موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأسماء الحسنى التى لرب العزة وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 250 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

مصل إذا كان فذا أو اماما يقول سمع الله لمن حمده هذا محل الإجماع وما كل قائل هذا يعلم أن الله هو القائل إلا إذا سمع هذا الخبر فهذا هو المحجوب وأما أهل الكشف والوجود فما يحتاجون إلى خبر بل يعلمون من هو السامع والقائل فهم غرقى في بحره لا يرجون موتا ولا حياة ولا نشورا

إني أكابد اللجج *** حتى أفوز بالثبج‏

وإنما العلم به *** في موج هذه اللجج‏

والسيف لا أرى له *** عينا فدع عنك الحجج‏

يا حضرة قد تلفت *** فيها النفوس والمهج‏

إن الفتى كل الفتى *** الأبيض في عين السبج‏

وما عليه في الذي *** يلقاه فيه من حرج‏

من كل ما يكرهه *** من قد نجا وما خرج‏

وما نجا منه سوى *** من مات فيه فدرج‏

وكل ما تحذره *** من ذات دل ودعج‏

فلا تخف فإنها *** نفسك في ثاني درج‏

وقد كثر الله في خطابه من قوله ولا تَحْسَبَنَّ ولا يَحْسَبَنَّ وعدد أمورا كثيرة هي مذكورة في القرآن يطول إيرادها وما منها آية فيها ولا تَحْسَبَنَّ أو يَحْسَبُ إلا وفيها قوة الاكتفاء لمن فهم وما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ من هذه الحضرة يحسب على المتنفس أنفاسه لأنها أنفاس معدودة محصاة عليه إلى أجل مسمى فلا بد أن يكون كما قلنا ولكن لا بما هي أنفاس وإنما بما تجري فيه إلى أمد معين وتلك حضرة بين العلم والجهل فهي حضرة التخمين والحدس والظن الذي لم يبلغ مبلغ العلم ولهذا جاء وحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ وكانت الفتنة فما كان ما حسبوا وقال في طائفة وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً وما أحسنوا صنعا فهي شبهات في صور أدلة تظهر وليست أدلة في نفس الأمر فالكيس من يقف عندها ولا يحكم فيها بشي‏ء فإن لها شبها بالطرفين ومن هذه الحضرة نزلت الآيات المتشابهات التي نهينا عن الخوض فيها ونسبنا إلى الزيغ في اتباعها فإن الزيغ ميل إلى أحد الشبهين وإذا أولت إلى أحد الشبهين فقد صيرتها محكمة وهي متشابهات فعدلت بها عن حقيقتها وكل من عدل بشي‏ء عن حقيقته فما أعطاه حقه كما أعطاه الله خلقه والإنسان مأمور بأن يوفي كل ذي حق حقه ومن هذه الحضرة ظهرت الأعداد في أعيان المعدودات فلما تركب العدد في المعدود تخيل منه ما ليس له حكم في وجود عيني فهذه الحضرة أعطت كثرة الأسماء لله وهي كلها أسماء حسني تتضمن المجد والشرف بل هي نص في المجد والشرف فلهذا قيل فيه إنه تعالى حسيب والحسيب ذو الحسب الكريم والنسب الشريف ولا نسب أتم ولا أكمل في الشرف من شرف الشي‏ء بذاته لذاته ولهذا

لما قيل لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم انسب لنا ربك ما نسب الحق نفسه فيما أوحى إليه به إلا لنفسه وتبرأ أن يكون له نسب من غيره فأنزل عليه سورة الإخلاص قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ

فعدد ومجد فكانت له عواقب الثناء بما له من التحميد ثم أبان أن له الأسماء الحسنى وعين لنا منها ما شاء وأمرنا أن ندعوه بها مع أن له أسماء كل شي‏ء في العالم فكل اسم في العالم فهو حسن بهذه النسبة ومن هنا قالوا أفعال الله كلها حسنة ولا فاعل إلا الله هكذا حكم الأسماء التي تسمى بها العالم كله ولا سيما إن قلنا بقول من يقول إن الاسم هو المسمى وقد بينا أنه ما ثم وجود إلا الله وكذلك لو قلنا إن الاسم ليس المسمى لكان مدلول الاسم وجود الحق أيضا فعلى كل وجه ليس إلا الحق فما ثم وضيع فالكل ذو حسب صميم ومجد وشرف عميم وإنما الحسبان الذي رمى الله به روضة أحد الرجلين من السماء فأصبحت صَعِيداً زَلَقاً وأصبح ماؤها غورا فكونها أصبحت صعيدا زلقا أورثها الشرف وبما نعتها به من الزلق أورثها التنزيه والرفعة في الدرجة بما جعلها صعيد أو أزال عنها أنواع المخالفة بما أزال عنها من الشجر فإن الحسبان كان من السماء فأعطى مرتبة السمو لمن كان موصوفا بالأرض وهي الساترة من فيها ولهذا سميت جنة فما أبرز ما برز منها إلا جود السماء وهو المطر وجودها بحرارة الشمس فمن السماء ظهرت زينتها فالسماء كستها بحسبانها والسماء جردتها من زينتها بحسبانها فمن زينتها كثرت أسماؤها بما فيها من صنوف الثمر والأشجار والأزاهر ومن تجريدها وتنزيهها توحد اسمها وذهبت أسماؤها لذهاب زينها إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها وليس الأرض في الاعتبار سوى المسمى خلقا وليس زينتها سوى المسمى حقا فبالحق تزينت وبالحق تنزهت وتجردت عن ملابس العدد وظهرت بصفة الأحد وهذا كله من هذه الحضرة حضرة الاكتفاء وهو الاسم الإلهي الحسيب‏


مخطوطة قونية
9538
9539
9540
9541
9542
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 250 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!