«ألم ترَ» تعلم يا مخاطب «أن الله يُولج» يدخل «الليل في النهار ويولج النهار» يدخله «في الليل» فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر «وسخَّر الشمس والقمر كلُّ» منهما «يجري» في فلكه «إلى أجل مسمى» هو يوم القيامة «وأن الله بما تعملون خبير».
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
قوله تعالى: " وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ» فإنه الخالق ما فيها وهو قوله تعالى (يَعْلَمُ السِّرَّ)
* فإنالسرالنكاح .
(32) سورة السّجدة مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
------------
(34) الفتوحات ج 2 /
412
يخبر تعالى أنه ( يولج الليل في النهار ) بمعنى : يأخذ منه في النهار ، فيطول ذلك ويقصر هذا ، وهذا يكون زمن الصيف يطول النهار إلى الغاية ، ثم يسرع في النقص فيطول الليل ويقصر النهار ، وهذا يكون في زمن الشتاء ، ( وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى ) قيل : إلى غاية محدودة . وقيل : إلى يوم القيامة . وكلا المعنيين صحيح ، ويستشهد للقول الأول بحديث أبي ذر ، رضي الله عنه ، الذي في الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا أبا ذر ، أتدري أين تذهب هذه الشمس ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب فتسجد تحت العرش ، ثم تستأذن ربها فيوشك أن يقال لها : ارجعي من حيث جئت " .
وقال ابن أبي الحاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو صالح ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس أنه قال : الشمس بمنزلة الساقية ، تجري بالنهار في السماء في فلكها ، فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها ، قال : وكذلك القمر . إسناده صحيح .
وقوله : ( وأن الله بما تعملون خبير ) ، كقوله : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض ) [ الحج : 70 ] . ومعنى هذا : أنه تعالى الخالق العالم بجميع الأشياء ، كقوله : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) [ الطلاق : 12 ] .
قوله تعالى: {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} تقدم. {وسخر الشمس والقمر} أي ذللهما بالطلوع والأفول تقديرا للآجال وإتماما للمنافع. {كل يجري إلى أجل مسمى} قال الحسن : إلى يوم القيامة. قتادة : إلى وقته في طلوعه وأفوله لا يعدوه ولا يقصر عنه. {وأن الله بما تعملون خبير} أي من قدر على هذه الأشياء فلا بد من أن يكون عالما بها، والعالم بها عالم بأعمالكم. وقراءة العامة {تعملون} بالتاء على الخطاب. وقرأ السلمّي ونصر بن عاصم والدوري عن أبي عمرو بالياء على الخبر. "ذلك" أي فعل الله تعالى ذلك لتعلموا وتقروا {بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل} أي الشيطان؛ قاله مجاهد. وقيل : ما أشركوا به الله تعالى من الأصنام والأوثان. {وأن الله هو العلي الكبير} العلّي في مكانته، الكبير في سلطانه.
ألم تر أن الله يأخذ من ساعات الليل، فيطول النهار، ويقصر الليل، ويأخذ من ساعات النهار، فيطول الليل، ويقصر النهار، وذلَّل لكم الشمس والقمر، يجري كل منهما في مداره إلى أجل معلوم محدد، وأن الله مُطَّلع على كل أعمال الخلق مِن خير أو شر، لا يخفى عليه منها شيء؟
وهذا فيه أيضا، انفراده بالتصرف والتدبير، وسعة تصرفه بإيلاج الليل في النهار، وإيلاج النهار في الليل، أي: إدخال أحدهما على الآخر، فإذا دخل أحدهما، ذهب الآخر.
وتسخيره للشمس والقمر، يجريان بتدبير ونظام، لم يختل منذ خلقهما، ليقيم بذلك من مصالح العباد ومنافعهم، في دينهم ودنياهم، ما به يعتبرون وينتفعون.
و { كُلّ } منهما { يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } إذا جاء ذلك الأجل، انقطع جريانهما، وتعطل سلطانهما، وذلك في يوم القيامة، حين تكور الشمس، ويخسف القمر، وتنتهي دار الدنيا، وتبتدئ الدار الآخرة.
{ وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ } من خير وشر { خَبِيرٌ } لا يخفى عليه شيء من ذلك، وسيجازيكم على تلك الأعمال، بالثواب للمطيعين، والعقاب للعاصين.
"ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير".
(أَلَمْ تَرَ) الهمزة حرف استفهام ومضارع مجزوم بلم والفاعل مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها، (أَنَّ اللَّهَ) أن ولفظ الجلالة اسمها (يُولِجُ) مضارع فاعله مستتر (اللَّيْلَ) مفعول به (فِي النَّهارِ) متعلقان بالفعل والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها سد مسد مفعولي ترى، (وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) معطوف على ما قبله (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) معطوف أيضا (كُلٌّ) مبتدأ (يَجْرِي) مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ، والجملة الاسمية حال.
(إِلى أَجَلٍ) متعلقان بالفعل (مُسَمًّى) صفة أجل.
(وَأَنَّ اللَّهَ) الواو حرف عطف وأن ولفظ الجلالة اسمها (بِما) متعلقان بالخبر (خَبِيرٌ) (تَعْمَلُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة ما. والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها معطوف على ما قبله.
Traslation and Transliteration:
Alam tara anna Allaha yooliju allayla fee alnnahari wayooliju alnnahara fee allayli wasakhkhara alshshamsa waalqamara kullun yajree ila ajalin musamman waanna Allaha bima taAAmaloona khabeerun
Hast thou not seen how Allah causeth the night to pass into the day and causeth the day to pass into the night, and hath subdued the sun and the moon (to do their work), each running unto an appointed term; and that Allah is Informed of what ye do?
Görmedin mi ki Allah, geceyi kısaltır, bir kısmı gündüz olur, gündüzü kısaltır, bir kısmı gece olur ve ram etmiştir güneşi ve ayı; hepsi de mukadder bir zamana kadar yollarında akıp durur ve şüphe yok ki Allah, ne yapıyorsanız hepsinden de haberdardır.
N'as-tu pas vu qu'Allah fait pénétrer la nuit dans le jour, et qu'il fait pénétrer le jour dans la nuit, et qu'Il a assujetti le soleil et la lune chacun poursuivant sa course jusqu'à un terme fixé? Et Allah est Parfaitement Connaisseur de ce que vous faites.
Hast du etwa nicht gesehen, daß ALLAH die Nacht in den Tag einfließen läßt und den Tag in die Nacht einfließen läßt, (daß) ER euch die Sonne und den Mond gratis fügbar machte - beide durchlaufen bis zu einer festgelegten Frist, und daß ALLAH dessen, was ihr tut, allkundig ist?!
|
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة لقمان (Luqman - Luqman) |
ترتيبها |
31 |
عدد آياتها |
34 |
عدد كلماتها |
550 |
عدد حروفها |
2121 |
معنى اسمها |
(لُقْمَانُ): رَجُلٌ صَالِحٌ، عُرِفَ بِالْحِكْمَةِ، وَعَاشَ فِي زَمَنِ دَاوُدَ عليه السلام |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ وَصَايَا لُقْمَانَ لِابنِهِ، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعْرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (لُقْمَانَ) |
مقاصدها |
الِاتِّعَاظُ بِالسُّنَنِ الإِلَهِيَّةِ عُمُومًا، وبَيَانُ الْوَصَايَا فِي تَرْبِيَةِ الأَبْنَاء |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ سِوَى أَنـَّهَا مِنَ المَثَانِي |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (لُقْمَانَ) بِآخِرِهَا: الإِشَارَةُ إِلَى آيَاتِ اللهِ، فقَالَ فِي فَاتِحَتِهَا: ﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ ٢﴾، وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ ...٣٤﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (لُقْمَانَ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الرُّومِ): لَمَّا خَتَمَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (الرُّومَ) بِقَولِهِ: ﴿وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ ...٥٨﴾ ضَرَبَ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ بِوَصَايَا لُقْمَانَ لابْنِهِ فِي سُورَةِ (لُقْمَانَ). |