موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية: مكتبة الشيخ عبد الكريم الجيلي

الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


60. الباب الموفى ستين في الإنسان الكامل وأنه محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مقابل للحق والخلق

اعلم أن هذا الباب عمدة أبواب هذا الكتاب.

بل جميع الكتاب من أوله إلى آخره شرح لهذا الباب فافهم معنى هذا الخطاب.

ثم إن أفراد هذا النوع الإنساني كل واحد منهم نسخة للآخر بكماله لا يفقد في أحد منهم مما في الآخر شيء إلا بحسب العارض.

كمن تقطع يداه ورجلاه، أو يخلق أعمى لما عرض له في بطن أمه، ومتى لم يحصل العارض فهم كمرآتين متقابلتين يوجد في كل واحد منهما ما يوجد في الأخرى.

ولكن منهم من تكون الأشياء فيه بالقوة، ومنهم من تكون فيه بالفعل وهم الكمل من الأنبياء والأولياء.

 ثم إنهم متفاوتون في الكمال فمنهم الكامل والأكمل.

ولم يتعين أحد منهم ما تعين به محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الوجود من الكمال الذي قطع له بانفراده فيه.

شهدت له بذلك أخلاقه وأحواله وأفعاله وبعض أقواله، فهو الإنسان الكامل والباقون من الأنبياء والأولياء والكمل صلوات الله عليهم ملحقون به لحوق الكامل بالأكمل.

ومنتسبون إليه انتساب الفاضل إلى الأفضل.

ولكن مطلق لفظ الإنسان الكامل حيث وقع في مؤلفاتي إنما أريد به محمدا صلى الله عليه وسلم تأدبا بمقامه الأعلى ومحله الأكمل الأسنى.

ولي في هذه التسمية له إشارات وتنبيهات على مطلق مقام

الإنسان الكامل لا يسوغ إضافة تلك الإشارات.

ولا يجوز إسناد تلك العبادات إلا لاسم محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ هو الإنسان الكامل بالاتفاق.

 وليس لأحد من الكمل ماله من الخلق والأخلاق، وفيه قلت هذه القصيدة المسماة بالدرة الوحيدة في اللجة السعيدة:

