موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فليس بذاكر. فإنَّ ذكر الله سارٍ في جميع العبد لا مَنْ ذَكَرَه بلسانه خاصة.

فان الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة، فيراه اللسان‏ «1» من حيث لا يراه الإنسان: بما «2» هو راءٍ وهو البصر «3». فافهم هذا السِّر في ذكر الغافلين‏ «4». فالذاكر من الغافل حاضر بلا شك، والمذكور جليسه، فهو يشاهده. والغافل من حيث غفلته ليس بذاكر: فما هو جليس الغافل.

فالإنسان‏ «5» كثير ما هو أحدى العين، والحق أحدى العين كثير بالأسماء الإلهية:

كما أن‏ «6» الإنسان كثير بالأجزاء: وما يلزم من ذكر جزءٍ ما ذكر جزء آخر.

فالحق جليس الجزء الذاكر منه والآخر متصف بالغفلة عن الذكر. ولا بد أن يكون في الإنسان جزء يَذكُرُ به يكون‏ «7» الحق جليس ذلك الجزء «8» فيحفظ باقي الأجزاء بالعناية. وما يتولى الحقُّ هدمَ هذه النشاة بالمسمى موتاً، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ» فإذا أخذه إليه سوّى له مركباً غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل‏ «9» إليها، وهي دار البقاء «3» لوجود الاعتدال:

فلا يموت أبداً، أي لا تُفَرَّق أجزاؤه. وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم، ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون برداً وسلاماً على من فيها. وهذا نعيمهم. فنعيم أَهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين أُلقِيَ في النار فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تَعَوّد «10» في علمه وتقرر من‏


(1) ن:+ بما هو راء

(2) ا: فيم

(3) «و هو البصر» ساقط من «ا» و«ن»

(4) ن: فافهم ذكر الغافلين وافهم هذا السر في ذكرهم‏

(5) ب: فإن الإنسان. ن:

والإنسان‏

(6) ن: أم

(7) ب: ويكون‏

(8) ن: الجليس‏

(9) ب: ينتقل‏

(10) ا: تعوذ بالذال.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!