موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

 

 


الطريق الكوفي أو درب زبيدة:

عندما استلم العباسيون الحكم وحولوا العاصمة من دمشق إلى بغداد، بدأ طريق الحج الكوفي بالتطور بشكل سريع، وكان الأمراء العباسيون يسلكونه مع عائلاتهم، فقاموا بتسهيل الطريق ورصفت الأرض بالحجارة في المناطق الرملية والمنطق الموحلة، وأزيلت الجلاميد والعقبات منه، وانشأوا خدمات كثيرة للحجاج على طول الطريق، فزودوه بالمنافع والمرافق المتعددة، كبناء أحواض المياه وحفر الآبار وإنشاء البرك وإقامة المنارات، كما عملوا على توسيع الطريق حتى يكون صالحاً للاستخدام من قبل الحجاج والمسافرين ودوابهم، وأقيمت على امتداد الطريق العلامات التي توضح مسار الطريق كالأعلام والمنارات والأميال والمشاعل والمواقيد ليهتدي بها المسافرون ليلاً ونهاراً. وكان للسيدة زبيدة بنت جعفر (توفيت سنة 226 ه) زوجة الخليفة هارون الرشيد (توفي سنة 193 ه) فضل كبير في إنشاء عدد من الآبابر والسدود والبرك، فسمي هذا الطريق باسم درب زبيدة، وأصبح حلقة اتصال مهمة بين بغداد والحجاز.

يبدأ هذا الدرب من الكوفة ويمرّ بنجد إلى المدينة المنورة، عن طريق الفيد التي تقع جنوب حائل حالياً. ويبلغ عدد المحطات الرئيسة في هذا الطريق سبعاً وعشرين محطة. ومتوسط ما بين كل محطة ومحطة نحو 50 كم، وكان هناك أيضاً محطات ثانوية تسمى "متعشى"، وهي استراحة تقام بين كل محطتين رئيستين. وهذه هي أسماء المنازل والمحطات وفقاً لكتاب درب زبيدة لمؤلفه سعد الراشد (طبعة 1993: صفحة 296 – 301): الكوفة، القادسية، العذيب (وقد ذكرها الشيخ محي الدين في الترجمان)، وادي السباع، المغيثة، مسجد سعد، القرعاء، الطرف، واقصة، القبيات، العقبة، الحلجاء (وتسمى الآن بركة الضفيري، وهي أول محطة داخل الحدود السعودية)، القاع، الجريسي، زبالا (وهي الآن قرية عامرة جنوب شرق محافظة رفحاء)، التنانير، الشقوق، ردان، البطان, المحمية، الثعلبة، الغميس، الخزيمة (وهي زرود التي ذكره الشيخ في الترجمان)، بطن الأغر، الأجفر، القرائن، فيد (وهي لا تزال عامرة إلى اليوم)، القرنتين، توز، الفحيمة، سميراء (وهي عامرة إلى اليوم)، العباسية، الحاجر (وتعرف اليوم بالبعائث، ويذكرها الشيخ محي الدين كثيرا)، قروري، معدن النقرة، السمط، مغيثة الماوان، أريمة، الربذة، الروثة، السليلة، أضبة، شرورى، العمق، معدن بني سليم، عقبة الكراع، الكرانة، أفاعية، الكبوانة، المسلح، القصر، الغمرة، أوطاس، ذات عرق (وكان هو مكان الميقات وعنده يحرم حجاج العراق وشمالي نجد)، غمر، بستان بني عامر، مشاش، مكة المكرمة.

وهناك مسارات فرعية أخرى منها طريق معدن النقرة - المدينة, وأهم محطاتة: معدن النقرة، العسيلة، المحدث، بطن نخل، الحصيلك، المكحولين، السقرة، الطرق، الركابية، المدينة. وفي معدن النقرة يلتقي طريق البصرة مع طريق الكوفة حيث يصل إليه من النباج ويتجه محاذياً له حيث يلتقي الطريقان في ذات عرق.

وفي مراحل ضعف الدولة العباسية، ما بين أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري ، تعرضت بعض محطات الطريق للتخريب والتدمير على أيدي القرامطة، وتوقف الحجاج عن استخدامه إلا في حالات توافر الحماية، وبعد سقوط بغداد على أيدي المغول عام 656 ه / 1258 م تعطل الطريق بشكل كامل واندثرت معظم محطاته وتحولت إلى أطلال.

http://positivegraphics.com/18-M-DARB-ZUBAIDAH.jpg

http://www.muslimstoday.info/sites/default/files/img/story/2012/06/aynzubaida.jpg


 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!