قلب أطاع الوجد فيه جنانه      .......       وعصى العواذل سرّه ولسانه
عقد العقيق من العيون لأنه      .......       فقد العقيق ومن همو أعيانه
ألف السهاد وما سها فكأنها      .......       نظم السهى في هدبه إنسانه
يبكي على بعد الديار بمدمع      .......       سل عنه سلعاً آم روت غدرانه
فحنينه رعد ونار زفيره      .......       برق ومزن المنحنى أجفانه
فكأن بحر الدمع يقذف درّه      .......       حتى نفدن وقد بدا مرجانه
ولئن تداعى فوق أيك طائر      .......       داعي الحمام بأنه خفقانه
ويزيده شجواً حنين مطية      .......       رقلت بها نحو الحمى ركبانه
يا سائق العيس المعمم في الثرى      .......       قف للذي تحدوكم أشجانه
بلِّغ حديثاً قد روته مدامعي      .......       إذ عنعنته مسلسلاً فيضانه
أسند لهم ضعفي وما قد صح من      .......       متواتر الخبر الذي جريانه
يرويه عن عبراته عن مقلتي      .......       عن أضلعي عما روت نيرانه
عن مهجتي عن شجوها عن خاطري      .......       عن عشقتي عما حواه جنانه
عن ذلك العهد القديم عن الهوى      .......       عمن همو روحي وهم سكانه
واسكل سلمت أحبتي بتلطف      .......       المسكين عند همو وهم سلطانه
واستنجد العرب الكرام تعطفاً      .......       لمضيِّع في هجرهم أزمانه
لا يوحشنك عزّهم وعلوهم      .......       تلك الديار لوفدها أوطانه
آلا ولا تنس الحديث فحبهم      .......       قصص الصبابة لم تزل قرآنه
ما آيسوا المقطوع من إيصالهم      .......       بل آنسوه بأنهم خلانه
قد آنت أعهد منهم حفظ الودا      .......       د فليت شعري هل هم إخوانه
ولقد أنزّه عن خيانة عهدنا      .......       شأن الحبيب وإن يكن هو شأنه
حيا الإله أحبتي وسقاهمو      .......       غيثاً يجود بويله سكبانه
يحيا به الربع الخصيب ولم يزل      .......       حياً يميس بورقه أغصانه
عجباً لذاك الحيّ كيف يهمه      .......       قحط السنين وأحمد نيسانه
أو كيف يظمأ وفده ولديهمو      .......       بحر يموج بدرّه طفحانه
شمس على قطب الكمال مضيئة      .......       بدر على فلك العلا سيرانه
أوج التعاظم مركز العزّ الذي      .......       لرحى العلا من حوله دورانه
ملك وفوق الحضرة العليا على      .......       العرش المكين مثبت إمكانه
ليس الوجود بأسره إن حققوا      .......       إلاَّ حباباً طفحته دنانه
الكل فيه ومنه كان وعنده      .......       تفنى الدهور ولم تزل أزمانه
فالخلق تحت سما علاه كخردل      .......       والأمر يبرمه هناك لسانه
والكون أجمعه لديه كخاتم      .......       في إصبع منه أجلّ كوانه
والملك والملكوت في تياره      .......       كالقطر بل من فوق ذاك مكانه
وتطيعه الأملاك من فوق السما      .......       واللوح ينفذ ما قضاه بنانه
فلكم دعا بالنخلة الصما فجاءت       .......       مثل ما جاءت له غزلانه
ناهيك شقّ البدر منه بأصبع      .......       والبدر أعلى أن يزلّ قرانه
شهدت بمكنته الكيان وخير      .......       بينة يكون الشاهدين كيانه
هو نقطة التحقيق وهو محيطه      .......       هو مركز التشريع وهو مكانه
هو درّ بحر ألوهة وخضمُّها      .......       هو سيف أرض عبودة ومعانه
هو هاؤه هو واوه هو باؤه      .......       هو سينه والعين بل إنسانه
هو قافه هو نونه هو طاؤه      .......       هو نوره هو ناره هو رانه
عقد اللواء بمحمد وثنائه      .......       فالدهر دهر والأوان أوانه
وله الوساطة وهو عين وسيلة      .......       هي للفتى يجلى بها رحمانه
وله المقام وذلك المحمود ما      .......       لم يدر من شأن تعالى شأنه
ميكال طست موجة من بحره      .......       وكذاك روح أمينه وأمانه
وبقية الأملاك من مائية       …     و كالثلج يعقده الصبا وحرانه
( الصبا :ريح باردة تهب من مطلع الشمس وفي اصطلاح الصوفية تشير الى الواردات الالهية ..وان كان الجيلى لم يستخدمها بهذا المعنى الصوفي في الأبيات!).
والعرش والكرسي ثم المنتهى     ….     مجلاه ثم محله ومكانه
وطوى السماوات العلى بعروجه  ….   طيّ السجل كمدلج ركبانه
أنبا عن الماضي وعن مستقبل     …..  كشف القناع وآم أضا برهانه
وأتت يداه بمال قيصره    ……    ففرقها وكسرى ساقط إيوانه
ولكم له خلق يضيء بنوره    …….   يهدي بذكراه الهدى جيرانه
ولكم تطهّر في التزّآي وانتقى      .......       حتى ارتقى ما لا يرام عيانه
أنبا عن الأسرار إعلاناً ولم      .......       يفش السريرة للورى إعلانه
نظم الدراري في عقود حديثه      .......       منتشرات فوقها عقبانه
حتى يبلغ في الإمامة حقها      .......       من غير هتك رامه خوانه
اللَّه حسبي ما لأحمد منتهى      .......       وبمدحه قد جاءنا فرقانه
حاشاه لم تدرك لأحمد غاية      .......       إذ كل غايات النهى بدآنه
صلَّى عليه اللَّه مهما زمزمت      .......       آلم على معنى يريح بيانه
والكل والأصحاب والأنساب والأقطاب قوم في العلا إخوانه
اعلم حفظك الله أن الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره.

وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين، ثم له تنوع في ملابس ويظهر في كنائس، فيسمی به باعتبار لباس، ولا يسمى به باعتبار لباس آخر.

فاسمه الأصلي الذي هو له محمد، وكنيته أبو القاسم، ووصفه عبد الله، ولقبه شمس الدين.

ثم له باعتبار ملابس أخرى أسام، وله في كل زمان اسم ما يليق بلباسه في ذلك الزمان، فقد اجتمعت به صلى الله عليه وسلم وهو في صورة شيخي الشيخ شرف الدين إسماعيل الجبرتي، ولست أعلم أنه النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت أعلم أنه الشيخ، وهذا من جملة مشاهد شاهدته فيها بزبيد سنة ست وتسعين وسبعمائة.

وسر هذا الأمر تمكنه صلى الله عليه وسلم من التصور بكل صورة.

فالأديب إذا رآه في الصور المحمدية التي كان عليها في حياته فإنه يسميه باسمه، وإذا رآه في صورة ما من الصور وعلم أنه محمد، فلا يسميه إلا باسم تلك الصورة.

ثم لا يوقع ذلك الاسم إلا على الحقيقة المحمدية ألا تراه صلى الله عليه وسلم لما ظهر في صورة الشبلي رضي الله عنه.

قال الشبلي لتلميذه أشهد أني رسول الله، وكان التلميذ صاحب کشف فعرفه.

