موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


47. الباب السابع والأربعون في القلم الأعلى اعلم أن القلم الأعلى: عبارة عن أول تعيينات الحق في المظاهر الخلقية على التمييز.

 وقولي على التمييز هو لأن الخلق له تعين إبهامي أولا في العلم الإلهي.

وقد تقدم بيانه، ثم له وجود هو مجمل حكمي في العرش لأنا قد بينا أن العرش أحد وجوهه، هو الموجودات الخلقية.

ثم له ظهور تفصيلي في الكرسي كما قد ذكرناه في الباب المتقدم، ثم له ظهور على التمييز في القلم الأعلى؛ لأن ظهوره في تلك المجالي الأول جميعها غيب.

وجوده في القلم وجود عيني مميز عن الحق، وهو أعني القلم الأعلى أنموذج ينتقش ما يقتضيه في اللوح المحفوظ، کالعقل فإنه أنموذج ينتقش ما يقتضيه في النفس.

فالعقل بمكانة القلم، والنفس بمكانة اللوح، والقضايا الفكرية التي وجدت في النفس بالقانون العقلي، هي بمثابة الصور الوجودية المكتوبة في اللوح المحفوظ.

ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «أول ما خلق الله تعالى العقل»(۱)،

وقال: «أول ما خلق الله القلم»  والقلم هو العقل الأول، وهما وجهان اللوح المحمدي.

 قال عليه الصلاة والسلام: «أول ما خلق الله روح نبيك يا جابر»(۳)

فصار القلم الأعلى والعقل الأول، والروح المحمدي عبارة عن جوهر فرد، وهو بنسبته إلى الخلق يسمى القلم الأعلى.

 وبنسبته إلى مطلب الخلق يسمى العقل الأول، و بإضافته إلى الإنسان الكامل يسمى روحا محمديا صلى الله عليه وسلم.

 وسيأتي تفصيل الروح والعقل من هذا الكتاب في موضعه إن شاء الله تعالى.


 


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!