موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مراتب الوجود

تأليف الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي (667هـ - 828هـ)

 

 


المرتبة الثانية عشر: عالم الإمكان

من مراتب الوجود هي عالم الإمكان ، فإن التجليات الفعلية آخر التنزلات الإلهية الحقية ، والعقل الأول أول التنزلات الإلهية الخلقية ، فالإمكان مرتبة متوسطة بين الحق والخلق لأنه أعنى الإمكان لا يطلق عليه العدم ولا الوجود لما فيه من قبول الجهتين ، فإذا تعين ممكن من عالم الإمكان نزل وظهر إلى العالم الخلقي ، وهكذا ما ليس بمتعين فإنه باق على إمكانه ، فعالم الإمكان برزخ بين الوجودين أعني : وجود القديم ووجود الحدث وسببه أنه لا يصح وقوع اسم العدم على الممكن من كل جهة اللهم إلا بنسبة ما ، فيصح عليه من مقابلة تلك النسبة اسم الوجود أيضاً ، فلا وجود ولا عدم فهو مرتبة متوسطة بين الوجود الحقيقي والمجازي ، إذ العدم عند المحققين عبارة عن الخلق والوجود عبارة عن الحق والخلق معدوم والحق موجود والممكن متوسط بين المرتبتين ، فالموجود المطلق الذي ليس بمعقود ولا معدوم ولا متلاشٍ ولا هالك هو الله تعالى عن أوصاف المحدثات .وأعلم أن حضرة الحق هي حضرة الجمع لأنها جامعة لحضرات الجمع والوجود والكشف والشهود ، ولهذا قيل إن التحقيق والوصول غير المتوهم والمعقول ، والدليل والبرهان غير الكشف والعيان والكل . فافهم .


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!