«ونفخ في الصور» هو قرن النفخة الثانية للبعث، وبين النفختين أربعون سنة «فإذا هم» أي المقبورين «من الأجداث» القبور «إلى ربهم ينسلون» يخرجون بسرعة.
وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) وَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)
[ الأمر الإلهي أمران ، بالواسطة وبرفع الوسائط ]
«إِنَّما أَمْرُهُ» الأمر أمران : أمر بواسطة ، وأمر برفع الوسائط ، فأمره سبحانه برفع الوسائط لا يتصوّر أن يعصى ، لأنه بكن ، إذ كن لا تقال إلا لمن هو موصوف بلم يكن ، وما هو موصوف بلم يكن ما يتصور منه الإباية ، وإذا كان الأمر الإلهي بالواسطة فلا يكون بكن ، فإنها من خصائص الأمر العدمي الذي لا يكون بواسطة ، وإنما يكون الأمر بما يدل على الفعل ، فيؤمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ،
فيقال له : أقم الصلاة ، وآت الزكاة ، فاشتق له من اسم الفعل اسم الأمر ، فيطيعه من شاء منهم ويعصيه من شاء منهم ، والإنسان لا يقدر على رفع ما تكون في نفسه ، فإن كن إنما تعلقت بما تكون في نفس الإنسان ، فكان الحكم لما تكون فيمن تكون ، فآمن ولا بد ، أو صلى ولا بد ، أو صام ولا بد ، على حسب ما تعطيه حقيقة الأمر الذي تعلق به كن ، وقد يرد أمر الواسطة ولا يرد الأمر الإلهي ، فلا يجد المخاطب آلة يفعل بها ، فيظهر كأنه عاص ، وإنما هو عاجز فاقد في الحقيقة ، لأنه ما تكون فيه ما أمر به أن يتكون عنه ، فلا أطوع من الخلق لأوامر الحق ، أي لقبول ما أمر الحق بتكوينه فيه ، ولكن لا يشعرون ، وليست الأوامر التي أوجبنا طاعتها ، إلا الأوامر الإلهية ، لا الأوامر الواردة على ألسنة الرسل ، فإن الآمر من الخلق طائع فيما أمر ، لأنه لو لم يؤمر بأن يأمر ما أمر ، فلو أن الذي أمره يسمع المأمور بذلك الأمر أمره لامتثل ،
فإن أمر اللّه لا يعصى إذا ورد بغير الوسائط ، فالأمر الإلهي لا يخالف الإرادة الإلهية ، فإنها داخلة في حدّه وحقيقته ،
وإنما وقع الالتباس من تسميتهم صيغة الأمر - وليست بأمر - أمرا ، والصيغة مرادة بلا شك ، فأوامر الحق إذا وردت على ألسنة المبلغين فهي صيغ الأوامر لا الأوامر ، فتعصى ، وقد يأمر الآمر بما لا يريد وقوع المأمور به ،
فما عصى أحد قط أمر اللّه «إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»
لم يكن للأعيان في حال عدمها شيء من النسب إلا السمع ، فكانت الأعيان مستعدة في ذواتها في حال عدمها لقبول الأمر الإلهي إذا ورد عليها بالوجود ، فلما أراد بها الوجود قال لها «كُنْ» فكانت وظهرت في أعيانها ، فكان الكلام الإلهي أول شيء أدركته من اللّه تعالى ، بالكلام الذي يليق به سبحانه ،
والأصل ثبوت العين لا وجودها ، ولم تزل بهذا النعت موصوفة ، وبقبولها سماع الخطاب إذا خوطبت منعوتة ، فهي مستعدة لقبول نعت الوجود ، مسارعة لمشاهدة المعبود ، فلما قال لها في حال عدمها «كُنْ» كانت ، فبانت بنفسها وما بانت
- بحث –
السماع الإلهي هو أول مراتب الكون ، وبه يقع الختام ، فأول وجود الكون بالسماع ، وآخر انتهائه من الحق السماع ، ويستمر النعيم في أهل النعيم والعذاب في أهل العذاب ، فأما في ابتداء كون كل مكوّن فإنما ظهر عن قول كن ، فأسمعه اللّه فامتثل ، فظهر عينه في الوجود وكان عدما ، فسبحان العالم بحال من قال له :كن فكان ، فأول شيء ناله الممكن مرتبة السماع الإلهي ، فإن كن صفة قول ، قال تعالى : (إِنَّما قَوْلُنا) والسماع متعلقه القول . وأما في الانتهاء في حق الكفار (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) فخاطبهم وهم يسمعون ، وأما في حق أهل الجنة فبعد الرؤية والتجلي الذي هو أعظم النعم عندهم في علمهم ،
فيقول : [ هل بقي لكم شيء ؟ فيقولون : يا ربنا وأي شيء بقي لنا ؟
نجيتنا من النار ، وأدخلتنا الجنة ، وملكتنا هذا الملك ، ورفعت الحجاب بيننا وبينك فرأيناك ، وأي شيء بقي يكون عندنا أعظم مما نلناه ؟
فيقول سبحانه: رضاي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا ]
فأخبرهم بالرضا ودوامه وهم يسمعون ، فذلك أعظم نعيم وجدوه ، فختم بالسماع كما بدأ ، ثم استصحبهم السماع دائما ما بين بدايتهم وغاية مراتب نعيمهم ، فطوبى لمن كانت له أذن واعية لما يورده الحق في خطابه .
