The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة مجهولة وذلك إذا ارتقى من غير تعيين قصد ما يقصده من الحق وكل شىء عند الحق معين فقد قصده من الحق ما لا يناسب قصده من عدم التعيين
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 541 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

تحول لهم في العلامة التي يعرفونه بها يقولون له أنت ربنا وهو كان الذي أنكروه وتعوذوا منه وهو الذي أقروا به واعترفوا فما هو هذا الحجاب الذي حصل لهم مع الشهود هل هو أمر وجودي أو حكم عدمي فهو مشهود محجوب ولا حجاب وجودي ولا حكم للعدم في الموجود فانظر ما أخفى هذا وليس في العالم في الدنيا واقع إلا هذا في جميع الأمور والناس في غفلة عنه كما أنا نؤمن أن الملك معنا والشيطان معنا والحجب المحسوسة ما هي موجودة عندنا وأعيننا ناظرة ومع هذا فلا ندرك الملك ولا الجان وهو يرانا وقبيله من حيث لا نراه فهو وقبيله يرانا شهودا عينيا ونحن نراه إيمانا لا عينا فما هو هذا الستر الذي بيننا إذ لو كان بيننا لحجبهم عنا كما يحجبنا عنهم فلا بد من تعيين حكمة في ذلك وكذلك الحجب التي ذكر الله عن نفسه التي بيننا وبينه من نور وظلمة فمن الظلمة وقع التنزيه فنفينا عنه صفات المحدثات فلم نره فنحن جعلنا الحجب على أعيننا بهذا النظر والنور كظهوره لنا حتى نشهده وننكر أنه هو كما قدمنا في التجلي في القيامة وهو عند العارفين اليوم في الدنيا على هذا الحكم فيشهده العارفون في صور الممكنات المحدثات الوجود وينكره المحجوبون من علماء الرسوم ولهذا يسمى بالظاهر في حق هؤلاء العارفين والباطن في حق هؤلاء المحجوبين وليس إلا هو سبحانه وتعالى فأهل الله الذين هم أهله لم يزالوا ولا يزالون دنيا وآخرة في مشاهدة عينية دائمة وإن اختلفت في الصور فلا يقدح ذلك عندهم فإن قال قائل فموسى أحق بهذا الصفة من الولي وقد سأل الرؤية قلنا له قد ثبت عندك إن كنت مؤمنا وإن لم تكن من أهل الكشف‏

إن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد أخبر أن الله يتجلى في صورة ويتحول إلى صورة وأنه يعرف وينكر

إن كنت مؤمنا لا تشك في هذا وأنه قد بين أن التجلي في الصور بحسب قدر المتجلي له فإذا علمت هذا تعلم أن موسى قد رأى الحق بما هو متجل للأولياء إذ علم أنه يتجلى للأولياء في صور مختلفة لأن موسى ولي الله وقد علم ذلك ومثل هذا فلا يخفى وإنما سأل التجلي في الصورة التي لا يدركها إلا الأنبياء ومن الأنبياء من خصه الله بمقام لم ينله غيره كالكلام بارتفاع الوسائط لموسى عليه السلام فطلب موسى عليه السلام من ربه أن يراه في تلك الصورة التي يطلبها مقامه وأما رؤيته إياه في الصورة التي يراها الأولياء فذلك خبره وديدنه وما جعلك تقول مثل هذا على طريق الاعتراض إلا لكونك لست بولي عارف إذ لو كنت من العارفين لشهدته ولم يغب عنك علم ما انفصلنا به في جواب سؤالك فصح قوله إن في الجنة ما لا عين رأت أي في الستر اعتبارا لا تفسيرا إذ لو رأته عين ما كان مستورا ولو رأته لنطقت به وكان مسموعا ولو كان مسموعا لكان محدودا ولو كان محدودا لأخطرته فكان معلوما فهو أمر حجبنا عنه بحجاب لا يعرف فإنه في الستر المعبر عنه بالجنة فإذا كان عينه عين الستر فما حجبنا إلا جعلنا ما رأيناه سترا فتعلقت الهمة بما خلف الستر وهو المستور فأتى علينا منا وما جعلنا في ذلك إلا التنزيه ولهذا جاءت الأنبياء عليه السلام مع التنزيه بنعوت التشبيه لتقرب الأمر على الناس وتنبيه الأقربين إلى الله الذين هم في عين القرب مع الحجاب الذي هو الأمر عليه فيكون في ذلك التنبيه بالتشبيه رفع الأغطية عن البصر فيتصف البصر بأنه حديد كما يتصف بصر المحتضر قال تعالى فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ فيرى المحتضر ما لا يراه جلساؤه ويخبر جلساءه ما يراه ويدركه ويخبر عن صدق والحاضرون لا يرون شيئا كما لا يرون الملائكة ولا الروحانيين الذين هم معه في مجلس واحد وقد أخبرنا الله بأن الملائكة تحضر مجالس الذكر وهم السياحون في طلب هذه المجالس فإذا رأوا مجلس الذكر نادى بعضهم بعضا هلموا إلى بغيتكم وليس أحد من البشر من أهل ذلك المجلس يدركهم إلا من رفع الله الغطاء عن بصره فأدركهم وهم أهل الكشف أ لم تستمع‏

لقول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم اللذين يمشون خلف الجنائز ركابا أ لا تستحيون أن الملائكة تمشي على أقدامها في الجنازة وأنتم تركبون‏

فالمؤمن ينبغي أن يعامل المواطن بما يعامله به صاحب العيان وإلا فليس بمؤمن حقا فإن لكل حق حقيقة وليست الحقيقة التي لكل حق إلا إنزاله منزلة المشهود المدرك للبصر وقد قال هذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم للرجل الذي سمعه يقول أنا مؤمن حقا فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك فقال الرجل كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا يعني يوم القيامة فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عرفت فالزم‏

ففسر الحقيقة بالنظر والرؤية وجعله بكان لأن يوم القيامة


مخطوطة قونية
8398
8399
8400
8401
8402
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 541 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !