موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الثامن عشر منظر المحادثة

هذا المنظر لا يمكر أحد كذا أن يستقيم فيه، و عنده بقية من محسوساته، بل يغيب العبد عن عالم الأجسام بالكلية.

فيذهب به فی عوالم الملکوت، کل علی قدر ما یخصه، الله تعالی ويصطفيه.

وفي هذا المنظر: يوضع لأهل المناظر منابر النور، ويضرب عليها سرادق الأنوار، وترفع لأهله معارج الأنوار - فيرتقون فيها.

ويرزق فيها، من يرزق، أجنحة كالملائكة، فيطير في جوف الفلك الى أن يبلغ السماء الأولى، فالثانية، فالثالثة ۰

و لايزال يرقى إلى أن وصل سدرة المنتهى:

. فمنهم من ینادي بعلوم الأكوان.

. و منهم من ینادي بعلوم القدر.

. ومنهم من ينادي بعلوم أهل الآخرة.

.و منهم من ینادي بعلوم التوحيد ۰

وهذا المنظر ليس فيه سؤال، بل كله ابتداء الهى يفجأ العبد، لا يكون فيه سؤال عن شيء البتة.

والمناظر التي فيها السؤال، هي المتقدم ذكرها:

من منظر المكالمة، والمسامرة والمخاطبة.

وأما هذا المنظر فليس فيه سؤال من العبد، بل كله ابتداء.

فإذا رجع من هذا المنظر إلى محسوساته، سأل، فإذا علم الله سؤاله، وأراد أن يجيبه، أخذه عن محسوساته، فابتدأه بجواب ذلك، في ھذا المنظر.

وشرط هذا المنظر:

أن العبد لا يسمع من جهة مخصوصة البتة، ولا يدرى من أي جهة جاء الخطاب. لأنه لا جهة له، بل يتحقق. بالضرورة أنه كلام الله تعالى

آفة هذا المنظر:-

هي تلك الغيبوبة، وذلك الحجاب المتقدم ذكره.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!