موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المناظر الإلهية

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


*****المنظر الثاني والثمانون منظر أستغفر الله

يتجلى الله تعالى، في هذا المنظر، على العبد، بتجل، يستتر فيه وجود العبد، فيغفر ذات العبد، أي: يسترها بذاته.

فلا يشهد في الوجود إلا الله وحده.

ومن التجليات المختصة بهذا المنظر، ما يستر، فيغفر صفات العبد بصفات الله، وأسمائه بأسمائه.

فتكون ذاته موجودة، ولكن ليس له اسم ولا صفة، بل أسماء الله تعالى وصفاته.

من التجليات المختصة بهذا المنظر، ما يستر، فيغفر أفعال العبد بأفعال الله وصفاته من التجليات: فلا يرى فاعلا في الوجود إلا الله في الخير والشر.

يشهده العبد عند وقوع الفعل فهو حاضر مع الفاعل بما فعل.

ومن التجليات المختصة بهذا المنظر، ما يستر، فيغفر قبائح الأشكال والمعاني بالحسن المطلق.

فلا يرى العبد إلا حسنا في العالم بأسره.

وأعلى تجلیات هذا المنظر، ما يستر ذات العيد أعني: وجوده.

فقال القائل شعرا:

وجودك ذنب لا يقاس به ذنب …. فغفرانه أعظم الغفران

وانزل من ذلك: ما يستر به، فیغفر الصفة، فالاسم، فالفعل، فالقبح، فالذنب - وهو حظ سائر العوام من الناس.

آفة هذا المنظر:

هو دعواك الوجود من دونه، فلو لم تكن مدعيا لذلك، لما احتجب الستر.

هذا لمن هو في مقام الفناء، وهو في مقام البقاء، نقص ايضا.

لأن الستر الذي هو الغفران: حجاب، والمحجوب ناقص.


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!