------------
(82) الفتوحات ج 2 /
588 - ج 4 /
424 ، 430 - ج 1 /
168 ، 741 -ح 3 / 4
هذه هي النفخة الثالثة ، وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الأجداث والقبور ; ولهذا قال : ( فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) والنسلان هو : المشي السريع ، كما قال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج : 43 ] .
قوله تعالى: {ونفخ في الصور} هذه النفخة الثانية للنشأة. وقد بينا في سورة (النمل) أنهما نفختان لا ثلاث. وهذه الآية دالة على ذلك. وروى المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بين النفختين أربعون سنة : الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت). وقال قتادة : الصور جمع صورة؛ أي نفخ في الصور والأرواح. وصورة وصور مثل سورة البناء وسور؛ قال العجاج : ورب ذي سرادق محجور ** سرتُ إليه في أعالي السور وقد روي عن أبي هريرة أنه قرأ: {ونفخ في الصور}. النحاس : والصحيح أن {الصور} بإسكان الواو : القرن؛ جاء بذلك التوقيف عن رسول الله، وذلك معروف في كلام العرب. أنشد أهل اللغة : نحن نطحناهم غداة الغورين ** بالضابحات في غبار النقعين نطحا شديدا لا كنطح الصورين وقد مضى هذا في {الأنعام} مستوفى. {فإذا هم من الأجداث} أي القبور. وقرئ بالفاء {من الأجداف} ذكره الزمخشري. يقال : جدث وجدف. واللغة الفصيحة الجدث (بالثاء) والجمع أجدث وأجداث؛ قال المتنخل الهذلي : عرفت بأجدث فنعاف عرق ** علامات كتحبير النماط واجتدث : أي اتخذ جدثا. {إلى ربهم ينسلون} أي يخرجون؛ قال ابن عباس وقتادة ومنه قول امرئ القيس : فسلي ثيابي من ثيابك تنسلي ومنه قيل للولد نسل؛ لأنه يخرج من بطن أمه. وقيل : يسرعون. والنسلان والعسلان : الإسراع في السير، ومنه مشية الذئب؛ قال : عسلان الذئب أمسى قاربا ** برد الليل عليه فنسل يقال : عسل الذئب ونسل، يعسل وينسل، من باب ضرب يضرب. ويقال : ينسل بالضم أيضا. وهو الإسراع في المشي؛ فالمعنى يخرجون مسرعين. وفي التنزيل: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة {لقمان : 28]، وقال {يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر} [
القمر : 7]، وفي {سأل سائل} [
المعارج : 1] {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون} [
المعارج : 43] أي يسرعون. وفي الخبر : شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الضعف فقال : (عليكم بالنسل) أي بالإسراع في المشي فإنه ينشط. قوله تعالى: {قالوا ياويلنا} قال ابن الأنباري {يا ويلنا} وقف حسن ثم تبتدئ {من بعثنا} وروي عن بعض القراء {يا ويلنا مِن بعثِنا} بكسر من والثاء من البعث. روي ذلك عن علي رضي الله عنه؛ فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على قوله: {يا ويلنا} حتى يقول: {من مرقدنا}. وفي قراءة أبي بن كعب {من هبّنا} بالوصل {من مرقدنا} فهذا دليل على صحة مذهب العامة. قال المهدوي : قرأ ابن أبي ليلى: {قالوا يا ويلتنا} بزيادة تاء وهو تأنيث الوصل، ومثله: {يا ويلتا أألد وأنا عجوز} [
هود : 72]. وقرأ علي رضي الله عنه {يا ويلتا من بعثنا} فـ {من} متعلقة بالويل أو حال من {ويلتا} فتتعلق بمحذوف؛ كأنه قال : يا ويلتا كائنا من بعثنا؛ وكما يجوز أن يكون خبرا عنه كذلك يجوز أن يكون حالا منه. و{من} من قوله: {من مرقدنا} متعلقة بنفس البعث. ثم قيل : كيف قالوا هذا وهم من المعذبين في قبورهم؟ فالجواب أن أبي بن كعب قال : ينامون نومة. وفي رواية فيقولون : يا ويلتا من أهبنا من مرقدنا. قال أبو بكر الأنباري : لا يحمل هذا الحديث على أن {أهبنا} من لفظ القرآن كما قال من طعن في القرآن، ولكنه تفسير {بعثنا} أو معبر عن بعض معانيه. قال أبو بكر : وكذا حفظته {من هبنا} بغير ألف في أهبنا مع تسكين نون من. والصواب فيه على طريق اللغة {من أهبنا} بفتح النون على أن فتحة همزة أهب ألقيت على نون {من} وأسقطت الهمزة؛ كما قالت العرب : من أخبرك من أعلمك؟ وهم يريدون من أخبرك. ويقال : أهببت النائم فهب النائم. أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي : وعاذلة هبت بليل تلومني ** ولم يعتمرني قبل ذاك عذول وقال أبو صالح : إذا نفخ النفخة الأولى رفع العذاب عن أهل القبور وهجعوا هجعة إلى النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة؛ فذلك قولهم: {من بعثنا من مرقدنا} وقال ابن عباس وقتادة. وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم وما فيها من أنواع العذاب صار ما عذبوا به في قبورهم إلى جنب عذابها كالنوم. قال مجاهد : فقال لهم المؤمنون: {هذا ما وعد الرحمن}. قال قتادة : فقال لهم من هدى الله {هذا ما وعد الرحمن}. وقال الفراء : فقالت لهم الملائكة: {هذا ما وعد الرحمن}. النحاس : وهذه الأقوال متفقة؛ لأن الملائكة من المؤمنين وممن هدى الله عز وجل. وعلى هذا يتأول قول الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} [
البينة : 7] وكذا الحديث : (المؤمن عند الله خير من كل ما خلق). ويجوز أن تكون الملائكة وغيرهم من المؤمنين قالوا لهم: {هذا ما وعد الرحمن}. وقيل : إن الكفار لما قال بعضهم لبعض: {من بعثنا من مرقدنا} صدقوا الرسل لما عاينوا ما أخبروهم به، ثم قالوا: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} فكذبنا به؛ أقروا حين لم ينفعهم الإقرار. وكان حفص يقف على {من مرقدنا} ثم يبتدئ فيقول: {هذا}. قال أبو بكر بن الأنباري: {من بعثنا من مرقدنا} وقف حسن؛ ثم تبتدئ {هذا ما وعد الرحمن} ويجوز أن تقف على {مرقدنا هذا} فتخفض هذا على الإتباع للمرقد، وتبتدئ {ما وعد الرحمن} على معنى بعثكم ما وعد الرحمن؛ أي بعثكم وعد الرحمن. النحاس : التمام على {من مرقدنا} و{هذا} في موضع رفع بالابتداء وخبره {ما وعد الرحمن}. ويجوز أن يكون في موضع خفض على النعت لـ {مرقدنا} فيكون التمام {من مرقدنا هذا}. {ما وعد الرحمن} في موضع رفع من ثلاث جهات. ذكر أبو إسحاق منها اثنتين قال : يكون بإضمار هذا. والجهة الثانية أن يكون بمعنى حق ما وعد الرحمن بعثكم. والجهة الثالثة أن يكون بمعنى ما وعد الرحمن. {إن كانت إلا صيحة واحدة} يعني إن بعثهم وإحياءهم كان بصيحة واحدة وهي قول إسرافيل : أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة والشعور المتمزقة! إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وهذا معنى قول الحق: {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج. {ق : 42]. وقال: {مهطعين إلى الداعي} [
القمر : 8] على ما يأتي. وفي قراءة ابن مسعود إن صح عنه {إن كانت إلا زقية واحدة} والزقية الصيحة؛ وقد تقدم هذا. {فإذا هم جميع لدينا محضرون} {فإذا هم} مبتدأ وخبره {جميع} نكرة، و{محضرون} من صفته. ومعنى {محضرون} مجموعون أحضروا موقف الحساب؛ وهو كقوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر{النحل : 77]. قوله تعالى: {فاليوم لا تظلم نفس شيئا} أي لا تنقص من ثواب عمل. {ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون} {ما} في محل نصب من وجهين : الأول أنه مفعول ثان لما لم يسم فاعله. والثاني بنزع حرف الصفة تقديره : إلا بما كنتم تعملون؛ أي تعملونه فحذف.
ونُفِخ في "القرن" النفخةُ الثانية، فتُرَدُّ أرواحهم إلى أجسادهم، فإذا هم من قبورهم يخرجون إلى ربهم سراعًا.
