The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الممكنات قلت هي «الخلق» أو العالم. فهي الحق والخلق، والواحد والكثير، والقديم والحادث، والأول والآخر، والظاهر والباطن، وغير ذلك من المتناقضات التي يحلو للمؤلف أن يكثر من تردادها. وهذا المذهب هو المذهب المعروف بوحدة الوجود. وقد قرره ابن عربي في جرأة وصراحة في غير ما موضع من الفصوص والفتوحات: من ذلك قوله: فسبحان من أظهر الأشياء وهو عينها:

فما نظرت عيني إلى غير وجهه‏ ولا سمعت أذني خلاف كلامه‏ «1»

ولم يكن لمذهب وحدة الوجود وجود في الإسلام في صورته الكاملة قبل ابن عربي، فهو الواضع الحقيقي لدعائمه والمؤسس لمدرسته، والمفصل لمعانيه ومراميه، والمصور له بتلك الصورة النهائية التي أخذ بها كل من تكلم في هذا المذهب من المسلمين من بعده. ومن المبالغة التي لا مبرر لها أن نذهب إلى ما ذهب إليه ألفرِدْ فون كريمر في قوله إن التصوف الإسلامي قد تحول في نهاية القرن الثالث الهجري. (يريد عصر أبي يزيد البسطامي والجنيد والحلاج) إلى حركة دينية انصبغت بصبغة وحدة الوجود التي تغلغلت فيه وأصبحت من مقوماته في العصور التالية.

ذلك أن الأقوال المأثورة عن أبي يزيد البسطامي والحلاج، بل عن ابن الفارض المعاصر لابن عربي، ليست في نظري دليلًا على اعتقادهم في وحدة الوجود، بل على أنهم كانوا رجالًا فنوا في حبهم الله عن أنفسهم وعن كل ما سوى الله فلم يشاهدوا في الوجود غيره. وهذه وحدة شهود لا وحدة وجود. وفرق بين فيض العاطفة وشطحات الجذب، وبين نظرية فلسفية في الإلهيات: أي فرق بين الحلاج الذي صاح في‏


(1) الفتوحات: ج 2 ص 604 س 5 من أسفل.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


Please note that some contents are translated Semi-Automatically!