«فسبح» نزه «باسم» الباء زائدة «ربك العظيم» سبحانه.
فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)
العلم الذي هو حق اليقين هو الذي لا يتطرق إليه تهمة ، فحق اليقين هو حق استقراره في القلب ، أي لا يزلزله شيء عن مقره ، وحق استقراره هو حكمه الذي أوجبه على العلم وعلى العين ، فلا يتصرف العلم إلا فيما يجب له التصرف فيه ، ولا تنظر العين إلا فيما يجب لها النظر إليه وفيه ، فذلك هو حق اليقين .
------------
(51) الفتوحات ج 2 /
569
ثم قال : ( فسبح باسم ربك العظيم ) أي : الذي أنزل هذا القرآن العظيم . [ آخر تفسير سورة " الحاقة " ، ولله الحمد ]
قوله تعالى {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين} قال الربيع : بالقرآن. {وإنه لحسرة} يعني التكذيب. والحسرة : الندامة. وقيل : أي وإن القرآن لحسرة على الكافرين يوم القيامة إذا رأوا ثواب من آمن به. وقيل : هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديهم أن يأتوا بسورة مثله. {وإنه لحق اليقين} يعني أن القرآن العظيم تنزيل من الله عزو جل؛ فهو لحق اليقين. وقيل : أي حقا يقينا ليكونن ذلك حسرة عليهم يوم القيامة. فعلى هذا {وإنه لحسرة} أي لتحسر؛ فهو مصدر بمعنى التحسر، فيجوز تذكيره. وقال ابن عباس : إنما هو كقولك : لعين اليقين ومحض اليقين. ولو كان اليقين نعتا لم يجز أن يضاف إليه؛ كما لا تقول : هذا رجل الظريف. وقيل : أضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين. {فسبح باسم ربك العظيم} أي فصل لربك؛ قال ابن عباس. وقيل : أي نزه الله عن السوء والنقائص.
إنا لَنعلم أنَّ مِنكم مَن يكذِّب بهذا القرآن مع وضوح آياته، وإن التكذيب به لندامة عظيمة على الكافرين به حين يرون عذابهم ويرون نعيم المؤمنين به، وإنه لحق ثابت ويقين لا شك فيه. فنزِّه الله سبحانه عما لا يليق بجلاله، واذكره باسمه العظيم.
{ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } أي: نزهه عما لا يليق بجلاله، وقدسه بذكر أوصاف جلاله وجماله وكماله. تم تفسير سورة الحاقة، والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، على كماله وأفضاله وعدله.
(فَسَبِّحْ) الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر (بِاسْمِ) متعلقان بالفعل (رَبِّكَ) مضاف إليه (الْعَظِيمِ) صفة والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.
Traslation and Transliteration:
Fasabbih biismi rabbika alAAatheemi
So glorify the name of thy Tremendous Lord.
Artık pek ulu Rabbinin adını anarak tenzih et onu.
Glorifie donc le nom de ton Seigneur, le Très Grand!
So lobpreise mit dem allerhabenen Namen deines HERRN!
|
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الحاقة (Al-Haqqah - The Reality) |
ترتيبها |
69 |
عدد آياتها |
52 |
عدد كلماتها |
261 |
عدد حروفها |
1107 |
معنى اسمها |
(الْحَاقَّةُ): مِنْ أَسْمَاءِ يَومِ الْقِيَامَةِ؛ وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأَنَّ حَقَائِقَ الأُمُورِ، وَمُخَبَّآتِ الصُّدُورِ تَظْهَرُ فِيهَا، فَعَظَّمَ اللهُ شَأْنَهَا وَفَخَّمَهُ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الْحَاقَةِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْحَاقَّةِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ (السِّلْسِلَةِ) |
مقاصدها |
إِثْبَاتُ حَقِيقَةِ الْيَومِ الآخِرِ، وَتَصْوِيرُ حَالِ النَّاسِ يَومَ الْحِسَابِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويْلِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الحَاقَّةِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ فَضْحِ الْمُكَذِّبِينَ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا: ﴿كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ ٤﴾، وَقَالَ فِي أَوَاخِرِهَا: ﴿وَإِنَّا لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ ٤٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الْحَاقَّةِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْقَلَمِ): لَمَّا جَرَى ذِكْرُ كِتَابَةِ الْقَلَمِ مِنْ مَقَادِيرِ حَقِيقَةِ الْيَومِ الآخِرِ، نَاسَبَ ذِكْرَ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ يَومِ القِيّامِةِ، وَهُوَ: (الْحَاقَّةُ) |