النفخة الأولى، هي نفخة الفزع والموت، وهذه نفخة البعث والنشور، فإذا نفخ في الصور، خرجوا من الأجداث والقبور، ينسلون إلى ربهم، أي: يسرعون للحضور بين يديه، لا يتمكنون من التأنِّي والتأخر، وفي تلك الحال، يحزن المكذبون، ويظهرون الحسرة والندم.
( ونفخ في الصور ) وهي النفخة الأخيرة نفخة البعث ، وبين النفختين أربعون سنة ( فإذا هم من الأجداث ) يعني : القبور ، واحدها : جدث ( إلى ربهم ينسلون ) يخرجون من القبور أحياء ، ومنه قيل للولد : نسل لخروجه من بطن أمه .
(وَنُفِخَ) الواو حرف استئناف وماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو (فِي الصُّورِ) متعلقان بنفخ والجملة استئنافية لا محل لها.
(فَإِذا) الفاء حرف عطف إذا فجائية (هُمْ) مبتدأ (مِنَ الْأَجْداثِ) متعلقان بينسلون (إِلى رَبِّهِمْ) متعلقان بينسلون أيضا والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها (يَنْسِلُونَ) مضارع مرفوع وفاعله والجملة خبر المبتدأ.
Traslation and Transliteration:
Wanufikha fee alssoori faitha hum mina alajdathi ila rabbihim yansiloona
And the trumpet is blown and lo! from the graves they hie unto their Lord,
Ve Sur üfürülmüştür de o anda kabirlerinden çıkıp Rablerinin tapısına koşuyorlar.
Et on soufflera dans la Trompe, et voilà que, des tombes, ils se précipiteront vers leur Seigneur,
Und es wurde in As-sur geblasen, sogleich eilen sie von den Gräbern zu ihrem HERRN.
|
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة يس (Ya-Sin - Ya Sin) |
ترتيبها |
36 |
عدد آياتها |
83 |
عدد كلماتها |
733 |
عدد حروفها |
2988 |
معنى اسمها |
(يسٓ): حَرْفَانِ لا يَعْلَمُ مَعْنَاهُمَا إِلاَّ اللهُ كَبَقِيَّةِ الحُرُوفِ المُقَطَّعَةِ فِي مُفْتَتَحِ بَعْضِ السُّوَر |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِمُفْتَتَحِ حُرُوفِ (يسٓ) دُونَ غَيرِهَا مِن سُوَرِ القُرْآنِ؛ فَسُمِّيَت بِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (يسٓ)، وَلَمْ تَثْبُتْ تَسْمِيَتُهَا بِـ(قَلْبِ القُرْآنِ)، وَ(الدَّافِعَةِ) و(القَاضِيَةِ) وَغَيْرِهَا |
مقاصدها |
إِثْبَاتُ الأَرْكَانِ الثَّلاثَةِ للسُّورِ المَكِّيَّةِ، وهِيَ (وَحْدَانِيَّةُ اللهِ تَعَالَى، وَالرِّسَالَةُ، وَالبَعْثُ وَالنُّشُورُ) |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُنقَل سَبَبٌ لِنـُزُولِهَا جُمـلَةً وَاحِدَةً، ولكِنْ صَـحَّ لِبَعضِ آياتِها سَبَبُ نُزُولٍ |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ فِيهَا حَدِيثٌ سِوَى أَثَرٍ موْقُوفٍ عَلَىَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَنْ قَرَأَ (يسٓ)، حِينَ يُصْبِحُ، أُعْطِيَ يُسْرَ يَوْمِهِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي صَدْرِ لَيْلِهِ، أُعْطِيَ يُسْرَ لَيْلَتِهِ حَتَّى يُصْبِحَ» (أَثَرٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الدَّارَمِيّ |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (يسٓ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ مَسْأَلَةِ إِحْيَاءِ المَوتَى، فَقَالَ فِي أوَّلِهَا: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ ...١٢﴾، وَقَالَ في أَوَاخِرِهَا: ﴿قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ ٧٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (يسٓ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (فَاطِرٍ): لَمَّا دَعَا اللهُ تعَالَى المُشْرِكِينَ إِلَى الاعْتِبَارِ بِالأُمَمِ السَّابِقَةِ فِي أَوَاخِرِ (فَاطِرٍ)؛ بِقَولِهِ: ﴿أَوَ لَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ ...٤٤﴾، ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلا عَلَى عَاقِبَةِ بَعْضِهِم فِي أَوَائِلِ (يسٓ)؛ فَقَالَ: ﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ١٣﴾... الآيَاتِ. |