فقال: أشهد أنك رسول الله، وهذا أمر غير منكور، وهو كما يرى النائم فلانة في صورة فلان.
وأقل مراتب الكشف أن يسوغ به في اليقظة ما يسوغ به في النوم، لكن بين النوم والكشف فرق.

وهو في الصورة التي يرى فيها محمد عليه في النوم لا يوقع اسمها في اليقظة على الحقيقة المحمدية.

لأن عالم المثال يقع التعبير فيه فيعبر عن الحقيقة المحمدية إلى حقيقة تلك الصورة اليقظة.

بخلاف الكشف فإنه إذا كشف لك عن الحقيقة المحمدية إنها متجلية في صورة من صور الآدميين.

فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على الحقيقة المحمدية، ويجب عليك أن تتأدب مع صاحب تلك الصورة تأدبك مع محمد صلى الله عليه و سلم لما أعطاك الكشف أن محمدا صلى الله عليه و سلم متصور بتلك الصورة.

فلا يجوز ذلك بعد شهود محمد صلى الله عليه و سلم فيها أن تعاملها بما كنت تعاملها به من قبل , إياك أن تتوهم شيئا في قولي من مذهب التناسخ، حاشا الله وحاشا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون ذلك مرادي.

بلى إن رسول الله ما له من التمكين في التصور بكل صورة حتى يتجلى في هذه الصورة.

وقد جرت سنته صلى الله عليه و سلم أنه لا يزال يتصور في كل زمان بصورة أكملهم لیعلی شأنهم ويقيم ميلانهم، فهم خلفاؤه في الظاهر وهو في الباطن حقيقتهم.

واعلم أن الإنسان الكامل مقابل لجميع الحقائق الوجودية بنفسه، فيقابل الحقائق العلوية بلطافته، ويقابل الحقائق السفلية بكثافته.

فأول ما يبدو في مقابلته للحقائق الخلقية يقابل العرش بقلبه.

قال عليه الصلاة والسلام: "قلب المؤمن عرش الله".
 ويقابل الكرسي بإنيته، ويقابل سدرة المنتهى بمقامه، ويقابل القلم الأعلى بعقله، ويقابل اللوح المحفوظ بنفسه، ويقابل العناصر بطبعه، ويقابل الهيولي بقابليته، ويقابل الهباء بحيز هیکله.

ويقابل الفلك الأطلس برأيه، ويقابل الفلك المكوكب مدركته.

ويقابل السماء السابعة بهمته.

ويقابل السماء السادسة بوهمه.

 ويقابل السماء الخامسة بهمته.

ويقابل السماء الرابعة بفهمه.

 ويقابل السماء الثالثة بخياله.

ويقابل السماء الثانية بفكره.

 ويقابل السماء الأولى بحافظته.

 ثم يقابل زحل بالقوى اللامسة

ويقابل المشتري بالقوى الدافعة

 ويقابل المريخ بالقوى المحرمة

 ويقابل الشمس بالقوى الناظرة

 ويقابل الزهرة بالقوى الملذذة

 ويقابل عطارد بالقوى الشامة

 ويقابل القمر بالقوى السامعة

 ثم يقابل فلك النار بحرارته

 ويقابل فلك الماء ببرودته

 ويقابل فلك الهواء برطوبته

 ويقابل فلك التراب بيبوسته

 ثم يقابل الملائكة بخواطره

 ويقابل الجن والشياطين بوسواسه

 ويقابل البهائم بحيوانيته

ويقابل الأسد بالقوى الباطشة
ويقابل الثعلب بالقوى الماكرة

 ويقابل الذئب بالقوى الخادعة

ويقابل القرد بالقوى الحاسدة

 ويقابل الفأر بالقوى الحريصة

 وقس على ذلك باقي قواه، ثم إنه يقابل الطير بروحانيته

 و يقابل النار بالمادة الصفراوية

ويقابل الماء بالمادة البلغمية

ويقابل الريح بالمادة الدموية

ويقابل التراب بالمادة السوداوية

 ثم يقابل السبعة الأبحر بريقه ومخاطه وعرقه ونقاء أذنه ودمعه وبوله.

والسابع المحيط، وهو المادة الجارية بين الدم والعرق والجلد، ومنها تتفرع تلك الستة ولكل واحد طعم.

فحلو وحامض، ومر وممزوج، ومالح ونتن وطيب

ثم يقابل الجوهر بهويته وهي ذاته، ويقابل العرض بوصفه.

ثم يقابل الجمادات بأنيابه، فإن الناب لا يلتحم بشيء.

 ثم يقابل النبات بشعره وظفره، ويقابل الحيوان بشهوانيته.

ويقابل مثله من الآدميين بيشريته وصورته، ثم يقابل أجناس الناس.

فيقابل الملك بروحه، ويقابل الوزير بنظره الفكري.

