني عن إلمامي ، فنهضت من تلك الظلمة المدلهمة ، وتركت بها براق الهمة ، ورفعت عن أسرة اللطائف ، ومتكآت الرفارف إلى أن وصلنا مقام المماثل فيه تماثل السراج .

قال : هذا حظك من كوني ، فأين حظك [ من ] عيني .

فقلت : أيها المشير : المناسبة تكون بالنظير الملازم ، ويكون بالذات واللازم .

فقال المشير : أريد مناسبة النظير .

فقلت : في رسمي رسمك ، وفي نعتي نعتك ، والإجمال أحسن من التفصيل في هذا القبيل .

ثم كشف لي عن شجرة البستان الكلية ؛ الموصوفة بالمثلية .

فنظرت إلى شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وثمرها بيد آلات الاستواء ، وبين أغصانها الغراب والغربة والعنقاء ، وفي ذرى أفنانها العقاب ، والمطوّقة الورقاء . فسلمت على الشجرة فحيّت أحسن مني

وقالت :

اسمع أيها السالك في المسالك أنا الشجرة الكلية الجامعة المثلية ذات الأصول الراسخة والفروع الشامخة ، غرستني يد الأحد في بستان الأبد مستورة عن تصاريف الأمد ، فأنا ذات روح وجسد ، وثمري مقطوف دون يد حملت من ثمر العلوم والمعارف ، ما لا تستقل بحمله العقول السليمة وأسرار اللطائف ،

ورقي فرش مرفوعة ، وفاكهتي غير مقطوعة ولا ممنوعة ، وسطي هو المقصود ، وفروعي في هبوط وصعود ،

ونشأتي كالفلك في الاستدارة ، وفروعي منازل الأرواح الطيارة ، زهري كالكواكب السيارة تتكون المعادن عن سيرانها ،

أنا شجرة النور والكلام ، وقرة عين موسى عليه السلام ، لي من الجهات اليمين الأنفس ، ومن الأمكنة الوادي المقدس ،

ولي من الزمان الآن ، ومن المساكن خط الاستواء ، واعتدال الزمان في الدوام والبقاء ، والسعادة دون الشقاء ، جنتي دان وفني عني كأنه نشوان ، له لطافة وجنان ، على جميع الحيوان .

لم تزل أفناني للأرواح اللوحية ، كنار داود فيّ ، لها تأثيرات الشعاعات اليومية ، ساترا ظلّي وممدود لأهل العناية ، وجناحي منشور على أهل الولاية ، تهب على الأرواح باختلاف تصاريفها ، فتخرج أغصاني عن ترتيب تأليفها ، فتسمع لذلك التداخل نغمات توله العقول العلوية على سمو أوجها ، فنّها يسقي الحكمة ، ويزيل الهموم بحسن إيقاع النغمة ، فأنا الظلّ الممدود ، والطلح المنضود ،



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!