ويقابل القاضي بعلمه المسموع ورأيه المطبوع.

ويقابل الشرطي بطنه،
ويقابل الأعوان بعروقه وقواه جميعها.

 ويقابل المؤمنين بيقينه،
ويقابل المشركين بشکه وريبه.

فلا يزال يقابل كل حقيقة من حقائق الوجود برقيقة من رقائقه.

فقد بينا فيما مضى من الأبواب حلق كل ملك مقرب من كل قوى من الإنسان الكامل، وبقي أن نتكلم في مقابلة الأسماء والصفات.

اعلم أن نسخة الحق تعالى كما أخبر صلى الله عليه وسلم حيث قال: "خلق الله آدم على صورة الرحمن ".

 وفي حديث آخر: " خلق الله آدم على صورته".

 وذلك أن الله تعالى حي عليم قادر مريد سميع بصير متكلم، وكذلك الإنسان حي عليم إلخ.

 ثم يقابل الهوية بالهوية، والآنية بالآنية، والذات بالذات، والكل بالكل، والشمول بالشمول، والخصوص بالخصوص.

وله مقابلة أخرى يقابل الحق بحقائقه الذاتية، وقد نبهنا عليها في هذا الكتاب في غير موضع.

وأما هنا فلا يجوز لنا أن نترجم عنها، فيكفي هذا القدر من التنبيه عليها.

ثم اعلم أن الإنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية والصفات الإلهية استحقاق الأصالة .

والملك بحكم المقتضى الذاتي، فإنه المعبر عن حقيقته بتلك العبارات والمشار إلى لطيفته بتلك الإشارات، ليس لها مستند في الوجود إلا الإنسان الكامل؛ فمثاله للحق مثال المرأة التي لا يرى الشخص صورته إلا فيها.

وإلا فلا يمكنه أن يرى صورة نفسه إلا بمرآة الاسم الله فهو مرآته.

والإنسان الكامل أيضا مرأة الحق.

فإن الحق تعالى أوجب على نفسه أن لا ترى أسماؤه ولا صفاته إلا في الإنسان الكامل.

وهذا معنى قوله تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا".( آية 72 سورة الأحزاب.) .
يعني قد ظلم نفسه بأن أنزلها عن تلك الدرجة، جهولا بمقداره لأنه محل الأمانة الإلهية وهو لا يدري.

واعلم أن الإنسان الكامل تنقسم جميع الأسماء والصفات له قسمين:
فقسم يكون عن يمينه :
كالحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر وأمثال ذلك.
وقسم يكون عن يساره :
کالأزلية والأبدية والأولية والآخرية وأمثال ذلك.

ويكون له وراء الجميع لذة سريانية تسمى لذة الألوهية يجدها في وجود جميعه بحكم الانسحاب حتى أن بعض الفقراء تمنى استرساله في تلك اللذة.

ولا يغرنك كلام من يزيف هؤلاء، فإنه لا معرفة له بهذا المقام.

ويكون للإنسان الكامل فراغ عن متعلقاته کالأسماء والصفات فلا يكون له إليهم نظر.

بل متجرد عن الأسماء والصفات والذات لا يعلم في الوجود غير هويته بحكم اليقين والكشف يشهد صدور الوجود أعلاه وأسفله منه.

ويرى متعددات أمر الوجود في ذاته كما يرى أحدنا خواطره وحقائقه.

وللإنسان الكامل تمكن من منع الخواطر عن نفسه جليلها ودقيقها.

ثم إن تصرفه في الأشياء لا عن اتصاف ولا عن آلة ولا عن اسم ولا عن رسم، بل كما يتصرف أحدنا في كلامه وأكله وشربه.

وللإنسان الكامل ثلاث برازخ وبعدها المقام المسمى بالختام:
البرزخ الأول :
يسمى البداية وهو التحقق بالأسماء والصفات.
البرزخ الثاني :
يسمى التوسط وهو فلك الرقائق الإنسانية بالحقائق الرحمانية، فإذا استوفى هذا المشهد علم سائر المکتمات واطلع على ما شاء من المغيبات.

البرزخ الثالث :
وهو معرفة التنوعات الحكمية في اختراع الأمور القدرية لا يزال الإنسان تخرق له العادات بها في ملكوت القدرة حتى يصير له خرق العوائد عادة في فلك الحكمة فحينئذ يؤذن له بإبراز القدرة في ظاهر الأكوان.
المقام المسمى بالختام:

فإذا تمكن من هذا البرزخ "الثالث "حل في المقام المسمى بالختام والموصوف بالجلال والإكرام.

وليس بعد ذلك إلا الكبرياء وهي  النهاية التي لا تدرك لها غاية.

والناس في هذا المقام مختلفون فكامل وأكمل، وفاضل وأفضل.

 والله يقول الحق وهو يهدي السبيل



 


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!